عندما يتسفّل الإنسان! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1418 - عددالزوار : 140856 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-02-2021, 02:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,192
الدولة : Egypt
افتراضي عندما يتسفّل الإنسان!

عندما يتسفّل الإنسان!
إبراهيم التركاوي


كرّم الله - عز وجل - الإنسان، فخلقه وسواه، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وفضّله على سائر مخلوقاته، وسخّر له ما في السموات والأرض، ليقوم برسالته، وينهض لمهمته، فيعمر الأرض، ويقيم العدل، وينصر الحق، ويبدّد الظلم والظلمات بأسباب الأرض ووحي السماء.
بيد أن البعض - من بني الإنسان - قد تخلوا عن مهمتهم، وتجردوا من إنسانيتهم، وتردوا من أحسن تقويم إلى أسفل سافلين، حتى صاروا أسفل من كل سافل، وأضل من الحيوانات، وأقسى من الجمادات..!
فالحيوانات لا تآكل بني جنسها، بل تجيش فيها مشاعر مبهمة فترفع حوافرها عن صغارها، خشية أن تصيبهم بأذى أو مكروه.
أما الجمادات فمنها، كما قال الله - عز وجل -: (.. وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة: 74)
أما الإنسان إذا مُسخت فطرته، وتبلّد إحساسه، وماتت إنسانيته، اخترع - كما قال أبو الحسن الندوي - من الجرائم، وابتدع من المآثم، ما لا يخطر على قلب بهيمة وسبع، ومازال يبتكر أنواعاً وبدعاً من أساليب القتل والفتك بأخيه الإنسان، ومن آلات الدمار والهلاك، والغازات السامة، والسموم القاتلة.. وقد بلغ هذا الإنسان في القساوة والضراوة بالدم - خصوصاً إنسان هذا العصر - ما لم يبلغه سبع ولا حشرة.

وهذا ما ينضح به واقعنا الدامي مرارة وحزنا على ما صار إليه حال الإنسان الذي هان - دماً ومالاً وعرضاً -على أخيه من بني الإنسان.. !
ففي الوقت الذي تطالعنا فيه الأنباء في الصباح وفي المساء، بالإبادة الجماعية، والمجازر الوحشية التي أقامها الإنسان - هنا وهناك - للقضاء على أخيه من بني الإنسان، نرى في وسائل الإعلام المرئية (كلباً) يُنقذ إنساناً من الغرق..
بل رأينا جملاً في اليمن شيّع مع المشيّعين جنازة صاحبه - من بني الإنسان - وعاد المشيعون ولم يعد الجمل، فمازال بجوار قبر صاحبه ولم يبرح بعد!
وأتساءل - والألم يدمي العين ويعتصر الفؤاد -:
هل أصبح الحيوان أرحم وأبر بالإنسان من أخيه من بني الإنسان؟!
أم آن الأوان ليستأنس الإنسان بالحيوان عن أخيه من بني الإنسان؟!
وأكاد أسمع مِن قريب ومِن بعيد مَن يردّد بصوت متهدّج مِن الحزن - من بني الإنسان - مع الشاعر:
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى *** وصَوّتَ إنسان فكدت أطيرُ!
حقاً، عندما يتسفّل الإنسان، يكون أسفل من كل سافل، وأضلّ من كل حيوان!
وصدق الله العظيم إذ يقول في بعض بني الإنسان: ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا) (الفرقان: ٤٤)


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.64 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]