|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() سوء معاملة أمي لي في المنام وتأثيره على الواقع أ. أسماء مصطفى السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أشكركم جزيل الشُّكر على هذا الموقع الرائع. سأتحدَّث عن مشكلتي، وأرجو منكم إفادتي. في الفترة الأخيرة أحلم بأمِّي، وبأحلامٍ متكرِّرة، وتُضايقني، وكلَّ مرَّة تكون على شكل؛ أحيانًا أنَّ أمي تُخاصمني، وتشتمني، وتغضب منِّي، وأحيانًا قد تضربني، وأحيانًا أحلم أنَّها تَطْردني من البيت، وأحيانًا تُعاملني معاملةً تُضايقني أو تُفرِّق بيني وبين إخوتي، وفي الواقع أنا أرى أنَّ أمي لا تُعاملني مثل معاملة أخواتي، أو تتحدَّث معي مثل أخواتي، وتُعاملني معاملة سيِّئة، ولا أدري إن كان هذا الشيء صحيحًا أو أنَّها مجرَّد تخيُّلات، ومن كثرة ما تأتيني هذه الأحلام المزعجة، أحسُّ أني لا أستطيع أن أفرِّق بين الحلم والواقع، وهذا الشيء يُضايقني كثيرًا. علاقتي الآن بأمي شبه معدومة؛ يعني هي تعيش معي، لكن أحس أنَّها شخص غريب عنِّي؛ أعني أنني لا أقدر أن أتحدَّث معها في أموري الخاصَّة، ولكن في أمورٍ عامَّة، يُمكن أن أحكيها لأيِّ أحد، مع العلم بأنَّني لا أستطيع أبدًا تحسين علاقتي بأمِّي، مع أنَّني أتمنَّى ذلك، هل هناك معنًى لهذه الأحلام المتكرِّرة، وكيف يمكنني أن أحسِّن العلاقة بيني وبين أمي؟ ظروفي الآن سيِّئة جدًّا، ونفسيَّتِي شِبْه مُتْعَبة. الجواب السَّلام عليكم ورحمة الله أُرحِّب بك في شبكة الألوكة، وشكرًا لثقتك بنا. أعجبني فيك اهتمامُكِ بانزعاجك من علاقتك الحاليَّة بوالدتك، وهذا دليلٌ على حرصك على بِرِّها، وعلى رضاها عنك، ورغبتك في عمل علاقةِ صداقةٍ بينكما، وهذا إن دلَّ فإنَّما يدلُّ على حُبِّك لها. وأنصحك بالآتي: أولاً: يجب أن تكوني في حالةٍ من الاسترخاء التامِّ؛ الجسدي والنفسيِّ، من ساعة إلى ساعتين قبل النوم هذا مهمٌّ جدًّا؛ فالإجهاد النفسيُّ والإجهاد الجسدي، والقلق والتهيُّؤات الإيحائيَّة التي يفكِّر فيها الإنسان، كثيرًا ما تنعكس عليه، وتظهر في شكل هذه الأحلام المزعجة. إذًا الهدوء والسَّكينة قبل النوم مهم جدًّا. ثانيًا: تدرَّبِي على تمارين تسمَّى بـ(تمارين الاسترخاء)؛ خاصَّة قبل النوم وأنت راقدةٌ على الفراش، أغمضي عينيك، وفَكِّري في حدث سعيد، وبعد ذلك خذي نفسًا عميقًا وبطيئًا، واجعلي صدرك يمتلئ بالهواء، وبعد ذلك أخرجي الهواء بكلِّ قوة عن طريق الفم، كرِّري هذا التمرين من ثلاث إلى أربع مرات متتالية قبل النوم. ثالثا: أنصحك بأن تُحوِّلي هذه الأحلام بطريقة إيجابية، بأن تنهي الحلم بصورةٍ مختلفة، مثلاً حين يأتي الحلم وتستيقظي من النَّوم وتبدئي في التدبُّر والتفكُّر فيها، فيمكنك أن تجعلي نهاياته من عندك نهاياتٍ سعيدةً؛ أضيفي وأدخلي أمورًا جديدة، وتخلَّصي من النهايات السيِّئة للحلم، واجعليها حلمًا سعيدًا، هذا أيضًا يفيد الكثير من الناس. رابعًا: ابدئي أنت بعمل علاقة مع أمِّك بالتدريج, قدِّمي لها هديَّة بسيطة في المناسبات. خامسًا: واظبي على الأذكار قبل النوم. سادسًا: عليك بممارسة أيِّ نوع من التمارين الرياضيَّة. سابعًا: تناولي طعام العشاء في وقت مبكِّر جدًّا، ويجب أن تكون الوجبات خفيفة. من وجهة نظري أنَّ نوعية هذه الأحلام التي تُراودك هي مرتبطة بِقَلق نفسيٍّ لديك، ويَظْهر في صورة أحلام, وأعتقد أنَّ كثرةَ الأحلام المزعجة لديك تؤثِّر بشكلٍ كبير في الواقع، وفي علاقاتك مع أمِّك بدرجةٍ كبيرة؛ لذلك أنصحُك بتجاهُلِ هذه الأحلام لفترة؛ لكي تكتشفي حقيقةَ معاملة أمِّك، ولقد لمستُ من كلامك أنَّك قد تكونين حسَّاسة بعض الشيء؛ فلذلك اتركي المَجال لفهم أمِّك أكثر، وبدون تدخُّل تأثير الأحلام, وأريد أن أخبرك بأنه إذا كانت أمك تسيء معاملتك، فإنكِ سوف تكونين متأكِّدةً جدًّا من ذلك، وليس لديك تردُّد، ولذلك من الممكن أن تكون الأحلام وبعضٌ من الحساسيَّة لدَيْك أثَّرَت عليك بعض الشيء. ثامنًا: استشعري دومًا فضل الأم عليك، وكم تعبَتْ من أجلك، وأنَّ الإحسان إليها له أجرٌ كبير، حتَّى وإن افترَضْنا أنَّها تُسيء إليك فعلاً، فبادري أنت بالإحسان إليها، وليس معنى ذلك أنِّي لا أُنكر فعلها، بل بالعكس, ولا تنسَيْ أن الإحسان إلى الأم واجبٌ ولو كانت كافرة, ولا تنسي الدُّعاء والابتهال إلى الله بأن يُحْسن لكم الحال. فعليك بالاستعانة بالله، والاجتهاد في بِرِّها والإحسان إليها، والدُّعاء لها، وعدم الاستسلام للمشاعر السلبيَّة نحوها، والنَّظر إلى الجوانب الطيِّبة في سلوكها، وما جعل الله لها من الحقِّ؛ لِمَا لاقَتْه في الحمل والوضع والتربية في الصِّغر، والحرص على طاعتها في المعروف، أمَّا إذا أمرَتْك بمعصية، أو بما لا تُطيقينه فلا طاعة لها. وأيضا نُنبِّهك إلى أنَّ مُقابلة السيِّئة بالحسنة مما يَجْلب المودَّة، ويقي شرَّ نزغات الشيطان، قال تعالى: ﴿ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [فصلت: 34]. أيَّتها الفاضلة الكريمة، اسألي الله خير الأحلام، واستعيذي به من شرِّها، وعليك أن تطبقي ما ورد في السُّنة وهو: حين تستيقظين من النوم استغفري الله، واتْفُلي ثلاثًا عن يسارك، ولا تَحْكي هذا الحلم للناس، وإن شاء الله الأمر سينتهي. أيَّتها الفاضلة الكريمة، علاقتك بوالدتك هي علاقة طبيعيَّة، ولكن قد تقسو الأم أحيانًا على بنتها إذا وجدَتْها في خطر؛ وذلك نتيجةَ حُبِّها لها وليس أكثر، فلا تشغَلي نفسك أبدًا بهذا الموضوع، وتجاهليه تمامًا. بارك الله فيك، وجزاكِ الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع شبكة الألوكة، والله الموفِّق.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |