أحس بالوحدة وكره الناس لي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4931 - عددالزوار : 2010968 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4504 - عددالزوار : 1291628 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 118 - عددالزوار : 74024 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 45753 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 39616 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 3831 )           »          مشكلات التربية في مرحلة الطفولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 10397 )           »          حث الأبناء على أداء العبادات تعويدًا وتربية وتقويمًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          هوس الشراء.. إدمان كيف تنجو منه المرأة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ترتيب الأولويات في الحياة الزوجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-02-2021, 10:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,719
الدولة : Egypt
افتراضي أحس بالوحدة وكره الناس لي

أحس بالوحدة وكره الناس لي


أ. أسماء مصطفى



السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
لا أعرف كيف أبدأ؛ لأنِّي أوَّل مرَّة أُرسِل استشارةً، وكنت متردِّدة جدًّا.

أول مشاكلي أنِّي أحسُّ بالوحدة الشديدة، خُصوصًا بعد انفِصال أمي وأبي، وأنا الآن أعيشُ مع والدي وزوجته، وأخواتي مع والدتي وزوجها.

المشكلة الثانية أنِّي أتذكَّر أشياء ومواقف وعندما أسأل أحدًا عنها فإنَّه لا يتذكَّرها أبدًا، مع أنِّي متأكِّدة من حُدوثها، خُصوصًا أنَّ هذه الأشياء أثَّرت في نفسي جدًّا، حدَث هذا مع أكثر من أربعة أشخاص، هل هم مَن ينسون أم أنا أتخيَّل أو أحلم بهذه الأحداث فقط؟

المشكلة الثالثة هي أنَّ الجميع يكرَهُني ولا أعرف لماذا؟ مع أنِّي هادئةٌ جدًّا ونادرًا ما أختلطُ بالناس، يوجد عندي مشاكل كثيرة، ولكني أكتفي بهذه اليوم.

الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يسعدني أنْ أُساعدك أختي الحبيبة، وأسأل الله أنْ أفيدَك فيما تريدين.

ذكرتِ في كلامك أنَّك نادرًا ما تختَلِطين بالناس، وهذا سبب رئيسٌ في ظُهور المشاكل التي ذكرتِ: الوحدة وإحساسك بكراهية الآخَرين لك، وبما أنَّك هادئة أيضًا ولا تختَلِطين بالناس، فلقد صَحَّ تعجُّبك؛ لماذا يكرَهُك الناس؟

إذًا؛ أريد منكِ الجلوس مع نَفسِك قليلاً في هدوءٍ وافعَلِي الآتي:
أكتُبي قائمةً من جملٍ واضحةٍ تَصِفين فيها نفسَك؛ ضَعِي الإيجابيَّات أولاً، ثم أَتْبِعيها بالسَّلبيَّات، ثم بكلماتٍ أخرى واضحة، اكتُبي ما تريدين من نفسك، وما هي الأشياء التي تريدين أنْ تكون فيك؟

تأمَّلي قائمة الإيجابيَّات طويلاً واختاري إحداها ثم تمثَّليها، فإنْ كتبت - على سبيل المثال - في قائمة الإيجابيَّات أنَّك تُجِيدين الطَّهي، فقُومي واطهي أشهى ما تحبين.

نذهَبُ الآن لقائمة العُيوب، اختارِي أسوأ ما فيها، كأنْ تكتبي مثلاً: "أنا غير محبوبة"، ثم سلي نفسَك الأسئلة التالية: لماذا أعتقدُ هذا؟ ما الذي جعلني أشعُر بهذا؟ ما معنى حب الناس لي من وجهة نظَري؟ ثم أغمِضي عينيك ومثِّلي مشهدًا بما تحبِّين وتتمنين أنْ تكوني عليه من علاقاتك مع الآخَرين، كأنْ تختاري موقفًا تشعُرين فيه بالكراهية من الآخَرين، وتعيدي تمثيله بما كنت تتمنين أنْ تكون العلاقة عليه.

وهكذا سلي نفسك الأسئلة السابقة مع كلِّ عيب ورَد في قائمتك، ثم في نهاية الأمر أعِيدي كتابةَ القائمتين مرَّة أخرى، وفي تلك الأثناء سوف تشعُرين أنَّ نظرتك أمام نفسك تغيَّرت في الكثير من النِّقاط؛ لأنَّك سوف ترَيْن مميِّزاتك التي قد يَنساها الفرد أحيانًا.

وهناك نصائحُ مهمَّة لا بُدَّ من أنْ تُعيريها الاهتمام:
أحبِّي نفسَك أولاً فيحبَّك الآخَرون، ومتى أحببت نفسَك على ما فيها من مميزات وعيوب، فستتغيَّر الدنيا من حولك.

إنْ أردت أنْ يحترمك الآخَرون، فابدَئِي باحتِرام نفسك أولاً، وأولى خُطوات الاحترام هي عدَم الحطِّ من قدْر نفسك، سواء أمام نفسك أو أمام الآخَرين.

ابدَئِي في تكوين علاقاتٍ مع أفرادٍ تتوسَّمين فيهم الخير، وقدِّمي لهم الهدايا في مُناسَباتهم المفرِحة، واسألي عنهم بشكلٍ دوري.

أضِيفِي إلى ذلك أهميَّة أنْ يُوحِي الشَّخص لنفسه برسائل إيجابيَّة (أنا قادرٌ على... أنا واثق من نفسي... أنا أتعامَل بيسرٍ مع الناس...)، إنَّ الكلام الإيجابي مع الذات يُعتَبر الوقود الذي يجعَلُ الفرد يتحرَّك ويكسر كلَّ قيدٍ، منذُ اليوم قولي لنفسك: "أنا إنسانة جيدة مليئة بالمميزات".

من هنا أقولُ: إنَّك تحتاجين دعمًا لتقدير الذات وتعزيز الثقة بالنفس، فعندما تتحسَّن صُورتك الذاتيَّة ستَجِدين نفسَك قادرةً على حلِّ المشاكل التي تُؤرِّقك في المحيط الأسري أو خارجه، فالمسألة تحتاجُ تدريبًا.

اهتمِّي بنفسك وبمظهرك أولاً، وكُونِي حريصةً على تشجيعها أولاً بأوَّل عند شُعورك بأنَّك أنجزتِ شيئًا ليس من عادتك أنْ تُنجِزيه، أو عند تخطِّيك مرحلةً جديدة، أو عند تحقيق هدف.

إنْ كان في بيتك شيءٌ لا تحبِّينه فغيِّريه؛ كأنْ تُغيِّري نظامَ غُرفتك، وتخلَّصي من الأشياء الزائدة ونظِّفي البيت، وأصلِحي الأشياء العاطلة إنِ استطعتِ.

أُلاحِظ أنَّك لم تَذكُري ما هي علاقتك بوالدك وزوجِه اللذين تعيشين معهما، وأيضًا بأخواتك وأمِّك، ولكن عُمومًا قوِّي عَلاقتك معهم، وأشرِكيهم في مشكلتك إنْ أمكن، إنَّ الأمور التي تُعانِين منها مُرتبطةٌ ببعضها البعض، فاعتقادك بكراهية الناس لك ولَّد عندك تجنُّبَ الآخَرين والميل للوحْدةِ، والوحْدةُ ولَّدتْ لدَيْك الفَراغ الذي أدَّى إلى كثْرة التفكير؛ ومن ثَمَّ اختِلاط ما بين الواقع وأحلام اليقَظَة أو أحلام النوم.

هذه ظاهرةٌ نفسيَّة، يختلي فيها الإنسان بنفسه، وربما تأتيه أفكارٌ وقصص كثيرة يستَرسِلُ فيها، وربما تكونُ ممتعةً جدًّا أو مؤلمة له في بعض الأحيان، هذه نوعٌ من أحلام اليقَظَة.

كانت مخزونةً في عَقله الباطني ثم أصبحت تخرُج إلى الوعي في لحظات الاختلاء بالنَّفس، وعُمومًا الظاهرة لا تُعتَبر ظاهرةً مرَضِيَّة، ولكنَّها ربما تُسبِّب بعضَ الإزعاج للإنسان.

هذه الظاهرة تُعالَج بالتالي:
أولاً: حين تعتريك أيٌّ من هذه الأفكار، أرجو أنْ تستَجلِبي الأفكارَ المضادَّة لها، قولي لنفسك: هذه الفكرة فكرةٌ خياليَّة وليس من المستحسَن أنْ أسترسلَ في هذه الفكرة، وربما أفكِّر في فكرة مخالفة لها؛ إذًا العلاج عن طريق الحوار الذاتي بجلْب أفكار معاكسة.

والخطوة الثانية: بعد ذلك تقولين لنفسك: ليتني أفكِّر في أمرٍ آخَر، أمر يكون أكثر فائدة، على سبيل المثال: أفكِّر أنْ أكتب موضوعًا، أنْ أكتب قصَّة... وهكذا، والهدف من ذلك أنْ تحاصري الاسترسال في الخيال وتستَبدِليه بما هو مخالفٌ.

أشغِلي نفسَك بنشاطاتٍ في اللحظات التي تكونين بمفردك، الجَئِي للكتابة - على سبيل المثال - إذا أتَتْك أفكارٌ ترَيْن أنها يمكن أنْ تُصاغ صياغةً مفيدةً، وتكون في شكل قصَّة أو موضوع أو هكذا، فاصنَعِي منها قصَّة، ويمكن بذلك أنْ تُنمِّي نوعًا من المواهب والقدرات.

ومن الأمور المهمَّة جدًّا لعلاج أحلام اليقَظَة: شغلُ أوقات الفَراغ عن طريق ممارسة الرياضة؛ لأنها تُجدِّد الطاقات وتُحسِّن من الدافعيَّة، وهي مطلوبةٌ جدًّا في عُمرك.

عليك بالرفقة الطيِّبة والقُدوة الحسنة؛ فالإنسان في حاجةٍ لِمَن يساعده ويرشده نحو أمور دِينه ودُنياه، فحاوِلي أنْ تخرُجوا للنُّزهة معًا وبصُحبتكم صَدِيقات معروف عنهنَّ المرح والضَّحِك.

وأخيرًا:
أدعو الله لك بالتوفيق، ونرجو من الله أنْ نكون عونًا لك على السَّعادة والحياة الهنيئة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.90 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.11%)]