طفلي و اضطراب العرات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1349 - عددالزوار : 139509 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-02-2021, 09:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,123
الدولة : Egypt
افتراضي طفلي و اضطراب العرات

طفلي و اضطراب العرات
د. ياسر بكار



السؤال
السلام عليكم.
السؤال: ابني يُعاني مِن أعراض تعود لأمور نفسيَّة، ولكي تصبح الصورة واضحةً أمامكم؛ اسمحوا لي بالإطالةِ في وصْف حالته بدقَّة، آملاً في مساعدتي.. معلومات عامَّة: ولد قيصريًّا ، رضَع 15 شهرًا، منها 5 أشهر على حمْل أختِه الذي لم نُلاحظْه إلاَّ في ختام الشهر الخامس، عُومل معاملةً طيبة مِن قِبل الأبوين، كان طبيعيًّا جدًّا مِن حيثُ النموُّ، والاستيعابُ العقليُّ، والتعلُّم.
مشكلةٌ مُستمرَّة واجهتْنا معه، وهي ضبط عملية الإخراج، رغمَ أنَّه ضَبَط منذ وقتٍ مُبكِّر عمليةَ التبوُّل، وقد عُوقب فترات طويلةً عقوبات تربويَّةً مِن والدته، وكان الضَّربُ هو الحلَّ الأخير، فكانت تَضربُه، وكنتُ أفعل أنا أيضًا في مرَّات قليلة، لكنَّه وإنِ استجاب فترات قليلة، فإنَّه يعود لهذا مرة أخرى، وأذكُر أني ضربتُه بشدَّة قَبل أن يُصاب بما أصيب به بأسبوع.
التاريخ المرضي: في نهاية شهر 7/ 2008 أُصيب ابني بحركاتٍ مثل (الزغتّة)، كان مصدرها البطن، وكانت تَهزُّ جسمَه كلَّه، وكانت كثيرة؛ كل ثانيتين أو ثلاث، فعَرضتُه على أكثرَ من طبيب أطفال، فنصحوا بعَرْضه على أطباء مخٍّ وأعصاب (مع العلم أنَّ الولد في تركيزه العادي، ويُمارس حياتهَ دون أن يَشعُر بهذا)، في اليوم التالي مباشرةً كشَف عليه أستاذُ مخ وأعصاب، فكَتبَ له (ديباكين شراب)، وطلَب رسم مخ وتحاليل كثيرة، وأشعة مقطعيَّة على المخ، تم عمَلُ كلِّ هذا في خلال 24 ساعة في أماكن مُحترَمة وموثوق فيها، وكانتِ النتيجةُ أنَّه ليس عنده أيُّ شيء عضوي، ذهبْنا لدكتور أمراض نفسيَّة آخر، فكشَف عليه وكتبَ له (ديباكين) و (ستيلوا)، وخلال أربعة الأيَّام الأولى خفَّت الحركات، لكن بنسبة لم تتجاوز 10% أو 15%، كشفنا عليه عند أستاذ مُتخصِّص بطبِّ الأطفال قبل مُضيِّ أسبوع، فطلَب منَّا عدم إعطائه أي دواء، وطَلبَ تحاليلَ أخرى كثيرة ومُفصَّلة، وقُمنا بها، وكانتْ النتيجة طبيعية جدًّا، فطمأَنَنا وانتهى الأمر.
ظلَّ الولد مدة أسبوع آخَر، وبالفعل خفَّت الحركات بنسبة أكبر لتصل -حسب تقديري الشخصي- من 60% إلى 70 %.
فضَّلْنا في هذه الفترة أن نبعد الولد عن المثيرات الإلكترونيَّة والكهربائيَّة، فسافر عندَ جَدِّه في إحدى قرى الأرياف، وبعد أسبوع مِن سفره كانت النتيجة كما هي، فقرَّرْنا عرضه على طبيب آخر، وبعد الاستفسار عن عِدَّة أمور؛ منها حركة قام بها قبل فترة وهي: (البربشة بعَينه)، وكنَّا نعتقد أنها مِن (الكمبيوتر) والتلفاز، وكان عندَه أوَّل تشخيصٍ للحالة، وهي أن ما يَحدُث هو مجرَّد (لازمات) طبيعية سيغيرها الولد كلَّ فترة، ولا قلق منها، وكتب له (ريسبردال) نقط، وبمجرد ما أخَذَه الولد كأنَّه السِّحر، فإذا بالحركات تختفي تمامًا.
داومْنا على العلاج، ومع مرور الوقت بدأت الحركات في الظهور مرةً أخرى على استحياء، وبمراجعة الطبيب أمَر بزيادة الجرعة إلى الضِّعف، وبالفعل نفَّذْنا ذلك، لكنَّنا لاحظنا أنَّ الحركات استمرَّتْ لكن بقلَّة، وعلى فترات طويلة، هنا بدأتْ مشكلة أخرى في الظهور وهي أنَّ الولد بدأ جسمه في الزيادة الملحوظة، وهذا أمرٌ آلَمَنا جدًّا، هنا راجعْنا الطبيب مرة أخرى فطلب منا وقفَ الدواء وعدم إعطائه أيِّ دواء، وبالفِعل أوقفْنا الدواء، وبمرور الوقت تلاشَتِ الحركاتُ دون أيِّ دواء، واستمرَّ التلاشي عِدَّةَ أشهر، ثم بدأتْ في الظهور مرة أخرى، وبدأ في تغييرها من حَرَكة بالملابس، ثم حرَكة بالعين، ثم حرَكة صوتيَّة، لكن في فترة الإجازة الماضية كان يَقضي أوقاتًا طويلةً أمام (الكمبيوتر) والتلفاز، ولاحظْنا زيادة الحركات، وكانت مع بداية الدراسة أزْيد، وقد طلب الولدُ منا الكشفَ، وهذه أوَّل مرَّةٍ يطلُب بنفسه، حيث آلَمَه أنْ لاحَظ زملاؤه هذا الأمر، كما لاحظْنا أنَّ الولد يقوم بعدة حركات مجمَّعة؛ أي: أكثر من حركة في وقت واحد، ذهبْنا إلى طبيب نفسي كتب له (سافينيز 1.5 مجم) نصف قرص مساءً، فحدثتْ له تشنُّجات عضليَّة، فكتبَ له (كوجنتين 2 مجم) قرص مساءً، لكنَّ الولد يَشعُر بـ(زغللة).
سلوكيات عامة: رغم نُطقه في وقتٍ مُبكِّر، فإنَّ هناك حرفين كان - وما زال - يجد صعوبةً في نُطقهما إلى الآن (اللام والراء)، مع العلم أنَّه ينطقهما في بعض الأحيان، ويعلم أنَّ عنده مشكلةً فيهما، يُحبُّ اللعب والألعاب بصورة جنونية؛ فهي عالَمُه الذي يعيش فيه، ويلعب مع نفسه أوقاتًا طويلةً، ويتصرَّف في كثير مِن الأحيان بصورة أصغر مِن سنِّه، لا يُحافظ على لُعَبه، يَعشَق الكرتون و(الكمبيوتر)، مستواه الدراسي جيِّد جدًّا - وإنْ كان عنده مشكلة في الحفظ والنسيان في الفترة الأخيرة بالذات – عنيد، مع أنَّ الكلام يؤثر فيه أكثر من الضرب، علاقتُه جيدة بالأولاد (أقاربه وزملائه في المدرسة)، وإنْ كان يلعب معهم بعنف، خاضِع لأصدقائه من الجيران، ويُحبُّ اللعب معهم، قَلِقٌ في النَّوم، وكثير الأحلام - مثل والده - حسَّاس بالنسبة للملابس الضيِّقة - مثل والده - يُحسُّ بألَم نفْسِي عميق إذا عُوقِب على شيء أو خطأ لم يرتكبْه، أو لم يكُن عن عَمْد.

برجاء مساعدتي، وآسِف على الإطالة..


الجواب
الأخ الكريم، السلام عليكم ورحمة الله.
مرحبًا بك في شبكة (الألوكة)، وأهلاً وسهلاً.
قرأتُ رِسالتَك، وأسأل الله العظيمَ العافيةَ لابنك، وأن يُلهمَكم الصبر.

مِن الواضح أنَّ الطفل يُعاني من اضطراب نسمِّيه (اضطراب العرات)، وهو عبارة عن حركات لا إرادية تَحدُث في أجزاء مُعيَّنة مِن الجسم كالوجهِ والساقين والقدَمين والعيون.. وغيرها.
وهذا الاضطرابُ شائعٌ إلى حدٍّ ما، قد يُصيب حوالي 5% من طلاَّب المدارس، وهو في معظمِ الحالات مؤقَّت يزول خلال فترةٍ قصيرة، وحتى لو طال في غالِب الحالات، يزول في بدايةِ مرحلة المراهقة، أو بداية العشرينيَّات.
العِلاج عن طريق (الريسبردال) أو غيره مِن مُضادَّات (الذهان) يُعطي نتائج فعَّالة، وأنصح بالاستمرار عليها إذا كانتْ هذه الحرَكات تُؤثِّر بشكلٍ واضحٍ على الطفل، يجب أن نقبل وجود بعض الأعراض الجانبية مِثل زيادة في الوزن وغير ذلك، وهذا يحتاج إلى مُراقَبةٍ واستشارة المختصِّين، وتغيير في نمَط الحياة.

هناك أمورٌ مهمَّة في هذا الشيء يَنبغي الانتباهُ إليها:
أولاً: يجب دائمًا أن نسأل: إلى أيِّ قدْر تؤثِّر هذه الحركات على حياة الطفل اليوميَّة؟! وإلى أي قدر تتداخل بشكل سلبيٍّ مع طريقةِ عيشه، أو طريقةِ أكْله؟!
أقول هذا؛ لأنَّ العلاج الدوائي يجب ألاَّ نَركُض إليه إلا بعدَ تأكُّدنا من وجود حاجة مهمَّة له.

الأمر الثاني: في الواقع يتأثَّر الطفل بشكل أكبرَ ليس بسببِ هذه الحركات، ولكن بسببِ تعليق الأطفال عليه، واستهزائهم به، وحِرْص الوالدَين على التخفيفِ مِن هذه المشكلة، أو قلقهم الزائد منها، وزِيارة الأطباء بشكلٍ متكرِّر، هذه المظاهرُ في الواقع تترك أثرًا سلبيًّا في حياة الطِّفل، وبنائه النَّفْسي؛ ولذا يجب الانتباهُ لذلك.
كما يَجِب أن نُعلِّم الطفلَ أنَّ مثل هذه الحركاتِ ليستْ تحت إرادته، ولا هو مسؤولٌ عنها، وأنَّ محبَّة الآخرين لا تأتي مِن خلال المظهَر، بل لها علاقة وثيقةٌ بما نَحمِل لهم مِن اهتمام ومحبَّة صادقة.

النقطة الثالثة: هناك بعضُ العوامل التي تَزيد مِن هذه (اللازمات)، مثل الإجهاد النفْسي والإجهاد الجسدي، والتوتُّر النفسي، والحِرمان مِن النوم، وهذا ما يجب أن يبتعدَ عنه الطفل.

رابعًا: في بعضِ الحالات وُجِد أنَّ الطفل يُعاني من بعض الأعراض النفسيَّة التي تحتاج إلى الانتباهِ وطلَب مساعدةِ الطبيب النفْسي عندَ وجودها؛ مِن الأمثلة الشائعة: الاندفاعيَّة، وتَكْرار بعضِ الأعمال، ووجود بعضِ الوساوس، أو ضعْف الانتباه في الفَصل، وربَّما أشرتَ في رِسالتك إلى شيءٍ مِن هذا القبيل، في الواقِع يَصعُب تشخيصُ ذلك إلا عند عرْض الطفل على طبيب نفْسي أطفال مُتخصِّص، وسيكون مُهمًّا أن تسأل أساتذتَه عن مستوى تركيزه في الفصل، ومستوى تفاعُله معهم، وعندَ وجود مشكلةٍ في التركيز يُمكن استشارةُ طبيب نفسي أطفال مُتخصِّص؛ لعلَّه يُفيدك في ذلك.

النقطة الأهم هنا هي: أن نُولِي أهميةً كبيرة لثقة الطفل بنفْسه، وأن نُشعِرَه بأهميتِه، وتأثيره الإيجابي، ويَنبغي ألاَّ نجعل مِثلَ هذه الحركات محورَ اهتمامنا وتفكيرنا، إنَّنا نعلم يقينًا أنَّ هذه الحركاتِ ليستْ خطيرةً ولا مؤذية - بمشيئة الله - لكنَّ الألمَ النفسي، والإحباط، وشعور الطفل بخطورةِ ما يَحدُث له، هو الذي قد يَتسبَّب في المرضِ النَّفْسي للطفل على المدَى البعيد.

أتمنَّى لكم التوفيق.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.21 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.39%)]