زوجتك .. أحسن تأديبها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14083 - عددالزوار : 751127 )           »          عون المعبود شرح سنن أبي داود- الشيخ/ سعيد السواح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 684 - عددالزوار : 95320 )           »          سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث «كل أمتي يدخلون الجنة» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 1673 )           »          مكانة إطعام الطعام في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          منهج القرآن في بيان الأحكام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          قبسات من الإعجاز البياني للقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          يعلمون.. ولا يعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العلي، الأعلى، المتعال) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          تفسير قوله تعالى: ﴿وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا..﴾ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3092 - عددالزوار : 350498 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-02-2021, 08:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,486
الدولة : Egypt
افتراضي زوجتك .. أحسن تأديبها

زوجتك .. أحسن تأديبها
عبد الخالق حسن الشريف



السؤال:

اخترت زوجتي لأظفر بذات الدين، ولكن بعد عقد القران بدأت تظهر المشكلات الخفيفة، وكان الزواج بعد العقد بعشرة أيام، فصبرت واستعنت بالله، هي وحيدة، ووالدها متوفى، وكانت تشتكى من أمها كثيراً؛ فعملت على أن أكون كل شيء لها في الحياة، وبعد الزواج فوجئت بالأتي:
1- ضيق خلق إلى أبعد الحدود، وعدم طاعة، وإصرار على أن تفعل ما يحلو لها، ومجرد اعتراضي على شيء اتهم بأني أظلمها، فهي مدللة كثيراً، ورأيت بها الكثير من الصفات السيئة التي اكتسبتها من والدتها التي تهينني، وتسيء معاملتي من أجل عدم التحامل على ابنتها.
2- بدأت المشكلات تكثر، فكنت أستعين بالله ثم أخوالها والكبار من أهلي، والكل كان يغلطها فيما يحدث، وهي تكابر هي وأمها، واستمرت الحياة على ذلك الحال طيلة أحد عشر شهراً، وهي عصبية جداً، وهذا لم يظهر عليها أثناء فترة الخطوبة، ولكن مؤخراً وبعد أن حملت في الشهر الأول من الزواج لم أجد شيئاً مميزاً فيها أو في حياتي؛ إلا الابن الذي رزقني الله إياه.
3- كانت تذكر لي كلمة الطلاق منذ الأسبوع الأول من الزواج، وبصفة يومية، واكتشفت عن طريق الصدفة أن والدتها كانت تفعل كل ذلك مع والدها حتى انفصل عنها منذ السنة الثانية من زواجهما، ولم يصارحونى بذلك.
4- بدأت أكتشف بعض الصفات المشتركة بينها وبين والدتها مثل: الرياء في الكلام، وحب النفس، والطمع، وحب المادة.
5- كنت أذهب كثيراً لأخوالها حتى وصل الأمر أن أمها تهددهم بألا يتدخلوا في هذه الأمور، مما أصابهم بالضيق، وفاض بهم الكيل، وقد صارحوني بذلك.
6- كل شيء في حياتي تدمر بسبب مشاكلها اللا نهائية حتى إنها كانت لا تتركني أنام أو أرتاح من تعب العمل، وتتلفظ بألفاظ تقلل من كياني كرجل مسلم.
7- كل ما يهمها إذا جاءت سيرة الطلاق حقوقها المادية كلها، وأنها ستتزوج أفضل منى حتى لا يعارضها في أي شيء.
الله يعلم أنني لم أقصر في أي حق عليَّ تجاهها، أو تجاه بيتي أو ابني الذي أنفقت عليه دم قلبي .. أرشدوني ماذا أفعل؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
أشكر لك أيها السائل الكريم اتصالك بنا، وحسن ثقتك فينا، ونسأل الله - عز وجل - أن يوفقنا جميعاً إلى ما يحبه ويرضاه.
أما بالنسبة لسؤالك، وعما تعانيه؛ حتى ضاق صدرك، وتنكرت لك الأرض، وظننت أن لا أمل ولا أمل مما أنت فيه، وهذا ليس صحيحاً بل الأيام يوم لك، ويوم عليك كما يقولون، والله - تعالى - يقول: (فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً)، ولن يغلب عسر يسرين، ويقول - تعالى -: (وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)، فثق في ربك، وانتظر فرجه، وعسى أن يكون قريباً.
وفى البداية أضع أمامك أيها الأخ الكريم مجموعة من الحقائق عليك أن تعيها، ولا تدعها تغيب عن عقلك وفؤادك.
أولاً: عناية الإسلام بالأسرة، والسبب في ذلك - أيها السائل الكريم - هو الحرص على إقامة الزواج على أمتن الأسس وأقوى المبادئ، لتحقيق الغاية الطيبة منه وهي الدوام والبقاء، وسعادة الأسرة، والاستقرار ومنع التصدع الداخلي، وحماية هذه الرابطة من النزاع والخلاف لينشأ الأولاد في جو من الحب والألفة، والود والسكينة، واطمئنان كل طرف إلى الآخر قال - تعالى -: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً). انظر الفقه الإسلامي وأدلته د. وهبة الزحيلي جـ7 صــ23.
فالإسلام يبني الأسر ولا يهدمها، يقيمها على أسس سليمة ومتينة، ولكنك - أيها السائل الكريم - تقول إنك اخترتها لتظفر بذات الدين، وأقول لك إن كثيراً من الشباب ليسارعون في الاختيار إعجاباً بحسن المظهر والجمال، أو الغنى والثروة، أو الوظيفة والمنصب، ويكتفي أحدهم بسؤال شخص واحد أو اثنين عمن يريد الزواج بها لأن لديه قناعة داخلية، ورغبة صادقة في الارتباط، ويقول لنفسه وظاهرها يقول: إنها طيبة، أو من عائلة كريمة، بالله عليك هل بهذه النظرة السطحية السريعة تقام البيوت، أنت إذا أردت شراء سيارة هل تشتريها بمجرد أن شكلها أعجبك؟
لا، بل ستحضر الذين لديهم خبرة بالسيارات، وتظل تسألهم، ويجيبونك، وتتحرى وتدقق خوفاً من أن تأخذ شيئاً ليس صالحاً أو صناعة غير جيدة، فما بالك بالأسرة التي تدوم العلاقة بين الزوجين لسنوات ربما تصل إلى نصف قرن أو يزيد، هل هذا يقبل؟ نعتني بأمور الشراء والبيع؛ ولا نعتني بأمور الأسرة وتكوينها.
ثانياً: حسن الاختيار؛ فقد حرص الإسلام على ديمومة الزواج بالاعتماد على حسن الاختيار، وقوة الأساس الذي يحقق الصفاء والوئام، والسعادة والاطمئنان، وذلك بالدين والخلق، فالدين يقوى مع مضي العمر، والخلق يستقيم بمرور الزمن، وتجارب الحياة، أما الغايات الأخرى التي يتأثر بها الناس من مال وجمال وحسب فهي وقتية الأثر، ولا تحقق دوام الارتباط، وتكون غالباً مدعاة للتفاخر والتعالي، واجتذاب أو لفت أنظار الآخرين.
لذا قال - عليه الصلاة والسلام -: ((تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ)) أي أن الذي يرغب في الزواج، ويدعو الرجال إليه عادة أحد هذه الخصال الأربع، وآخرها عندهم ذات الدين، فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه إذا وجدوا ذات الدين فلا يعدلوا عنها، وإلا أصيب الرجل بالإفلاس والفقر. المرجع السابق ص26.
لأن حسن الاختيار ذو هدفين: إسعاد الرجل، وتنشئة الأولاد نشأة صالحة تتميز بالاستقامة، وحسن الأخلاق.
ولذلك فالذي لا يتحرى المرأة الصالحة، ويجري وراء شهوة عارضة وقتية؛ سرعان ما يصيبه اليأس، والضيق، والضجر.
ثالثاً: البعض يفرح بفترة الخطوبة، ويقصرها على إثارة العواطف الكامنة داخل النفس من نظرات تلو الأخرى، وكلام معسول، وغزل لا ينقطع ولا ينتهي، ثم يفرح بذلك، وهذا هو عين الخطأ، وربما أفسد الحياة الأسرية بعد ذلك، فهذه الفترة أيها السائل الكريم هامة جداً في التعرف عن قرب عن أخلاق وصفات المخطوبة وأهلها، وبالتالي يظهر شيء من المستور وغير المعلوم والمعروف، ولكن البعض يتغاضى عن ذلك، ويغض الطرف نظراً لجمال المخطوبة، وحسن حديثها، أو لأنها تتساهل معه كثيراً فتريه ما لا ينبغي له أن يراه، أو تقول له ما لا يجوز أن يسمعه، وهنا تحدث الفاجعة عندما ينكشف الأمر، ويجد الإنسان الشجرة التي كان يظنها مثمرة إذا بها يابسة، وكما قال - تعالى -: ((كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الحِسَابِ…)) ولو أن كل واحد منا عاد إلى مرحلة الاختيار والخطوبة لرأى فيها أخطاء قاتلة، ولكن الله - تعالى - سلم برحمته ولطفه بعباده.
رابعاً: أخي الكريم رغم ما تعانيه نذكرك بأن تحسن معاشرتها، فالله يقول: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)، وثبت في السنة الأمر بمعاملة النساء خيراً قال - صلى الله عليه وسلم -: ((اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً فَإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَانٍ (أسيرات) لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئاً غَيْرَ ذَلِكَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ، فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ، وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْباً غَيْرَ مُبَرِّحٍ (أي غير شديد ولا موجع)، فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً، إِنَّ لَكُمْ مِنْ نِسَائِكُمْ حَقّاً، وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقّاً، فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فَلَا يُوَطِّئَنَّ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ، وَلَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ، أَلَا وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ، وَطَعَامِهِنَّ)) ابن ماجة والترمذي وصححه عن عمرو بن الأحوص، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي)) رواه الترمذي وصححه عن عائشة، وقال أيضاً: ((أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ)) رواه أحمد والترمذي وصححه عن أبي هريرة.
فأنت أيها السائل الكريم مأمور بالإحسان إلى زوجتك رغم إساءتها إليك، تبغي بذلك وجه الله - تعالى -، ولعل الإحسان يؤثر فيها فتنقلب إلى زوجة مطيعة قال - تعالى -: (وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
ولا تيأس يا أخي الكريم، ولا تقل إنها صعب صلاحها، أو استقامتها، فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ونسأل الله - تعالى - أن يهدي زوجتك إلى حسن معاشرتك.
خامساً: اصبر أخي الكريم، فالكلام الذي تسمعه وفيه انتقاص لقدرك ورجولتك - كما تزعم - لا تجعله سبباً في زيادة شقائك وتعاستك فعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لَا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ: لَا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللَّهُ فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ، يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا)) رواه الترمذي وقال حديث حسن.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً هِيَ أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ))، وأنت أيها السائل الكريم ما دمت على حسن معاشرتك لها، وصبرك على أذاها معك من الله - تعالى - معين ونصير، وكفى بالله ولياً، وكفى بالله نصيراً.
سادساً: من المهم المحافظة على الأسرار الزوجية، ومعالجة المشاكل التي تنشأ بين الزوجين بشيء من الحكمة والعقل، فلا داعي لأن يعرف الآخرون كل ما هب ودب في بيتك، وأنت بينت أنك شكوتها لأخوالها كثيراً، ولعل هذا يا أخي من الأسباب التي زادت الأمور تعقيداً، ولم تساعد في حلها؛ لأنك عريتها من الصفات الحسنة والنبيلة أمام أخوالها، وألبستها الصفات الذميمة والكريهة.
وأقول لك إن الإسلام أعطاك حق تأديب زوجتك إن ظهر عصيانها أو نشوزها، وهناك علامات للنشوز: إما بالفعل كالإعراض والعبوس والتثاقل إذا دعاها بعد لطف وطلاقة وجه، وإما بالقول كأن تجيبه بكلام خشن بعد أن كان بلين، ولكن كيف تبدأ العلاج عند ظهور أمارات النشوز؟
1- الوعظ والإرشاد: بأن تقول لها: "كوني من الصالحات القانتات الحافظات للغيب، أو اتقي الله في الحق الواجب عليك، واحذري من العقوبة، وذلك بلا هجر ولا ضرب".
2- الهجر في المضجع والإعراض: فان امتنعت عن طاعتك فاهجرها في المضجع لقوله - تعالى -: (وَاهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ) قال ابن عباس: "لا تضاجعها في فراشك"، "وقد هجر النبي - صلى الله عليه وسلم - نساءه فلم يدخل عليهن شهراً"متفق عليه. أما هجرك للكلام فلا يزيد على ثلاثة أيام لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ)) رواه أبو داود والنسائي.
3- الضرب غير المخوف: فإذا أصرت على النشوز جاز ضربها ولكنه ضرب غير مبرح - أي غير شديد - ولكن لا تضرب الوجه تكرمة له، وتجنب البطن والمواضع المخوفة خوف القتل، وتجنب المواضع المستحسنة لئلا تشوهها، ويكون الضرب بعصى خفيفة أو سواك، والأولى الاكتفاء بالتهديد وعدم الضرب لما قالت عائشة: "ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة له قط، ولا جلد خادماً له قط، ولا ضرب بيده قط إلا في سبيل الله، أو تنتهك محارم الله؛ فينتقم لله" رواه النسائي.
4- إرسال حكمين: وإذا اشتد الخلاف، واستمرت المرأة في نشوزها وعصيانها؛ فهنا يجوز إرسال حكمين مسلمين من أصحاب العدالة، وأن ينويا الإصلاح لقوله - تعالى -: (إِن يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا)، وأن يلطفا القول، وأن ينصفا، ويرغبا ويخوفا، ولا يخصا بذلك أحد الزوجين دون الآخر ليكون أقرب للتوفيق بينهما. المرجع السابق ص 329.
فالرجل العاقل لا ينشر مشاكله خارج البيت؛ لأن ذلك يشعل النار، ولا يساعد على إخمادها، ويأخذ في وسائل العلاج خطوة .. خطوة ولا يستعجل.
سابعاً: الصبر على أذى الزوجة ليس ضعفاً كما يظن البعض، فما أسهل أن يضرب الرجل ويسب ويشتم، ولكن هذا يعرض الأسرة للضياع، ويترتب عليه فساد الأولاد، وانتشار الجريمة في المجتمع، ويفقد المجتمع بالتالي أمنه، فقد نقل ابن العربي أن رجلاً من الصالحين اسمه أبو محمد بن أبي زيد كانت زوجته سيئة العشرة، تقصر في حقوقه، وتؤذيه بلسانها، فيقال له في أمرها، ويقول في الصبر عليها، فكان يقول: أنا رجل قد أكمل الله علي النعمة في صحة بدني، ومعرفتي، وما ملكت يميني، فلعلها بعثت عقوبة على ذنبي، فأخاف إن فارقتها أن تنزل بي عقوبة هي أشد منها. انظر موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام للشيخ عطية صقر ص 3 ص60.
والبيوت - أخي السائل - حولك فيها من المشاكل مثل ما عندك أو يزيد، ولكنهم يتلطفون، ولا يظهرون شيئاً أمام الجيران، إما حفاظاً على سمعتهم وعلى أولادهم، ويتحمل الرجل لأنه ربان السفينة، ويخاف عليها من الغرق، ويريد أن تصل سفينته إلى بر الآمان.
ثامناً: لا تظن أن الطلاق هو الحل، فقد يزيد الأمور تعقيداً، وخطره على ابنك - بارك الله فيه، وأنبته نباتاً حسناً - شديد، تخيل أن ابنك سيكون بعيداً عنك، ويسمع من أمه أنك ظلمتها، وقسوت عليها، وأسئت معاملتها؛ ماذا تنتظر بعد أن يصير شاباً؟
ونحن رأينا وشاهدنا أسر اشتد الخلاف بين الزوجين إلى درجة وصول الخلافات إلى ساحة المحاكم، ثم عادت الأمور إلى مجاريها، وانصلح الحال، وصارت الأسرة مضرب المثل في الاستقرار، والحب، والمودة.
وفي الختام: أوصيك أخي الكريم بأن تكثر من اللجوء إلى الله - تعالى -، وتتضرع إليه ليكشف كربك، ويفرج همك، وأضع أمامك قول الله - تعالى -: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاًّ * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ)، ولا تنس يا أخي صلاة الليل فكما ورد أن الله - تعالى - ينزل في ثلث الليل الأخير يقول: ((هل من سائل فأعطيه، هل من كذا، هل من كذا،...)) فاحرص على قيام الليل ولو بصلاة ركعتين، تسأل ربك بأن يهدي لك زوجتك، وعليك بالقرب من الله - عز وجل -، وسارع بفعل الخيرات، وانتظر الفرج من الله - تعالى -، ولا تيأس فالله بيده ملكوت كل شيء (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) نسأل الله - تعالى - لكما حسن المعاشرة، وأن يصلح الله بينك وبين زوجتك، وأن يديم بينكما الحب والمودة، وأن يجنب بيتكما المشاكل والهموم، وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والله أعلم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.22 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.78%)]