|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() فرحة العيد منصور محمد الشريدة الحمد لله معيد الجمع والأعياد , ومبيد الأمم والأجناد , والصلاة والسلام على خير الانام كلما صام صائم وأفطر , وكلما لاح عيد وأسفر.. مقدمة : مع إشراقة أول يوم من شوال , يوم الزينة والزيارة , فقد عاد السرور على القلوب , وعادت البركات والخيرات بعودة العيد , لكثرة عوائد الله تعالى فيه على خلقه بأن بلغهم رمضان وأتم عليهم النعمة , وأعانهم على إتمام ركن من أركان الإسلام , فتوج شهر الصيام بالعيد , وأجزل لهم العطايا والمنح لعباده الصالحين , يخرجون فيه مكبرين تعظيماً لله , وبرهانا على ما في قلوبهم من محبته وشكره , فيجدر بالمسلم والمسلمة المحافظة فيه على الآداب والأخلاق الجميلة , والكرم والعفاف والستر والابتسامة والتزاور , وحفظ العمل الصالح , والتواصي بالتسامح والسلام والعفو عمن أخطأ أو ظلم أو قصَّر في الحقوق والواجبات من البعيد والقريب ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) النور:22 فتصافحوا بالأيدي , وتبادلوا السلام , فالحمد لله على فضله و إعانته على الصيام والقيام والصدقة وقراءة القرآن فإن ذلك خير من الدنيا وما فيها (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يونس:58. فرحة العيد فرحة العيد :بالتهنئة التي يتبادلها الناس فيما بينهم والتصافح والتآلف والتآخي.. فرحة العيد :بإدراك رمضان وبلبس الجديد وشهود الصلاة واجتماع ودعوة المسلمين.. فرحة العيد : بالتكبير , والاقتداء بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالصيام والإفطار.. فرحة العيد : تمام النعم واستكمال الشهر ما يوجب شكر الله تعالى على نعمة الصيام والقيام.. فرحة العيد: لمن صام لأنه فرح عند فطره , وسيفرح عند لقاء ربه: (فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) آل عمران : 170 فرحة العيد: للصغار والكبار لأن الفرح بذاته فطرة , ولذا فرحت عائشة رضي الله عنها في العيد وقامت تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد , والنبي صلى الله عليه وسلم يتكئ لها لتنظر من ورائه. حكم صلاة العيد فرض كفاية وذلك لمحافظة النبي صلى الله عليه وسلم عليها , لحديث أم عطية رضي الله عنها قالت: (( أمرنا أن نخرج الحيَّض يوم العيدين , وذوات الخدور , فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم ويعتزل الحيض عن مصلاهن , قالت امرأة: يا رسول الله إحدانا ليس لها جلباب , قال: (( لتلبسها صاحبتها من جلبابها))أخرجه البخاري ومسلم. سنن العيد 1- يسن قبل الخروج لمصلَّى العيد , أن تأكل تمرات وترا , أي: تمرة واحده أو ثلاث أو خمسا أو سبعا أو تسعا ’ لحديث أنس رضي الله عنه قال : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات )) وقال أنس رضي الله عنه: (( ويأكلهن وترا ))رواه أحمد والبخاري. وإنما استحب الأكل قبل الخروج مبالغة في النهي عن الصوم في ذلك اليوم. 2- يسن حين الخروج لصلاة العيد الاشتغال بالتكبير المطلق ويرفع بها صوته حتى يأتي الإمام المصلى فيكبرون بتكبيره , قال الله تعالى: (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) البقرة: 185. فيشرع التكبير وترفع به الأصوات في البيوت , والطرق , والأسواق والمساجد , وصفته: ( الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله , والله أكبر الله أكبر ولله الحمد) فقد كان ابن عمر رضي الله عنه (يكبر إذا خرج من بيته إلى المصلى) كما نقله بأسانيد صحيحه البيهقي (3/ 279)وابن أبي شيبة(1/ 487). ويسر به النساء لأنهن مأمورات بالإسرار بالصوت . 3- يسن تأخير صلاة الفطر , وتقديم صلاة الاضحى , لما ورد عن الشافعي مرسلا , (( أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى عمرو بن حزم : أن عجل الأضحى , وذكر الناس)) . وليتسع وقت التضحية بتقديم الصلاة في الأضحى , ليتسع الوقت لإخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد. 4- يسن التبكير في الخروج لصلاة العيد , ليتمكن من الدنو من الإمام وسماع الخطبة والذكر وتحصل له فضيلة انتظار الصلاة , من غير تخطي رقاب الناس ’ ولا أذى أحد: كان عبدالرحمن بن أبي ليلى , وعبدالله بن معقل , يصليان الفجر يوم العيد وعليهما ثيابهما ثم يندفعان إلى الجبانة أحدهما يكبر والآخر يهلل. 5- يسن أن يذهب للمصلى مبكرا ومكبرا ماشيا من طريق ويرجع من طريق آخر إقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم وإظهاراً لشعائر الله , وليشهد له الطريقان ويخفف الزحام وليلقى قوما من المسلمين ما لقيهم يسلم عليهم ويدعو لهم ويدعون له(( كان النبي إذا كان يوم العيد خالف الطريق)) أخرجه البخاري, برقم(986). 6- يسن التجمل ولبس أحسن الثياب , فعن جابر رضي الله عنه قال: (كان للنبي صلى الله عليه وسلم جبة يلبسها في العيدين ويوم الجمعة) أخرجه ابن خزيمة(1766) , والبيهقي(3/ 280). آداب العيد 1- قبل العيد تفقد الأسر المحتاجة وتفطن للأسر المتعففة بالكسوة والطعام لتعيشوا جميعا فرحة العيد إخوانا متحابين. 2- الاغتسال قبل الخروج للصلاة , فقد صح عن ابن عمر رضي الله عنه كان يغتسل قبل أن يغدو إلى المصلى. 3- التهنئة التي يتبادلها الناس .. كقول عيدكم مبارك أو تقبل الله منا ومنكم صالح القول والعمل.. وما أشبه ذلك من عبارات التهنئة , فعن جبير ابن نفير قال : ( كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنك)حسن أسناده ابن حجر في فتح الباري 2/446 . و ذكر ابن رشد في (البيان والتحصيل)(( أن مالكا – رحمه الله – سئل هل يكره للرجل أن يقول لأخيه إذا انصرف من العيد: ( تقبل الله مني ومنك , وغفر الله لنا ولك )ويرد عليه أخوه مثل ذلك , فقال لي : لا نكره مثل ذلك)). 4- غض البصر أثناء الخروج للمصلى والتواضع في المشي ورد السلام . 5- جواز اللعب في العيد فيما لا محذور فيه للنساء والجواري بشرط أن لا يكون شعرا محرما أو بآلات الطرب المحرمة , قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: ( مشروعية التوسعة على العيال في أيام العيد بأنواع ما يحصل لهم من بسط النفس , وترويح البدن من كلف العبادة , وأن الإعراض عن ذلك أولى ’ وفيه إظهار السرور في الأعياد من شعائر الدين).فتح الباري2 /433 . 6- صلة الرحم , بالزيارة والمساعدة والإحسان لهم وإدخال السرور عليهم , ليحصل بذلك تبادل المحبة والمودة . أخطاء ينبغي التنزه عنها في أيام العيد : 1- خروج بعض النساء لمصلى العيد متعطرات متجملات سافرات كاشفات وجوههن أو واضعات ستر رقيق ، أمام الرجال الأجانب. 2- الاستماع إلى الغناء والموسيقى المحرمة و اختلاط الرجال بالنساء الغير محارم. 3- تضييع الجماعة والنوم عن الصلوات المكتوبة. 4- تخصيص دعاء معين ليلة العيد أو في صلاة العيد. 5- اعتقاد البعض مشروعية إحياء ليلة العيد بعبادة من بين سائر الليالي , فلم يرد ما يثبت تخصيص ليلة العيد بقيام عن سائر الليالي. 6- اعتقاد فضيلة زيارة المقابر يوم العيد , فزيارة المقابر تشرع في سائر أيام السنة من دون تخصيص يوم محدد. 7- يحرم صوم يوم العيد ويجب فطره , لأنها أيام أكل وشرب وذكر لله. 8- لا نافلة قبل صلاة العيد ولا بعدها في المصلى , إلا إن صلى الناس في المسجد , فيصلي قبل الجلوس ركعتين تحية للمسجد , عن ابن عباس رضي الله عنهما : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الفطر فصلى ركعتين لم يصل قبلها ولا بعدها , ومعه بلال)).متفق عليه 9- الإسراف والتبذير , قال الله تعالى: ( وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأنعام : 142 فمن الناس من زود موائده بألوان المطعوم وهو من زاد التقوى محروم. 10- البعض يعود بعد رمضان إلى المعاصي ويسود صحائفه بالذنوب واللهو والغفلة والتقصير في الأركان والواجبات , فإن أنقضى شهر رمضان فإن عمل المؤمن لا ينقضي حتى الموت , قال الامام مالك: كل يوم يمر على المؤمن ولا يكتب عليه ذنب فهو يوم عيد زكاة الفطر واجبة على كل فرد من أهل البيت لقول ابن عمر رضي الله عنه: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر , أو صاعا من شعير على العبد والحر , والذكر والأنثى , والصغير والكبير من المسلمين))متفق عليه تصرف للفقراء والمساكين قبل صلاة العيد بيوم أو يومين لسد حاجتهم, فطيبوا بها نفسا وأخرجوها من أطيب ما تجدون , ويجوز إخراجها من غالب قوت البلد مثل الأرز وهو القوت المدخر المعتاد في هذا البلاد , ولا يجوز توزيعها نقداً , أو مطبوخةً , يخرجها عن نفسه وعن أهل بيته. صيام ست من شوال عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من صام رمضان , ثم أتبعه ستا من شوال , كان كصيام الدهر))أخرجه مسلم(1164) وفي حديث ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صيام رمضان بعشرة أشهر , وصيام الستة أيام بشهرين , فذلك صيام السنة)) , يعني رمضان وستة أيام بعده أخرجه أحمد(22412). نٍسأل الله جل وعلا بعد رمضان وفي هذا العيد أن نعود كما كنا عليه بعد خروجنا من بطون أمهاتنا بغير ذنب , أعاد الله عليكم من بركة هذا العيد , وحشركم في زمرة أهل الفضل والمزيد, وأن يعيده عليكم وأنتم بخير وبصحة وعافية وأمن وإيمان ونصر وعزة , ونسأله أن يتقبل منا الصيام والقيام ولا يكون حظنا من صومنا الجوع والعطش ولا حظنا من قيامنا التعب والمشقة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |