ماذا أفعل في اللغات الأجنبية والرياضيات؟

[ابوالوليد المسلم]

ماذا أفعل في اللغات الأجنبية والرياضيات؟

أ. عائشة الحكمي



السؤال
أنا متحيرٌ في الدِّراسة؛ رسبتُ في حياتي أربع مرات بسببِ ضعفي في اللُّغاتِ الأجنبية ومادةِ الرِّياضيات، أنا أدرسُ في الصفِّ الأول الثانوي، وتمَّ طردي بعد أن رسبتُ، ولكن بفضلِ الله عدتُ إلى الدِّراسة من جديد، ولكني في الاختباراتِ الثانوية لم أحرز نتائجَ جيدة في مادتَي الفيزياء والرياضيات، إضافة إلى مادَّةِ العلوم، علمًا بأنِّي كنتُ أفهمُ الدروسَ، ولكن خلال الاختبارِ يحدثُ لي اضطراب، وأنا خائفٌ من أن أرسبَ مجدَّدًا وأُطرد، ماذا أفعلُ؟

وبماذا تنصحونني؟ ولا تنسوني من صالحِ دعائكم، وشكرًا لكم.


الجواب
بسم الله المُلْهِم للصَّواب
وهو المُستعان

أيُّها الطَّالب المُجِدُّ، أُحيِّي فيكَ هذه الرُّوحَ المُثابِرة، التي لم تُقَلقلْها فأسُ الفشل، ولم تحُل بينها وبين المُرتقى خيباتُ الأمَل، وهذا ما ينبغي أن يكونَ عليه كلُّ ساعٍ وكلُّ عاملٍ في حياتِنا الدُّنيا؛ فإنَّما الواجب أن نسعى ونعملَ ونجدَّ ونجتهدَ ونأخذَ بالأسباب، ثم ندَعَ النَّتيجةَ لإرادةِ الله - عزَّ وجلَّ - وقدرته، فإنْ شاء أنبتها، وإن شاء أحاط بثمرتِها، وهو على كُلِّ شيءٍ قدير.

عَجِبْتُ لَهُمْ قَالُوا تَمَادَيْتَ فِي الْمُنَى
وَفِي الْمُثُلِ الْعُلْيَا وَفِي الْمُرْتَقَى الصَّعْبِ

فَأَقْصِرْ وَلاَ تُجْهِدْ يَرَاعَكَ إِنَّمَا
سَتَبْذُرُ حَبًّا فِي ثَرًى لَيْسَ بِالْخَصْبِ

فَقُلْتُ لَهُمْ مَهْلاً فَمَا الْيَأْسُ شِيمَتِي
سَأَبْذُرُ حَبِّي، وَالثِّمارُ مِن الرَّبِّ

وقد بذرتَ أيُّها الأخُ الكريم هذا الحَبَّ بمُواصَلة الدِّراسة والاجتهاد في المُذاكَرة، وأمَّا ثمرة النَّجاح فمن الرَّبِّ - سبحانه وتعالى - فأكثرْ من الدُّعاءِ لسامع الشَّكوى أن يُنبِتَ لكَ بالتَّوفيقِ حدائقَ ذات بهجة؛ فإنَّكَ متى تجاوزتَ هذه السَّنةَ، فسيسهل عليكَ - بمشيئةِ الله وحده - قطعُ ما تبقَّى من الدِّراسة الثَّانويَّة.

أمَّا ما أنصحُكَ به، فسأجملُه في النِّقاطِ التَّالية:
أولاً: ثمَّة إستراتيجيَّات للمُذاكرةِ لا بُدَّ لكلِّ طَالِب عِلْم أن يلمَّ بها، تجدها بتفصيلٍ على مَوْقع: "إستراتيجيَّات المُذاكَرة والإرشادات الدِّراسيَّة"، على الرِّابط التَّالي:
http://www.studygs.net/arabic/index.htm

مُلاحظة: الموقع في الأصلِ باللُّغةِ الإنجليزيَّة، أسَّسه الأستاذ "جوزيف لندزبرجر" من جامعةِ "سانت توماس"، ثم تُرجِم إلى لُغاتٍ عِدَّة، من بينها العربيَّة، لكنَّها العربيَّةُ التي تُشبه العَربيَّةَ؛ فهي ركيكةُ النَّسْج!

ثانيًا: بالنِّسبةِ للاضطراب الذي تشعُر به أثناء الامتحانِ، فهو أحد أَعْراض قَلَقِ الامتحان Test Anxiety، وللتَّغلُّب عليه يمكنكَ الاطِّلاعُ على هذه النَّصائحِ من ذات الموقع على الرَّابط التَّالي:
http://www.studygs.net/arabic/tstprp8.htm

ثالثًا: يمكنكَ التَّسجيل في المنتدياتِ المختصَّة بالطَّلبة الجزائريين، فإنكَ تجدُ هنالكَ مَجْموعةً طيِّبة من الدُّروسِ والمُلخَّصاتِ و(الفلاشات) التَّعليميَّة التي قد تُساعِد - إن شاء الله - في تبسيطِ هذه المواد التي تستصعبُها، وهذه المنتديات مُتناثِرة بوَفْرة على الشَّبكةِ، فإنْ لم تتعرَّف عليها بنفسِكَ، فاكتب لنا مرَّةً أخرى، وسوف نرسلُها لكَ على بريدِكَ الإلكتروني - بمشيئة الله تعالى.

رابعًا: فيما يختصُّ بتعلُّمِ اللُّغات الأجنبيَّة، فلا أدري ما اللُّغاتُ التي تدرُسها حاليًّا؟ لكن إذا كنتَ تجدُ صُعوبةً في تعلُّم الفرنسيَّة، فمن الجيِّد لو تعرَّفتَ على صَديقٍ مغربي حَسَنِ السِّيرة والسَّريرة، فإنِّي رأيتُ أهلَ المغرب يتكلَّمون الفرنسيَّةَ بطلاقةٍ - تبارك الله - فحاولْ أن تتعرَّفَ على أحدِهم، واطلب منه مُحادثتكَ بالفرنسيَّةِ عبر (المسنجر)، أو أية وسيلة تفضِّلُها؛ كي يُصحِّحَ لكَ الأخطاءَ اللُّغويَّة والتَّراكيبَ الصَّوتيَّة، وبالتَّأكيدِ لن تكتسبَ اللُّغةَ في عشيَّةٍ أو ضُحاها، لكنَّكَ ستتلمَّسُ آثارَها الإيجابيَّة على المدى البعيد - بحولِ الله تعالى - والأمرُ نفسه ينطبقُ على تعلُّمِ الإنجليزيَّة وغيرها من اللُّغاتِ الحيَّة، فقط حاول التَّعرُّفَ على صديقٍ يُجيد التحدُّثَ بهذه اللُّغة على نحوٍ صحيح؛ كي يحادثكَ بها ويُصحِّح لكَ بمحبَّةٍ وسعَة صدر؛ فإَّنها من أفضلِ الطُّرق لاكتسابِ اللُّغة.

خامسًا: لا بأس أن تتلقَّى بعضَ الدُّروسِ الخُصوصيَّة من أحدِ المُدرِّسين بُعيدَ عودتِكَ من المدرسةِ، طالما أنَّ الأمرَ قد وصل إلى إعادةِ المستويات الدِّراسية لأكثر من مرَّة.

سادسًا: ناقش أساتذتَكَ الكرامَ حول إمكانيَّةِ تعويض بعض الدَّرجات، من خلالِ تقديم بعض التَّقارير أو الأبحاث الخاصَّة أو الأنشطة الصفِّية؛ فكثيرٌ من الأساتذةِ يفعلون ذلك مع طلَبتِهم.

سابعًا: ابثُثْ أساتذتَكَ بعضَ ما في جوانحِكَ من مشاعرِ الخَوْف والقَلَق، فلعلَّهم يتفهَّمون وضعَكَ الحالي، وينصحونكَ بما هو أنفع لمُستقبلِكَ.

ثامنًا: إذا قدَّر الله أمرًا لا يسُرُّكَ، فبادرْ بالتَّسجيلِ في التَّعليمِ الخاص؛ فإنَّ العلمَ لا يتوقَّفُ على نوعِ التَّعليم ولا على قُربِ البيتِ من المدرسة، فلا تجعلْ أيَّ سببٍ يحول بينكَ وبين طلَبِ العلم، مُتمنِّية أن يأخذَ والداكَ بيدِكَ، وأن يدعوَا لكَ بالتَّوفيقِ والنَّجاح، ونحن بدورنا ندعو الله - سُبحانه - أن يُسدِّدَ مساعيكَ سداد السَّهم، ويوفِّقكَ لما يُحِبُّ ويرضى، ويبهجَ قلبَكَ المَهْمُوم بفَرْحةِ النَّجاح، آمين.


واللهُ - سبحانه وتعالى - أعلمُ بالصَّواب، وهو العليم الخبير.