جولة في أعالي المحروسة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 785 - عددالزوار : 118058 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 39962 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366400 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-02-2021, 02:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,161
الدولة : Egypt
افتراضي جولة في أعالي المحروسة

جولة في أعالي المحروسة (1)



















رياض منصور






النَّاس في بلدي طيِّبون؛ فما إن تفتح لأحدهم بابَ الحديث وتستقبله بابتسامة مغلَّفة ببعض الثَّناء، حتى يهش لك ويبشَّ، ويفتح لك بدوره أبوابَ قلبه الثَّمانية؛ لتلِج بسلامٍ إلى سويدائه؛ مِن أيِّ بابٍ شئتَ.





ومِن ذلك أنِّي جلستُ في أعالي الجزائر العاصمة، أمتِّع ناظري بزُرقة البحر وهدوئه وامتدادِه، وبالبواخر تتحرَّك بنشاط ومرحٍ على ظهره، حتى يُخيَّل إليك أنها صَبايا تلهو وتُمارس لعبتَها المفضَّلة في مواسم البراءة.





وأنا على تلك الحال إذ قَطع عليَّ سِحرَ المنظر شابٌّ حسَن الوجه بهيُّ الطلَّة قويُّ البِنية، تراشقنا بابتسامات، وبعد سماعِه كلمات عطرات منمَّقات ارتاحت نفسُه وأرخى لسانَه، فقال: أراك تُحسِن اصطيادَ الأماكن.





وسَّعتُ له في المجلس، ومستأنِسًا بحديثه أجبتُه بسؤال: لماذا؟






قال: شخصيًّا أُفضِّل هذا المكان، أجلس فيه كلَّ مساء وحدي؛ أهزُّ شجرة الذَّاكرة فتَسَّاقطُ عليَّ أحلام الطُّفولة ومغامرات الصِّبا... ولكن هذه أول مرَّة أراك هنا، ويبدو لي أنَّك...






قاطعتُه: نعم، أنا سائح، ولهجتك العواصميَّة - سيِّدي - اختصرَت عليَّ الطَّريق.





تكلَّم بصوتٍ أشبه ما يكون بشَقْشقة العصافير: أقيم هنا... وهنا أقام أبي وجدِّي من قبلي.





لا بدَّ أنك فنَّان... قلتُ هذا، فنظر إليَّ مستغربًا.





فشرعتُ أشرح فكرتي: انظر أخي؛ مَن أصبح على نسيم الجبل وأمسى على نسيم البحر، يُدغدِغ سمعَه صوت الحسُّون، وتُعالج بصَرَه وأعصابه زُرقةُ البحر ومداه... مَن كانت هذه بيئته لا بدَّ أن يَبرع في فنٍّ من الفنون، لا بدَّ أن يَبزغ نجمه في سماء الإبداع.





حكَّ ذقنَه.. صمتَ بُرهة.. أخرج تنهيدةً من أخمُصِ قدميه! ثم قال: صدقتَ؛ فأنا فنَّان والمنطقة تعجُّ بالفنَّانين والكتَّاب والشعراء، والمبدعين والموهوبين...





ها، كدتُ أنسى؛ هذه المنطقة التي تحملنا على ظهرها تسمَّى السيدة الإفريقية، "وهناك في الأسفل "بولوغين"، وذاك الجبل يدعى notre dame d Afrique" "بوفريزي"، ويمكنك التَّمتع أكثر إذا اتَّجهتَ إلى بوزريعة عبر هذا الممرِّ الضيِّق الذي يخترق حيَّ "سيدي بنور".





نزع نظَّارته الشمسيَّة، ثمَّ أشار بأصبعه إلى البحر:


أترى هذا الحوض؟ هذا يسمَّى حوض الجزائر المحروسة، ولولا الضَّباب لرأيتَ "رأس ماتيفو"، ومِن ورائه شواطئ مدينة "بومرداس"، فتَسعَد عَيناك لرؤية حوضين مُتعانقَين متحابَّين بصدق، لا تقوى أعتى الأمواج على التفريق بينهما.





إيه! صدَق من شبَّهها بـ "ريو دي جانيرو".





كنتُ أصغي إليه وأتابع إشاراته وإيماءاته بكل دِقَّة، فقد سحرَتني الطَّبيعة العذراء، وسحرني كلامُه أيضًا.





تقدَّمتُ قليلاً إلى الأمام، فوقعَت عيني على بيوت من القصدير وقد التصقَت كالفطريات بالجانب الأيسر من الجبل.





قلتُ: وهذه سيدي؟


آه!


... يتبع.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 91.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 89.76 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.88%)]