|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف أستقل بشخصيتي؟ أ. شروق الجبوري السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يا دكتور أنا مشكلتي أني كلما رأيتُ شخصية جيدة ومحبوبة قلَّدتُها في كل شيء، أحسُّ أني مجهولة الهويَّة، وأيضًا أريد أن أعبر عن كل الذي في قلبي؛ يا دكتور، أنا كَتُوم لدرجة ما تتصوَّرها، تخيل ما قلت لأمي عن بلوغي، وأنا أحيانًا تصير معي مشاكل فأتصرَّف معها، لكن لا أعرف إذا كان تصرفي صحيحًا أو خطأً، أيضًا أنا حساسة جدًّا، وأحس أنَّ عائلتي لا تحبُّني أو أنا لا أحبُّهم، كذلك فإنَّ صديقتي قالت لي: إني كلَّ حين أتصرَّف بشخصية مختلفة، أنا قلت مشكلتي باختصار، وأتمنَّى أن تساعدوني، وشكرًا. الجواب أختي الكريمة، وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته. نرحِّب بك أولاً في شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يوفِّقَنا لما فيه نفْعُك ونفع المستشيرين جميعًا. لقد اختصرتِ في رسالتك المقتضَبة مشاعر وانفعالاتٍ عديدة، تشير إلى أنَّك تواجهين صراعات داخلية؛ نتيجة عوامل عديدة، قد تكون في مقدِّمتها المرحلة العمريَّة التي تَمُرِّين بها، والتي تمنَّيت أن تشيري إليها؛ لِمَا لها من أثرٍ في مواجهة مشاكل بعينها دون أخرى، وبحسب كل مرحلة. عزيزتي، إنَّ تقليد الصفات الحسنة للآخرين، والاقتداء بها، هو أمرٌ جيِّد وسِمَة إيجابيَّة تُحسَب لك، حيث يعتبر هذا النَّهج أحد أساليب التربية والإرشاد النفسي لإحداث التغيير المطلوب في الشخصية، والتي تسمَّى (إستراتيجيَّة النَّمْذجة)؛ أي: الاقتداء بالنَّموذج الإيجابي. لكن الاقتداء (أو التَّقليد) للنموذج لا بد أن يكون اقتداءً حقيقيًّا، وليس اقتداءً شكليًّا لتؤتي هذه الإستراتيجية ثمرتها، وتصل إلى الهدف المرجوِّ من تبَنِّيها؛ بمعنى أنَّ ما تقلِّدينه من صفات حسنة يتَّسم بها الآخرون، لا بد أن تمثِّل لك مبادئَ أو قِيَمًا تؤمنين وتقتنعين بها فكريًّا، ولا تؤدِّيها سلوكيًّا فقط أمام من حولك، وعند ذاك، ستنمو شخصيَّتُك في إطارٍ قويم، وتتحدَّد بذلك هويتك التي تم بناؤها من قناعات وأفكار إيجابية. كما أنَّ تحاوُرَك مع الكبار وذوي الخبرات مِمَّن حولك - ولا سيَّما والدتك - في كثيرٍ من المواضيع، هو أسلوب آخَر لتبني المفاهيم والأفكار السليمة، وعامل مهمٌّ آخر في بناء الشخصية السليمة؛ فمواجهتك لما يعترضك من مشكلات بمفردك ودون أن تُطْلِعي عليها والدتك أو من يكبرك سنًّا في الأسرة - يَحُول دون استفادتك مما تسمَّى بـ (الخبرات الموقفيَّة) التي تمثِّل خبرة الإنسان مِن تجاربه السابقة؛ ليستفيد من عِبَرها في حاضره ومستقبله؛ فإنك - كما أشرتِ - لا يمكنك معرفة أو تقييم ردِّ فعلك تجاه ما يعترضك إن كان خطًأ أو صوابًا، فهذه المعرفة يحصل عليها الإنسان من مصادر عديدة، يأتي في مقدِّمتها توجيه وإرشاد كبار الأسرة، ولا سيما الوالدين. ويبدو يا عزيزتي، أنَّك تُعانين من خجَلٍ شديد، وخوفٍ من تلَقِّيك أيَّ نقد، وقد حال ذلك دون تواصلك السليم مع المحيطين من أفراد أسرتك بِمَن فيهم والدتك، وربَّما يكون هذا الإخفاق في التواصل سببًا لشعورك بعدم محبَّة أفراد أسرتك لك، والأمر نفسه ينطبق على وضعك مع صديقاتك. ولهذا أنصحك يا عزيزتي، بأن تبادري بفتح سبل التواصل السليم مع المحيطين، وخاصة والدتك، من خلال استشارتها في كلِّ ما يعترضك، ولكسر حاجز الخجل الذي يحول بينك وبين فعل ذلك، أطلعيها على أيسر المواضيع، والتي لا تمثِّل في نفسك حرَجًا كبيرًا، ثم كرِّري ذلك بموضوعٍ آخَر في جلسة تالية، وهكذا، حتى تجدي في حوارك مع والدتك أمرًا طبيعيًّا، بل وملحًّا في كل ما يخصك. كما أنصحك باقتناء الكتيبات المبسَّطة المَعْنية بفنِّ التواصل مع الآخرين، ويمكنك تحرِّي ذلك أيضًا من بعض المواقع في شبكة الإنترنت. واعلمي أنَّ استكشاف الهواية أو الهوايات التي تَميل إليها نفسك، وممارستها بانتظام، تقدِّم لك فوائد عديدة، منها تصريف المشاعر السلبية التي تعتريك بين الحين والآخر، وتعزيز ثقتك بنفسك وبقدراتك. وأختم بدعاء الله تعالى أن يصلح حالك كلَّه، وينفع بك، ونأمل سماع أخبارك الطيبة مجددًا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |