الرغبة في الانتحار وكره الدراسة والميول العسكري - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 725 - عددالزوار : 142002 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 130 - عددالزوار : 72991 )           »          الخالق البارئ المصور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          العلم الشرعي هو الميراث النبوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الثمرات اليانعات من روائع الفقرات .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 5343 )           »          العجبُ العُجاب في هداية الكتاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          {الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ} [سورة الواقعة: 51]!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          صلاة الفجر تجعلك في ذمة الله وحفظه ورعايته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          هات ملعقتك .. والحقني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          بأسهم بينهم شديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 15-02-2021, 04:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,679
الدولة : Egypt
افتراضي الرغبة في الانتحار وكره الدراسة والميول العسكري

الرغبة في الانتحار وكره الدراسة والميول العسكري


أ. عائشة الحكمي



السؤال
السلام عليكم ورحمة الله

أنا فتاة أبلغ من العمر ١٩ سنة، أعاني من عدة أمور، أولها تمسُّكي بالماضي، فأنا فتاة انطوائية نوعًا ما، أحب الجلوس وحدي، وخجول، وهذا الشيء أثَّر عليَّ في حياتي وفي دراستي، وإحساسي بالخوف وعدم الأمان عند خروجي من المَنْزل، في صغري تعرَّضتُ لتحرُّش من أشخاص مقرَّبين لي، وفي مرحلة دخولي المدرسة كنت هادئة جدًّا وخجولاً، رغم أنني كسبت احترام معلِّماتي بهدوئي وأدبي، وبعدها تُوفِّي والدي، وهذا الشيء أحزنني وأثر فِيَّ، وبدأتُ أتغيَّب عن المدرسة، حتى صار طبيعيًّا أن أغيب أسبوعًا، لا يهم، كرهت المدرسة بشدة، لدرجة أني أبكي لعدم الذهاب، وأتعرض للضرب، لكن لا أذهب.
وأذكر أنِّي ذهبتُ إلى طبيب نفسيٍّ مرة واحدة فقط، وكنت أبكي، وأختي الكبيرة تشرح له مشكلتي، وأعطاني الطبيب حبوبًا.
ملخص مشكلتي أني بدأت أكره الدراسة، والله يوميًّا توبِّخُني والدتي، وأبكي، وأكذب بأني مريضة؛ لكي لا أذهب، عند ذهابي كنت أحسُّ بحزن، ولا رغبة لي في الكلام، ولا اللعب مع البنات، أُفضِّل جلوسي بمقعدي مع أفكاري، وليس لي مشاركةٌ بالصفِّ، رغم أنَّه كانت لديَّ صديقة واحدة حميمة، وعند سؤالها لي عن غيابي المتكرِّر أقول لها: مريضة، دخلت الصفَّ الأول الثانوي بصعوبة، وازدادت حالتي، وحاولت الانتحار؛ لكي لا أذهب إلى المدرسة، كنت أحسُّ بحزن شديد، أحس أنني ما عشتُ سنِّي، ولا مراهقتي، جاءت فترة الامتحانات، ورفضتُ الذَّهاب، وذهبتُ بعد بكاءٍ، ورسبتُ، وأعدت السنة، وبعدها رسبت، ولم أَقْدر أن أكمل الدراسة، وتركتُ المدرسة، وما عندي غير الشهادة المتوسطة فقط.
حاليًّا لا دراسة ولا عمل، أحسُّ بأنه ليس لي شخصية، ليس لي رأي، أخاف أن أُعطيهم رأيي في أيِّ موضوع، تعوَّدتُ أن أسكت، وصار طبيعيًّا أن أتنازل عن أي شي؛ لمجرد أن أبتعد عن المشاكل فقط، حتَّى لو كان هذا الشيء ظلمًا لي، ومع أني أتضايق فإنِّي أسكُت، لدرجة أني حاولت أن أهرب من البيت، وبالفعل هربت، لكن لحقوا بِي، لكن كل تفكيري أنني كنتُ أريدُ أن أرتاح، وتكون لي شخصيتي؛ لضعف شخصيَّتِي، أتعرَّض لضغوطٍ كثيرة، أكره الإزعاج، لا أحتمل أي صوت من أي شخص، صرتُ عصبية، أحيانًا أحسُّ بأني أبحث عن المشاكل، دائمًا أجلس بالغرفة، الأطفال لا يحترمونني، لدرجة أني أتعرَّض للضرب منهم، أفضل البكاء على الدِّفاع عن نفسي.
كثيرًا ما أفكر في أن أنتحر، لكن أخاف، أتمنى أن أجد حلاًّ عندكم، لا أريد أن يضيع من عمري أكثر مِمَّا ضاع.
آخر مشكلة أصابتني بالاكتئاب، وتُراودني فكرة الانتحار بسببها: رَفْضُ أهلي دخولي المجال العسكريَّ، وأنا أحبُّ هذا الشيء؛ أحس أنَّه يقوِّي شخصيتي، ويجعلني أعتمد على نفسي، والله حطَّموني برفضهم هذا، وأدعو عليهم طوال الوقت، أكرههم، ولن أسامحهم طول عمري.


الجواب
بسم الله المُلْهِم للصواب
وهو المُستعان
على رسلكِ أيَّتُها العزيزة!
فلقد وُهبتِ فُرصًا لا تُعدُّ لقنصِ حياة كريمة، وعيشٍ رغيد، فأبَيْتِ إلا أن تجرِّبي الموت وطعم الانتحار!
وُهِبتِ فُرصًا لا تُحصى لطلب العلم والتعلُّم، ومع كلِّ فرصة حفَّكِ الواهب بِملَكٍ كريمٍ يُظلُّكِ بأجنحته، فأبَيتِ إلاَّ ترك العلم ومجالسه وأهله!
لقد قُلِّدْتِ أيَّتُها العزيزة نِعَمًا تستوجب منكِ الإكثار من حمده - تعالى - إذْ متَّعَكِ بأهلٍ وإخوان يحرصون على صحتكِ ونفسيتكِ، ومستقبل حياتكِ، فأبيتِ إلاَّ الهرب من أمان البيت إلى قلق الشوارع!
وها هو المُنعِم - أَكْرِمْ به من مُنعِمٍ سبحانه! - يمتِّعكِ برِقَّة الأنوثة، ولطف صورتها، فأبيتِ إلا تكلُّفَ الخشونة في المصانع العسكريَّة!
ومَن هذه حاله يُحجَر عليه لمصلحة نفسه، لا أن يُعطَى الفرصة ليقتل نفسًا بغير نفس، وعلمًا بغير علم، وبيتًا وأهل بيت.
لقد أحزنتِ أهلكِ وأحزنتِني! وما عسى لو عاش والدُكِ أن يفعل سوى أن يكون محزونًا على ما أصابكِ؛ إذْ تُقابلين مُصيبة الموت بمصائب شتَّى في نفسكِ!
لا أشكِّك إطلاقًا في وثوق علاقتكِ بوالدكِ، حتى أثَّرَ فقْدُه على اتِّزانكِ النفسي، ثم انعكسَتْ ظلال الفقد على مستواكِ الدِّراسي، إلا أنني على يقينٍ بأنَّ مشكلتكِ الحقيقية مع المَدْرسة نابعةٌ من داخلكِ أنتِ، ومن عدم تقديركِ الصحيح لقدراتكِ الحقيقيَّة، وعدم استفادتكِ من أخطائكِ السابقة حتى عالجتِها أخيرًا بحلول العاجزين: الهرب من المدرسة!
أمَّا الخوف وعدم الشعور بالأمان، فهي مشاعر تفاعُليَّة طبيعيَّة، مع فَقْدِ والدكِ - رحمةُ الله عليه - ونتيجةٌ سلبيَّة للتحرُّشات الجنسيَّة التي تعرَّضتِ لها في طفولتكِ.
وبتفاعل كلِّ هذه العوامل، ومع استعدادكِ الوراثي، تشكَّلَتْ لديكِ شخصيةٌ هشَّة، ضعيفة، مهزوزة، مُستكينة، غير قادرة على التعبير عن نفسها وآرائها، وغير قادرة على الدِّفاع عن نفسها وإيمانيَّاتها، فانتهتْ أخيرًا إلى علاج هذه المناقص بالانضمام إلى المجال العسكريِّ؛ تخلُّصًا من أحاسيس العجز والنَّقص.
وهذا التعويض لا يحلُّ العُقدة كما تتوهَّمين، بل "يُحوِّلها إلى عُقدة مُشوَّهة" كما يقول "روجيه موكيالي" في كتابه "العُقَد النفسيَّة"؛ لأنَّ ضعف الشخصيَّة بتأثير "ميكانِزم التعويض العسكريِّ" سيتحوَّل من ضعفٍ إلى (استرجال)، لا إلى قوَّةٍ في بناء الشخصيَّة، وهذا مُنتهى التشوُّه!
ما تحتاجين إليه الآن هو التحرُّر التامُّ من آلام الماضي وذكرياته المُوجِعة، مُستعينةً بالله والصبر والصلاة، وتلاوة القرآن والدُّعاء، فما أنتِ فيه هو ابتلاء منه - سبحانه وتعالى - وهو القائل: {﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155].
ثم عليكِ تحريرَ إرادتكِ المُقيَّدة، وتوظيفها للعودة إلى المدرسة، والعمل على إيقاد شعلة الشَّغَف بالعلم في دواخلكِ؛ فـ"الشَّغف هو المفتاح الذهبيُّ للتعلُّم والتذكُّر، وما شابه ذلك، وحيث لا نستطيع أن نجد شوقًا ذاتيًّا وسريعًا، أو مباشرًا بلا وساطة، فيمكننا التوصُّل إليه عن طريق التخيُّل، ورؤية المستقبل، وما ينطوي عليه من خير، والتطلُّع إلى غدٍ مليءٍ بالأمل"، كما يقول "ريجنالد وايلد" في كتابه "علم النفس.. وكيف يمكن أن يساعدك؟".
فلْتُسجِّلي - عوفيتِ - ولو انتسابًا إن كان لا يَزال باب التسجيل مشرعًا، فإن لم يكن ففي قابلٍ - بمشيئة الله - ولا تختلقي الأعذار؛ فكلُّها مردودة وواهية؛ بخاصَّة في زمن يتهافت فيه طلبةُ العلم على شهادات الماجستير والدكتوراه تهافُتَ الفَراش على النار، وأنتِ وحدَكِ قانعة بالشهادة المتوسطة!
أمَّا وقت انتظاركِ حتَّى موعد التحاقكِ بالمدرسة، فاستثمِريه في التسجيل بدورات تطوير الذَّات، وبرامج التدريب التي تركِّز على تنمية الجوانب التالية:
1 - تأكيد الذات.
2 - رعاية الذات.
3 - تنمية المهارات الاجتماعيَّة.
وهي الجوانب المُتصدِّعة في بِنْيتكِ النفسيَّة، ولو بحثتِ في "شبكة الألوكة" - الجفنة الغرَّاء - عن حلولٍ ناجعة لمشكلتكِ، لوجَدْتِ زمرةَ استشاراتٍ قيِّمة تُعالج مظنَّة سؤالكِ، منها:
"الرغبة في الانتحار"، إجابة الدكتور "ياسر بكار".

"أشعر بضعف في شخصيتي"، إجابة الأستاذة "شروق الجبوري".
"الرعب من الامتحانات"، إجابة الأستاذة "شروق الجبوري".
"كيف أتخلص من الانطواء وفقدان الثقة؟"، إجابة الأستاذة "أريج الطباع".
"انخفاض تقدير الذات"، إجابة الأستاذة "شريفة السديري".
"لا أحب الخروج من المنزل.. فهل أنا انطوائية؟"، إجابة الأستاذة "زينب مصطفى".
فاستفيدي من كلِّ ما كُتِب فيها، وإلاَّ كنتِ كما قال صاحب "كليلة ودمنة": "ومَن رَكِب هواه، ورفض ما ينبغي أن يُعمل بما جرَّبَه أو علَّمَه غيرُه، كان كالمريض العالم برديء الطعام والشراب وجيِّدِه، وخفيفه وثقيله، ثم يحمله الشَّرَهُ على رديئه، وتَرْكِ استعمال ما هو أقرب إلى النَّجاة والتخلُّص من علَّتِه"!

والله تعالى أعلمُ بالصواب، وهو العليم الخبير.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 74.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.03 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.30%)]