|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عصبية المزاج وفقدان الثقة أ. زينب مصطفى السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مشكلتي أني أصبحتُ عصبيَّةَ المزاج شديدة الصُّراخ، حتى مع والدي ووالدتي، أكرَهُ الناسَ ولا أثقُ بأحدٍ، وانطوائيَّة، تأتيني تخيُّلات كثيرةٌ، بالإضافة إلى النسيان، أريد أنْ أُحضِّر الماجستير ولكنِّي لا أعرفُ كيف أفعلُ مع أخلاقي هذه؟! دكتور، إنَّني أعاني مُعاناةً مؤلمةً جدًّا، ولكنَّني في كلِّ مرَّة أُخذَل من أقرب الأقربين لي، وقد طلِّقتُ لأسباب تافهة، أكرَهُ كُلَّ مَن حولي، حتى نفسي، لا أجدُ فيَّ الثقة بالنفس، حتى في العمل، أصبحتُ بعيدةً عن العمل، ولا أجدُ الرغبة فيه. أرجوك ساعدني - يرحمك الله - أنا مُتعَبة جدًّا، لي مستقبل، وابنة جميلة ولطيفة، لا أريدها أنْ تتأثَّر بنفسي هذه. الجواب أختي الحبيبة، الحياة ماضٍ وحاضر ومستقبل، وقافلة وسنَّة الحياة تترُك الماضي لتنطلقَ نحو المستقبل، فعليك بحاضِرِك الذي أنت فيه مخططة لمستقبل مشرق مبهج. الماضي به الألم كما به ذكرياتٌ جميلة، به مَن أساء التعامُل معنا إمَّا لجهله وإمَّا لسُوئِه، وبه مَن احتوانا وأحبَّنَا.. والإنسان الطَّمُوح هو الذي يتعلَّم من تجارب ماضيه المؤلمة ويستفيدُ منها، بدلاً من أنْ يُسَيطِرَ عليه ماضيه ويُؤلمه؛ فيضيع حاضره ومستقبله. وممَّا ذكرت - أختي الكريمة - سألفتُ نظرَك إلى عدَّة أمورٍ تستفيدين منها كأخطاء في ماضيك: حينما نعصي الله بأمورٍ؛ كمعرفة شابٍّ وبناء علاقة معه، حتى ولو كانت فيها نيَّة الزواج، فهي غير جائزةٍ شرعًا؛ فإنَّ الله قد يُسلِّط على الإنسان مَن يُفسِدُ سعادته؛ لأنَّه لم يسلُك الطريق الصحيح في الوصول لها، فمَن راعَى الله - عزَّ وجلَّ - كان الله معها راعيًا ومُوفِّقًا ومُعينًا. العَطاء لا يكونُ جميعه محبَّذًا؛ فهناك من العَطاء ما يُفسِد الآخَرين؛ كمثل عطائك لهذا الشاب، فالشاب - حتى يُقدِّر الفتاة - يحتاجُ أنْ يُكابد ويَتعَب من أجْلها، وليتحمَّل مسؤوليَّتها ومسؤوليَّة نفسِه، وكذلك تَنازُلك عن مهرك الذي شرَعَه الله حتى يشعُرَ الزوج بتكريمه لزوجته وتقديرِه لها، وهو هديَّة تُقرِّب القُلوب. فهناك أمورٌ كثيرة العطاءُ فيها قد يكون سببًا في إفساد مَن حولنا؛ فالعطاء يكون حسَب الإنسان نفسه وحسَب الزَّمان والأوضاع. حينما يُخطِئ مَن حولنا لا بُدَّ أنْ نبقى نحنُ على قَناعاتنا ومَبادئنا، ولا نسمح لشيءٍ يُؤثِّر علينا وعلى مستقبلنا. عصبيَّتك هي مُؤقَّتة بسبب الضُّغوط التي مرَرْت بها، فلا تظلمي نفسك بها وتَظلِمي مَن أغرَقُوك بالحبِّ والحنان - كما ذكرتِ في بداية رسالتك - وانظُري لمستقبلك ولابنتك الجميلة، وابدَئِي ببنائه، وتفاءلي؛ فلست أوَّل مَن مَرَّ بضغوطٍ وآلام؛ لكنْ لتعلمي أنَّ هناك مَن استَسلَم لها وعاش في أحشائها، وظلَّ يندب حَظَّه في الحياة، وهناك مَن ألقى بها خلفَ ظهرِه مُتعلِّمًا منها ما يفيدُه، ناظِرًا لمستقبلٍ جميل باهر. ولتعلمي أنَّ ضُغوط الحياة ومَشاكلها لا تنتَهِي، فلتتَعايَشِي معها وتضَعي همًّا أكبر وطموحًا أعلى، وعيشي سعيدةً متفائلةً، فإنْ كانت أخطاء مَن حولنا قد جعلَتْ ماضينا تَعِيسًا، فلا ندعْ لها الفُرصة لتُعكِّر حاضرنا ومستقبلنا. كما أنصَحُك بممارسة تمرينات الاستِرخاء وممارسة الرياضة؛ كي تُزيلي من توتُّرات نفسك، والاشتراك في أنشطةٍ مع أناسٍ تحبِّينهم، والتنفيس مع الأصدقاء يريحُ كثيرًا. وفَّقك الله، وبارَك لك في ابنتك، ويسَّر لك أنْ تبني لها مستقبلاً جميلاً هادئًا، يكونُ بعد ذلك ماضيًا جميلاً، تظلُّ تفتخرُ به وبك.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |