صلاة سائق الحافلة.. درء المفسدة أم جلب المصلحة؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الإسلام دعا لحماية دماء وأموال وأعراض أهل الذمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مشاركة الصحابيات في أعمال دولة النبي صلى الله عليه وسلم بإذن أوليائهن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الحديث الثالث: الرفق في الأمور كلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3102 - عددالزوار : 387136 )           »          الكسب الحلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          تفسير قوله تعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          هديه - صلى الله عليه وسلم - في التداوي بسور مخصوصة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          عقيدة الحافظ ابن عبد البر في صفات الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الطريق إلى معرفة ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أقوال السلف في الحسبلة "حسبي الله ونعم الوكيل" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-02-2021, 05:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,420
الدولة : Egypt
افتراضي صلاة سائق الحافلة.. درء المفسدة أم جلب المصلحة؟

صلاة سائق الحافلة.. درء المفسدة أم جلب المصلحة؟
د. عطية فياض


تناقلت وكالات الأنباء مؤخرا خبرا يشير إلى ما كان من أمر سائق الحافلة المسلم في العاصمة البريطانية لندن والذي أوقف الحافلة ليؤدي الصلاة، دون أن يستأذن الركاب، أو يعلمهم أنه أوقف الحافلة ليؤدي فريضة الصلاة، مما أحدث إرباكا لديهم، وعنونت الحدث تحت عنوان "لندن.. الخوف يكبل ركاب حافلة أوقفها السائق ليصلي".
وبالنظر الشرعي في تصرف هذا السائق نجد أنه اشتمل على ما يلي:
الأول: أداؤه للصلاة المفروضة في وقتها، وهذا أمر محمود شرعا؛ لتضافر الأدلة على ذلك سواء أكان المسلم راكبا أم راجلا، كان ذلك أثناء دوامه أم كان خارج الدوام، وقد اتفق الفقهاء على أن العامل وإن كان يجب عليه الالتزام بما تعاقد عليه من ساعات عمل وألا يشتغل بغير ما كلف به لكنهم استثنوا باتفاق قيامه بأداء الصلاة في وقتها وخاصة الفرائض ولو بدون إذن صاحب العمل.
الثاني: إيقاف الحافلة وسط الطريق، مع ما يترتب على ذلك من إرباك لحركة المرور أو وقوع حوادث، أو تأخير الركاب عن وصولهم لمنازلهم أو مقار عملهم، وقد يكون فيهم المضطر وصاحب الحاجة، وما تقدم لا يجوز شرعا؛ لما فيه من الضرر المحقق أو المتوقع، والضرر يجب إزالته.
الثالث: أن هذا الحادث قد وقع في بلد أوروبي غير مسلم قد عبئ نفسيا ومعنويا ضد المظاهر الإسلامية ويرتاب في كل حركة أو مظهر إسلامي؛ بسبب الحوادث التي تقع هنا وهناك وتصنف على أنها أعمال إرهابية، فضلا عن أنه لم يعتد مثل المظاهر، ولذلك يجب على المسلم المقيم في هذه البلاد ألا يضع نفسه موضع الريبة والشك، أو أن يحمل نفسه من البلاء ما لا يطيق.
لما تقدم، فإن ما راعاه هذا السائق من مصلحة شرعية معتبرة في أداء الصلاة لوقتها لم يخل من مفسدة وإضرار بالغير وأذى لهم.
وقاعدة الشرع في اشتمال المصالح على مفاسد: أنه إن أمكن تحصيل المصالح ودرء المفاسد فهو الواجب، وإن لم يمكن تحصيل المصالح إلا بارتكاب المفاسد فإن كانت المفسدة يسيرة والمصلحة كبيرة عظيمة فتحصل المصلحة ولو بارتكاب المفسدة، وإن كانت المفسدة أعظم فإن أمكن درؤها بغير ترك المصلحة تعين، وإلا فتدرأ المفسدة وتقدم على جلب المصلحة.
وبتطبيق هذه القاعدة على التصرف المذكور نرى أن السائق وإن حصل مصلحة لكنه وقع في مفاسد أعظم من المصلحة التي تحققت؛ لأن المصلحة هنا مصلحة خاصة، والمفسدة عامة وهو أمر لا يجوز شرعا، وكان بوسعه أن يستفيد من رخصة الجمع بين الصلاتين؛ ولذلك نقول له "زادك الله حرصا ولا تَعُد".
والله أعلم.
الدكتور عطية فياض
أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة بجامعة الأزهر



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.92 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]