|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مشكلة مع ابني المراهق أ. يمنى زكريا السؤال ♦ ملخص السؤال: أب لديه مشكلة مع ابنه المراهق، ويخشى أن يزيد الخلاف بينه وبين ابنه، وربما يترك البيت ويهرب، ويسأل: ماذا يفعل مع ابنه حتى لا يزيد الشقاق؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لديَّ ابنٌ عمره 14 عامًا، تغيَّب عن المدرسة بسبب السهَر، فعاقبتُه بعدم الخروج للعب مع أصدقائه؛ فغَضِب وأغلق على نفسه غرفته، ثم وجدتُه كتَب على (الواتس آب): "هذه عائلة لا أُحب الانتماء إليها"، وكتب كلامًا آخر كثيرًا فيه نقْدٌ لي، نتيجة أفعالٍ هو يُراقبها، وأنا نادم على فِعْلِها. عندما رأيتُ الكلام، غضبتُ وقررتُ مُعاقبته، لكنه رفَض فتْح غرفتِه لعلمه بأني سأقوم بمُعاقَبتِه! انقطع الاتصالُ بيننا، فلا يُكَلِّم أحدُنا الآخر، ولا نأكل معًا، وهذا هو الوضْع منذ 15 يومًا وزيادة. الآن أحاول أن أعيد العلاقة إلى سابقها، لكن الولد يتمرد عليَّ بصورة صعبة جدًّا، حتى إن إخوته إذا دخلتُ البيت يُقَبِّلون رأسي، أما هو فلا! حاول إخوتُه الحديث معه حول ذلك، لكنه رفَض، وأصبح وضعي مُحْرجًا أمام أبنائي وأهل بيتي. أخشى أن يزيدَ الأمر سوءًا، ويهرب الولد مِن البيت، أو من المدرسة، أنا من الممكن أن أعتذر له. لكني أخشى ألا يقبل اعتذاري! الجواب أُرَحِّب بك أيها الوالد الكريم في شبكة الألوكة، وأشكر ثقتك بنا، ونسأل الله أن نكونَ عند حُسن ظنكم، ونسأله أن يعينك على تربية أبنائك. دائما ما نتمنى أن نرى أبناءنا أفضل الناس، ولكننا ننسى أن لكلِّ مرحلةٍ طبيعتها ومواصفاتها، وطرُق التعامل معها، وعلينا أن نتفهَّمَ احتياجات أبنائنا؛ ليثقوا بنا، ولا نفقدهم. وأرى أنك - إن شاء الله - في بداية الطريق الصحيح إلى ذلك، فبالاستشارة والقراءةِ في طبيعة هذه المرحلة، وكيفية التعامل معها - ستصل لمُبْتَغاك - إن شاء الله - وتتحسَّن العلاقة بينكما - بإذنه تعالى - ويجب أن تعلمَ أنه في مرحلةٍ حَرِجَةٍ مِن حياته مِن تغيُّرات في الهرمونات، وتغييراتٍ نفسيةٍ ومزاجيةٍ، وهذه هي صفاتُ مرحلة المراهقة بكل ما فيها مِن: تقلُّبات في المزاج، واكتئاب، وانطواء، وانعزال، وتأثُّر بالأصدقاء، وعدم تقبُّل للنصيحة، كلُّ هذا طبيعيٌّ إلى حدٍّ ما في هذه المرحلة. وأُذَكِّرك أيضاً بأنَّ تربية الأبناء ليستْ بالشيء الهيِّن، وعلى الوالدين الإلمامُ بطبيعة كلِّ مرحلة مِن المراحل التي يمُرُّ بها الطفلُ حتى يسهلَ التعامل معهم، وتمر كل مرحلة بسلامٍ إلى برِّ الأمان. وبالنسبة لابنك - حفظه الله - فهو في مرحلة المراهقة، وهي مرحلةٌ تحتاج إلى مجهودٍ، وإلى التعرُّف جيدًا على خصائصها، والتي منها: • التأثُّر الكبير بالأصدقاء: لأنه يجدهم قريبين منه في التفكير والقِيَم والأذواق؛ لذا علينا في هذا الوقت المتابَعة الجيدة لهم، وتوجيههم، مع عدم شلِّ حركتهم، أو أخْذ القرارات نيابةً عنهم، وكُنْ على ثقةٍ - أيها الأب الكريم - بأن هناك شعورًا داخليًّا لدى الطفل بالأمان عندما يرى اهتمام والديه به، وإن كان يُظهر عكس ذلك. • تفضيله لأصدقائه أكثر مِن والديه: وفي هذه الحالة مِن الضروري الإبقاءُ على خطِّ تواصل بين الأب والابن، وحسن الإنصات له، ومعرفة أصدقائه، واستغلال الأنشطة المنزلية اليومية لتُساعِدَ على التقارب؛ مثل: شراء الحاجيات معه، والجلوس إلى المائدة معًا، والنقاش البنَّاء، ومشاركته في بعض القرارات المنزلية، والتي ستبني مِن شخصيته، وستُعَلِّمه كيفية اتخاذ القرارات وتحمُّل المسؤولية. • المُراهِقُ يحبُّ الكلام، ويحب أن يجدَ آذانًا صاغيةً: فعلى الوالدين الإصغاءُ باهتمام، والنظر إليه عندما يتحدث، ولا تكون كل الحوارات المتبادَلة روتينية، أو للتأنيب فقط، والاهتمام أيضًا بهِواياته وأنشطته وأصدقائه، وإلا ذهب لمن يستمع له ويُقَدِّره، فالحذَر كل الحذَر. • يتَّصِف المُراهِقُ بالعناد، وعدم الجِديَّة، والتقلُّبات المزاجيَّة: فعندما يريد المُرَبِّي أن يكونَ مُؤثرًا في ابنه يجب أن يكونَ قُدوةً جيدةً، ويجب إشعاره بأنَّ كلَّ شخص في البيت يهمه أمر الآخرين، وأن كل شخص مُحاسَبٌ، فعلى الوالدين فِعْل ما يريدون أن يقومَ به الأبناءُ، فإذا أردنا أن يتكلمَ الابنُ بألفاظٍ حسنةٍ، فعلينا أن نستخدمَ الألفاظ الحسنة أمامهم، ونبتعد عن السيئة، أيضًا كيف نريد مثلًا أن يكونَ الابنُ صادقًا وهو يرى الأب يكذب؟ • أيضًا معروفٌ عن المراهق الأنانية: فلنتذكرْ مرة أخرى أن إقامة حوار معه، والاستماع له سيُساعده على الإصغاء والمشاركة، وإشعاره بأن رأيه مهم، وسيُحاول أن يكون عند حُسن ظنكم به. ويقترح أحد المختصين خمس نقاط للتعامل مع المراهق عند حدوث مشكلة، وهي فعالة لحل المشكلة - إن شاء الله - وهي: • أنا أحس بمشاعرك. • ما الحلول التي تراها ممكنة؟ • ما أحسن الحلول من وجهة نظرك؟ • السؤال والمتابعة. • الدعاء له بالتوفيق والهداية. هذه الخطواتُ ستجعل الابن يشعُر بالراحة والأمان والثقة، وستُنَمِّي لديه الإحساس بالمسؤولية والتفكير السليم المرتب؛ لأنه سيشعر بأنه هو الذي حلَّ المشكلة بنفسه، كما أنه لن يشعرَ بقلقٍ مِن أنك ستُعاقبه أيضًا، وعليك تجنُّب النقْد الدائم، أو التركيز على السلبيات وتجاهُل الإيجابيات. فاحرصْ - أيها الأب الكريم - على ألا تنحصرَ علاقتك بابنك في علاقةٍ أبَويَّةٍ فقط، ولكن أضفْ عليها طابع الصداقة، وسترى الفرْق - إن شاء الله. ولا تجعلْ إظهارك الحب لابنك يُشعرك بأنَّ هذا سيُقَلِّل من شأنك، بل على العكس ستتحسَّن الأوضاع كثيرًا - بإذنه تعالى. أعانك اللهُ وجَعَلَهُ قُرَّةَ عين لك
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |