|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أبغض من يخطئ معي أ. محمد الشهراني السؤال السلام عليكم، أخي المستشار، مشكلتي أنني إذا رأيت تصرُّفًا لم يعجبني من أحد، أو إذا فلان أخطأ معي، ولو في تصرفٍ واحد، أو موقف واحد، فإني أهجره وأقطعه، ويبدأ قلبي في بغضه، ويصعب عليَّ أن أنسى. كنت في السابق مع ابن عمي في الغربة أو السفر، وقام مرة من المرات بالذهاب هو وأصدقاؤه إلى مكان لا يصلح للملتزمين، وتركوني في البيت وحدي، بدون أن يُشعروني أنَّهم خارجون للتنَزُّه، إلا أنني شعرت بذلك عندما تركوني في السكن وحدي مدة 6 ساعات، بدون طعام أو حتى مفتاح للخروج من السكن، أو الدخول إليه. غضضْتُ الطَّرْف عن الأمر، وكأنَّ شيئًا لم يحدث؛ بحجَّة: التمس لأخيك سبعين عذرًا، فإن لم تجد فلا تلومنَّه. المهم أنني بعد تلك القصة، صرتُ فقط أبتسم وأضحك أمام ابن عمي، ولكن ما في القلب يظلُّ في القلب، حاليًّا أنا أعمل مع أخي الذي يكبرني، وكلَّ يوم أحمل كرهًا وحقدًا عليه، أُخفيه في نفسي، وأتوجَّه إلى الله بالدعاء عليه كلَّما رفع صوته عليَّ، أو قام بظلمي في أيِّ شيء، لدرجة أنني أصبحت لا أحضر أي مناسبة في بيته، حتى لو كانت والدتي أو أحد إخواني في بيته، وقد لاحظوا هذا الأمر، وعرفوا السبب، ولَم يناقشوني. والقصص مع غيره كثيرة جدًّا، وسامحوني على الإطالة، سؤالي هو: أين الخلل؟ وكيف أحلُّ هذه المشكلة؟ علمًا بأنني قدمتُ استقالتي من العمل معه، ولكنه رفض وأبى، وكذلك معه بقية أفراد العائلة، فماذا أفعل؟ الجواب أخي العزيز، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. يبدو من خلال وصفك لمشكلتك أنَّك إنسان حساس قليلاً، وفيك شيء يسير من العاطفيَّة، وليس هذا عيبًا بحدِّ ذاته؛ بل هي صفة إيجابيَّة إن أحسَنْتَ التعامل معها، ولستُ أعني بلفظة "حساس" أنَّ ما حدث لك لا يُغْضِب الشخص العادي، بل هو يَغضب من مثل هذه التصرُّفات، ولكن ردَّة الفعل تختلف بين الشخصيتين، فما تفعله أنت هو تصرُّف متطرف جدًّا، وردة فعل قاسية جدًّا على تصرُّف لا يستحق مثل هذا الانفعال؛ لذا سأنصحك بالتالي: • حاول أن تفهم شخصيتك جيِّدًا، وما أعنيه هنا هو ردود أفعالك وتصرُّفاتك بشكل عام؛ هل هي تنحصر في منطقة الوسط، أو أنَّها متطرِّفة ذات اليمين وذات الشمال؟ فمثلاً إذا أحببت شخصًا، هل تراه مُنَزَّهًا عن كلِّ عيب، وتُفْرِط في حبِّه وتقديره، أو تتعقَّل في ذلك؟ تحديدك لهذا الأمر سيوضح هل هي صفة سائدة في شخصيتك، أو أنَّها فقط تظهر مع الغضب؟ • إن حصل ما يغضبك، فإيَّاك أن تكتم الأمر في نفسك؛ بل اذهب وصارِحْ مَن حدَث معه الموقف بقوة وحزمٍ، مع الاحتفاظ بنبرة الصَّوت الهادئة، وأن تكون أعصابك هادئة؛ فمثلاً في الموقف الذي ذكرتَه مع ابن عمك، تصارحه بحزم وجديَّة أنك لم تتوقَّع هذا التصرف منه، وأن مثل هذا التصرف لا يصدر ممن يُقدِّر أقاربه وأصدقاءه مع المحافظة - كما ذكرت سابقًا - على عدم ارتفاع الصوت أو شدِّ الأعصاب. • الْعَب لعبة (القبعات)، وما أعنيه هنا أن ترتدي قبعة الشخص المقابل، وأن تضع نفسك مكانه، وتتخيَّل نفس الموقف؛ قيامك بهذا الأمر يجعلك تتفهَّم دوافعه، ولماذا تصرَّف بمثل هذا التصرُّف، وهذا مما يجعلك تتفهَّم الموقف بشكل أفضل، وتتفهَّم سبب هذا التصرُّف، وقد تلوم نفسك وتكتشف أنَّك أنت المخطئ. • اجتهد في دعاء الله - عزَّ وجلَّ - أن يُنقِّي قلبك من الغلِّ والحقد، واسأله واطلبه بصدقٍ أن يُعينك على ذلك؛ فأصحاب القلب النقيِّ هم أفضل الناس؛ كما ورد عن الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قيل له: أيُّ الناس أفضل؟ قال: ((كل مخموم القلب صَدُوق اللِّسان))، قالوا: صَدُوق اللِّسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: ((هو التقيُّ النَّقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غِلَّ ولا حسد))؛ صحَّحه الألباني. واقرأ جيدًا عن موضوع سلامة الصَّدر، وكيفية الوصول إليها. ودُمت في حفظ الله ورعايته.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |