الفشل وعدم الثقة بالنفس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121312 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كيف ننشئ أولادنا على حب كتاب الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          قصة سيدنا موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-01-2021, 04:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي الفشل وعدم الثقة بالنفس

الفشل وعدم الثقة بالنفس


أ. شروق الجبوري






السؤال



أنا فتاة تخرجت في كليَّةٍ أدبية، وعندي اكتئابٌ شديد جدًّا جدًّا، وأشعُر بالفشَل الشديد في كلِّ شيء، ولكنَّه ليس شعورًا، إنَّها حقيقة، فأنا فاشلةٌ في كلِّ شيء، في دِراستي وفي حياتي العَمليَّة والاجتماعيَّة.



فأنا أحبُّ البعد عن الآخرين، ولا أجد لذةً في الجلوس معهم، وإذا جلستُ أجلس صامتةً طوال الوقت، لا أريد التحدثَ مع أحد، ودائمًا ما أبكي حزنًا على نفْسي، وعلى شُعوري الشديد بالفَراغ، وبعدم جدوى وُجودي في الحياة.



فوجودي مِثل عدم وجودي، وقُدراتي العقليَّة ضعيفة جدًّا، فأنا أفْهم بصعوبةٍ شديدة؛ أي: قليلة الفَهْم، وهذا ممَّا جَعلني أمكُث في البيت بعدَ التخرُّج، ولا أبْحَث عن عملٍ، أو أقوم بالتحضيرِ للدبلومة كبقية زملائي؛ لأنِّي خجلتُ أن أفشل كما فشِلتُ في دِراستي الجامعية، وأعاني مِن ضعْف شديد في شخصيتي، فأنا مهزوزة جدًّا أمامَ الناس، وضعيفة، ويُمكن لأي أحدٍ أن يُسيطرَ عليَّ ويقودني دون أن أعترِضَ.



وهذا يجعلني أبعد عن الناس تمامًا





الجواب



أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

يسعدنا انضمامُك إلى (شبكة الألوكة)، وإذ نشكُر لك اختيارَك لها في تقصِّيك حلاًّ لمشكلتك، فإنَّنا نسأل الله تعالى أن يسخِّرنا ويوفِّقنا إلى ذلك، إنَّه تعالى سميعٌ مجيب.



أختي الفاضلة، مِن سياق رسالتك يتَّضح أنَّك قد تبنيتِ إقرارًا سلبيًّا نحو ذاتك، وهذا الإقرار يختلف عن الشكِّ وعدم الثِّقة بالقُدرات الشخصيَّة، بأنَّه اعتقادٌ تمَّ ترسيخُه في الفِكر، ومما يُشير إلى ذلك قولك بأنَّ فشلك في كلِّ شيء هو حقيقة وليس شعورًا، ووصفك لقُدرتك العقليَّة بأنها ضعيفةٌ جدًّا، ولشخصيتك بأنَّها مهزوزة جدًّا، وغير ذلك، بل إنَّك تُبالغين في تلك المعتقدات السلبيَّة نحو ذاتك، ليس بترسيخها كحقائقَ وحسبُ، بل وبالإمْعان في الوصف السَّلْبي لنفْسك مِن خلال كثرة استخدامك مُفردة (جدًّا) لها.



أختي الكريمة، إنَّ ضعْف القُدرات العقليَّة والشخصيَّة المهزوزة وغيرها من السِّمات، لا يجوز لأحدٍ أن يجزم بها غير الاختصاصي الذي يصِل إلى تلك الحقائق بعد عددٍ مِن الجلسات والاختبارات؛ ولهذا فإنِّي أجد في تبنِّيك تلك المعتقدات إجحافًا كبيرًا بحقِّ نفْسك، وهو الأمْر الذي جعلك تُحجمين عن التواصُل مع الآخَرين وعدم الرَّغْبة في ذلك، وكيف لا وأنتِ تعتقدين أنَّ الجميعَ أفضلُ منك؟!



كما أودُّ التأكيد هنا بأنَّ اعتقادك - كما هو حالُ كثيرين للأسَف - بأنَّه لا جَدْوى مِن وجودك في الحياة، هو أمرٌ يمسُّ حِكمةَ الله تعالى الذي خلقَك ورزقك وأنْعَم عليك بنِعم لا يُمكنك إحصاؤها مهما اجتهدتِ، ومنها وصولُك إلى هذه المرحلة مِن التعليم، بينما يتمنَّى الملايين مِن المسلمين وغيرهم تعلُّمَ القراءة والكتابة فقط، ورغم أنَّك أشرتِ في بداية رسالتِك أنَّك قد تخرجتِ في إحدى الكليات، ثم عُدت لتشيري في نهايتها إلى أنَّك فشِلْتِ في إكمال دراستك الجامعية! لكن حتى لو أكملتِ مرحلة الثانوي، فكيف تمكَّنتِ مِن إنهاء تلك المرحلة؟ ثم كيف يمكنك استخدامُ شَبكة (الإنترنت) وتصفُّح مواقعه؟ وكيف قررتِ التواصلَ مع المختصِّين لبحث مشكلتك عبرَ المواقع الرَّصينة؟!



كيف تمكَّنت يا عزيزتي، مِن كل ذلك وأنت ترين في نفْسك أنَّك إنسانة فاشِلة، ولم تُحقِّقي أيَّ شيء، وأنَّ قدراتك العقليَّة ضعيفة؟!



أختي الفاضلة، أظنُّ أنَّك قد وقعتِ تحتَ تأثير ما يُسمَّى (الوصم)، الذي ربَّما تكونين قد تلقيتِه ممَّن حولك، لا سيَّما بعض أفراد أسرتك، فوصفك للكلية التي تخرجت فيها بأنَّها (أدبية) يوحي وكأنَّك تعتقدين بأنها تشير إلى ضعْف معيَّن، وكذلك الأمْر في وصْفك لنفسك بأنَّ أي أحد يمكنه أن يقودَك، يُشير إلى تلقِّيك تلك الملاحظات مِن بعض الأفراد، فقمتِ بتصديقها وتبنِّيها، ثم عززتْها في نفْسك بعضُ الإخفاقات في مواقفَ وأحداث معيَّنة، ممكن لأيِّ فرْد أن يتعرَّض لمثلها.



عزيزتي، إنَّ استسلامَك لآراء الآخرين واستهزائهم، يعوقك عن التفكير السليم في فَهْم ذاتك وتقديرك لقُدراتك الشخصيَّة، والتي لا شكَّ أنَّها كثيرةٌ لو تأملتِ فيها، ونظرت مليًّا لمَن لا يمتلكونها.



كما أنصحك أختي بالبَحْث في نفْسك عن هُواية تميلين إليها وتتوقين للقِيام بها، ثم اعْمدي لممارستها حتى تنمِّيها وتجدي عملَها، واستمرِّي في ذلك، كما أدعوك للانضمام أو المشاركة في الجمعيَّات أو المراكز الخيريَّة والتطوُّع بتلك الأعمال، واختاري ما تَجِدين له في نفْسك قَبولاً ورغبة، فإنَّ ذلك يرفَع مِن تقديرك لذاتك، كما أنَّه يحقِّق لك تواصلاً اجتماعيًّا إيجابيًّا مع الآخرين، بالإضافةِ إلى زيادة رصيدِ خِبراتك الحياتيَّة واطلاعك على فِئات تعيش حياتها بشكلٍ طبيعي وإيجابي في كثيرٍ مِن الأحيان، رغمَ سوء أوضاعهم الحياتيَّة أو الصحيَّة أو غيرها.



ولا تنسي يا عزيزتي، أنَّ قُربك مِن الله تعالى، والابتهال إليه أن يُصلِح شأنك، له الأثر الأهمُّ في ذلك، كما أنَّه يبعد عنك وساوس الشيطان التي تحجُب عنِ المرء رؤيتَه لنِعم الله تعالى عليه، وبالتالي تمنْعَه مِن التمتع بها.



وأخيرًا: أختم بدعاءِ الله تعالى أن يُصلِح شأنَكِ كلَّه، ويصلح بالكِ، وينعم عليك بقوَّة المؤمنين وبالرِّضا



إنَّه تعالى سميعٌ مجيب.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.80 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]