لطائف في الآيات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4926 - عددالزوار : 2001832 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4498 - عددالزوار : 1284850 )           »          أذكار المساء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          حرب غزة ومشكلة الشر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          مالك الملك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          العفو عند المقدرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          سِيَرِ أعلام المحدثين من الصحابة والتابعين .....يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 35 )           »          تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 594 - عددالزوار : 135895 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1073 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 5578 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28-02-2021, 07:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,371
الدولة : Egypt
افتراضي لطائف في الآيات

لطائف في الآيات


الشيخ قدري عبدالوهاب


ما أجملَ أن نعيشَ مع كتاب الله العظيم، وما ألذَّ أن ندرس كلماته التي جاءت باللسان العربي المبين؛ فقد بثَّ ربُنا -جل جلاله- في كلماته روحًا من أمره، وجعله نورًا يهدي به من يشاء: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (سورة الشورى:52)، وإن من كلماته: «متشابهات القرآن اللغوية»، التي منها: «ألفاظ متقاربة في المعنى العام، مفترقة في المعنى الخاص»؛ مما يجعل لها الأثر البالغ في تفسير القرآن، وفهمِ معانيه فهمًا دقيقًا سليمًا، وفقهِ أحكامه، وحفظ آياته، وهذا ما أحاول بيانه لك أيها القاريء الكريم في هذه السلسلة المباركة .

- قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ } (غافر:78).

- وقال تعالى: {فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ۖ سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ ۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ } (غافر:85).

فأنصحك كي لا يختلط عليك الحفظ في قوله تعالى: {وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ } وقوله تعالى: {وخسر هنالك الكافرون} أن تنظر بدقة وتدبر إلى الآية الأولى تجد أنها تتكلم عن الحق: {قُضيَ بالحق}، ومن المعلوم أن ضد الحق هو الباطل ولذلك ختمت الآية بقوله: {وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ }، والآية الثانية تتكلم عن الإيمان، وضد الإيمان هو الكفر فكانت الخاتمة {وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ}.

- والآية التالية التي يقع فيها اللبس والخلط لدى القراء والحفاظ: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} (الأنعام:151). {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ} (الإسراء:31).

فآية الأنعام قدّمت رزق الآباء على الأولاد؛ لأن الفقر واقع موجود بالفعل فقد رزق الرجل، وآية الإسراء تتكلم عن الفقر المتوقع والمنتظر في المستقبل، فهو يقتل من أجل الفقر المنتظر فقدم رزق الأولاد فكل تقديم وتأخير على حسب السياق القرآني، وهكذا بلاغة القرآن وبيانه وعظمته.

- ولتناول آية أخرى لزيادة البيان، قوله تعالى: {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ } (الذاريات:19). وقال: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (المعارج:24-25)، فبعض الناس يلتبس عليه الأمر ولا يعرف التفرقة بين هاتين الآيتين؛ فتجده يقرأ في سورة الذاريات ويقول: {وفي أموالهم حق معلوم}، وهذا خطأ؛ لأن سورة الذاريات تتحدث عن مقام الإحسان وقيام الليل والاستغفار في وقت السحر وكل هذا من باب الإحسان، {إنهم كانوا قبل ذلك محسنين}؛ ولذا تكلم فيها عن الإحسان ومنها صدقات التطوع فلم يقل معلوم؛ لأن معلوم هي الزكاة المفروضة ذات النصاب المقدر شرعا وهذا من واجبات الإيمان التي ذكرت في سورة المعارج.

وهكذا- أخي القارىء الكريم- لو نظرت بتفكر وتدبر لعرفت أن كل كلمة في القرآن جاءت في مكانها؛ وهذا القرآن كتاب محكم في كلماته وعباراته وأسلوبه، ليس فيها اختلاف ولا تناقض فيجب على قراء وحفاظ القرآن أن يراعوا ذلك وأن يقرؤوا الكتب التي تهتم بهذا الجانب البلاغي والبياني في القرآن، ومن أجمل ما قرأت في ذلك كتب الأستاذ فاضل صالح السامرائي؛ فقد أحسن وأجاد وأتقن والتزم فيها بعقيدة أهل السنة والجماعة خلافا لصاحب الكشاف وهو الإمام الزمخشري الذي برع في هذا الجانب إلا أن لعقيدته الاعتزالية أثرا غير محمود العاقبة لمن يقرأ كلامه.

ولذا نوصي بكتب الدكتور فاضل صالح السامرائي؛ حيث خلت كتبه من الجوانب السيئة، وجمع لك فوائد كتب السابقين أجمعين، وتميزت كتبه عن كتب السابقين بالدقة والترتيب والتنظيم والعقيدة الصحيحة. وفي النهاية أقرأ بعين الإنصاف والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه, ونستكمل في المقال القادم هذه الرحلة المباركة. المباركة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.94 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.83%)]