عِبَر من التاريخ... - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 118558 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40142 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366847 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18-02-2021, 09:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي عِبَر من التاريخ...

عِبَر من التاريخ... (مِن خصائص الحضارة الإسلامية)






رجب صابر


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالمقصود بالحضارة مَدَى ما وصلت إليه أمة مِن الأمم في نواحي نشاطها الفكري والعقلي، مِن: عمران، وعلوم، ومعارف، وما إلى ذلك، والترقي بها في مدارج الحياة ومسالكها، حتى تصل إلى الغاية التي تناسِب أحوالها، ولكي يمكننا التعرف على مقومات أي حضارة وخصائصها، ومدى تأثيرها، ومستوى استفادة البشرية منها؛ فلا بد أن نحدد العناصر الأساسية التي ينبغي أن تتكون منها حضارة ما.

وقد ذكر بعض الباحثين أن الحضارة تتكون من عناصر أربعة رئيسة، هي:

1- الموارد الاقتصادية.

2- النظم السياسية.

3- التقاليد الخلقية.

4- متابعة العلوم.

ولانهيار الحضارات عوامل متعددة هي عكس العوامل التي تؤدي إلى قيامها وتطورها، ومِن أهمها: الانحلال الخُلُقي والفكري، واضطراب القوانين والأنظمة، وشيوع الظلم والفقر، وفقدان الموجِّهين الأكفاء، والزعماء المخلصين.

وكلما كانت الحضارة عالمية في رسالتها، إنسانية في نظرتها خُلُقية في اتجاهاتها، واقعية في مبادئها؛ كانت أخلد في التاريخ، وأجدر بالتكريم، وأبقى ذكرًا، وأنفع أثرًا.

وقد امتازت حضارتنا الإسلامية إبان ازدهارها بكل مقومات قيام الحضارات، وكانت أعظم حضارة عرفها التاريخ غير أنها تميَّزت بخصائص فردية جعلتها تختلف عن الحضارات الأخرى التي يعرفها الناس.

ومِن أبرز ما يلفت نظر الدارس لحضارتنا أنها تميزت بالخصائص التالية:

- أنها قامت على أساس الوحدانية المطلقة في العقيدة: فهي حضارة تنادي بعبادة الله الإله الواحد الأحد الذي لا شريك له؛ في ملكه، وحكمه؛ فهو وحده الذي يُعبد، وهو وحده الذي يُقصد، وهو الذي يُعِز ويُذِل، ويُعطي ويَمنع، وهذا السمو في فهم الوحدانية كان له أثر كبير في رفع مستوى الإنسان، وتحرير الجماهير، وتصحيح العلاقة بين الحاكمين والمحكومين، كما كان له أثر كبير في خُلو الحضارة الإسلامية مِن كلِّ مظاهر الوثنية وآدابها وفكرها: في العقيدة، والحكم، والفن، والشعر، والأدب.

- وثاني خصائص حضارتنا: أنها إنسانية النزعة والهدف عالمية الأفق والرسالة، فهي حضارة انتظمت فيها جميع العبقريات للشعوب والأمم التي خفقت فوقها راية الفتوحات الإسلامية؛ فضمت علماء من بلدان شتى، ومِن أجناس مختلفة في شتى العلوم ومختلف التخصصات.

- وثالث خصائص حضارتنا: أنها جعلت للمبادئ الأخلاقية المحل الأول في كل نظمها ومختلف ميادين نشاطها، ففي الحكم وفي العلم، وفي التشريع، وفي الحرب وفي السلم، وفي الاقتصاد وفي الأسرة - رُوعيت المبادئ الأخلاقية؛ تشريعًا وتطبيقًا، وبلغت في ذلك منزلة سامية لم تبلغها حضارة في القديم والحديث.

- ورابع هذه الخصائص: أنها حضارة تؤمن بالعلم، وترتكز على العقيدة؛ فهي خاطبت العقل والقلب معًا، وأثارت العاطفة والفكر في وقتٍ واحدٍ؛ فاستطاعت أن تنشئ نظامًا للدولة قائمًا على مبادئ الحق والعدالة، مرتكزًا إلى الدِّين والعقيدة دون أن يقيم الدِّين عائقًا ما دون رقي الدولة، واطراد الحضارة، بل كان الدِّين مِن أكبر عوامل الرقي فيها.


هذه هي بعض خصائص حضارتنا وميزاتها في تاريخ الحضارات، ولقد كانت بذلك محل إعجاب العالم، ومهوى أفئدة الأحرار والأذكياء مِن كلِّ جنس ودِين، يوم كانت قوية تحكم وتوجِّه، وتهذِّب وتعلم. (يُنظَر: كتاب من روائع حضارتنا للدكتور مصطفى السباعي).

فاللهم أَعِد للمسلمين مجدهم وعزهم.

وكم في التاريخ من عِبَرٍ، فاعتبروا يا أولي الأبصار.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 80.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 78.81 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.14%)]