|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الاكتئاب واستصعاب الطاعة د. ياسر بكار السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كنتُ أعاني مِنْ مرضٍ ولكن لم أدرِ ما هو، ولكن مِن خلال تصفُّحي المجلس العلميَّ المستمرَّ - ولله الحمد - وجدتُ أحدَهم يشكو حالته، أو حالة غيره، فوجدتُ ما أعانيه بالضبط، فأحببتُ أن أستشيركم؛ لعلكم ترشدونني إلى العلاج، بارك الله فيكم. قال هذا الأخ: شابٌّ لا يحسُّ بطعم أيِّ شيء، ولا يستمتع بلذَّة أي شيء، لا في الأمور الدِّينية ولا الدُّنيوية، كلما أمسك بالمصحف الشريف لكي يقرأ القرآن الكريم لا يحسُّ بطعم التلاوة؛ سواءٌ في الصيام، أو بعد الصيام، ولا يستمتع بها، ولا يكمل سطرين إلاَّ ويكون هواه هو أن يوقف التِّلاوة، لا شيء يفرحه من الطاعات، ولا حتَّى السيِّئات، ولا يحسُّ بأيِّ فرحة أو سعادةٍ؛ سواءٌ مِن فِعْل الطَّاعات، أو فعل المعاصي، أحَسَّ أنَّه محبوس في قفص، وهناك شيء ثقيلٌ على صدره دائمًا، فاقِدُ الشُّعور بالأمان والاطمئنان، قلبه غير مطمئنٍّ دائمًا، غيرُ سعيدٍ في الحياة، لا يجد طعمًا للحياة، لا يتفاعل ولا يحسُّ بأحوال الآخرين؛ سواء مرض فلان، أو فرح فلان، لا يحبُّ بدء الحديث مع الآخرين، وعنده هبوطٌ شديد في وظائف المخِّ من تركيزٍ وذاكرة، لا يشعر بأيِّ روحانيَّات مطلقًا؛ سواء كانت روحانيَّات طيبة، أو غير طيبة. والشيء الوحيد الذي يحسُّ به هو: انْزِعاجه من عدم إحساسه بلذَّة القرب من الله - عزَّ وجلَّ - أو الاستِمتاع بالطاعات والقربات، حتَّى إنه يبكي أحيانًا على حاله الَّذي وصل إليه مع دين ربِّ العالمين، فهذا الشابُّ لا يفعل ذلك عن عدم إيمان بدين ربِّ العالمين، بل كان قبل ذلك من المؤمنين الصَّادقين، ووالله الذي لا إله إلاَّ هو، إنه لَمِسكين، ويستحقُّ ممن رزَقَه الله - تبارك وتعالى - علمًا وبصيرةً أن يجود عليه بما آتاه الله - عزَّ وجلَّ - من فضله وعلمه. هذا نَصُّ كلامه، وهذا هو الذي أعانيه، وأَزِيد على ذلك: أنِّي كثيرُ التفكير، حتَّى إن التفكير أصبح مسيطرًا عليَّ، فلا أستطيع أن أتركه، أحاول أن أتركه، ولكن فترة بسيطة تمر عليَّ وأرجع إليه، وأيضًا: أتكلم مع نفسي بعدَّة شخصيات، وكنت قد بدأتُ أعاني من الوساوس في الطهارة، والحمد لله تغلَّبت عليها. وأيضًا: أعاني من الضعف الجنسي بنسبة 99%، وقد طلَّقتُ زوجتي - والله المستعان - بسبب المشاكل، وأنا أعتبر أن الضَّعف الجنسيَّ أكبر مشكلة كانت في حياتي الزوجيَّة. وأيضًا قرأتُ بعضَ المشاركات التي كُتِبَتْ ردًّا على هذا الأخ الذي يحكي حاله، فقال بعضُ الإخوة: هذه حالة اكتئاب، وقال: الاكتئاب كأنَّك تخرج قلبك وتضع مكانه صخرة، وهذا هو حقيقة ما أعانيه، ثم أرشده بعضُ الإخوة إلى أن يذهب إلى طبيبٍ نفسي ملتزم، وأنا لا أعرف في بلدنا طبيبًا نفسيًّا ملتزمًا؛ لذا فأنا أثق في هذه الشَّبكة المباركة أن ترشدوني إلى العلاج؛ حيث إنِّي ذهبتُ مرَّة إلى عند طبيب نفسيٍّ فأعطاني علاجًا تمنَّيتُ بسببه الموت من شدة الأمراض التي جاءتني بسببه! وجزاكم الله خيرًا. الجواب الأخ الكريم، مرحبًا بك وأهلاً وسهلاً في شبكة (الألوكة). قرأتُ رسالتك وأتفهَّم المعاناة التي تعاني منها، وأسأل الله - عزَّ وجلَّ - أن يكتب لك الصحَّة والعافية. من الواضح مِن سَرْدِك للأعراض التي تُعاني منها أنَّه بالفعل هناك ما يدلُّ على إصابتك بالاكتئاب، وهو مرَضٌ نفسي مشهور، ومنتشر، قد يصيب ما يقارب من 5 إلى 10 بالمائة من الرجال، هذا المرض من الأمراض النفسيَّة التي ليس لها علاقةٌ بمستوى الإيمان، أو القرب من الله - عزَّ وجلَّ - أو حتَّى مستوى التديُّن، بل هو مرَضٌ عالَمي يأتي بسبب خللٍ في بعض المواد الكيماويَّة في الدماغ التي تُسبِّب هذه الأعراض المؤلمة، ومنها إلحاح الأفكار المزعجة. أما بالنسبة للعلاج فنتَّبع طريقتين علاجيتين مهمتين: الطريقة الأولى: هي العلاج النفسيُّ وهو يقوم - بمساعدة المُعالج النفسيِّ - على اكتشاف الأفكار، ومُحاولة تغييرها، وتحدِّيها واستبدال أفكارٍ أكثر إيجابيَّة بها، وهي تأتي على شكل جلساتٍ يقوم بها متخصِّص في العلاج النفسي، وليس كلُّ طبيب نفسي أو أخصائي نفسي يمكنه القيامُ بهذه الجلسات، بل تحتاج إلى متخصِّص. الطريقة الثانية: هي العلاج الدوائيُّ وأنا أتفهَّم أن بعض الأدوية - خاصة الأدوية القديمة - تُسبِّب بعض الأعراض الجانبيَّة المؤلمة، أو المزعجة، لكن الأدوية النفسيَّة الجديدة مع التأكُّد من استخدامها بشكلٍ صحيح لا تسبِّب الكثير من الأعراض الجانبيَّة التي تحدَّثت عنها؛ خاصة الأدوية المصنَّعة في مصانع جيِّدة، أو من دول لديها مستوًى متقدِّمٌ من الجودة، هذه الأدوية التي لا تسبِّب التعوُّد أو الإدمان كما لا تسبب أعراضًا جانبية مزعجة كما ذكرت. ربما تكون النصيحة الأهمُّ هي زيارةَ طبيب نفسي آخَر؛ للحصول على علاجٍ دوائي أفضل، وخاصَّة التأكُّد على التغلب على هذه المشكلة بشكل فعَّال. يمكنك بعد الحصول على الدواء مراسلةُ مركز الاستشارات في الموقع؛ للتأكُّد من صحة العلاج المصروف إن كنتَ تشعر بالتردُّد في تناوله. أتمنى لك التوفيق، وأهلاً وسهلاً.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |