|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() سوء معاملة الزوج لزوجته أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ ملخص السؤال: سيدة متزوجة، بينها وبين زوجها مشكلات كثيرة، حتى وصل الحال إلى أنها كرهت زوجها بسبب نقده المستمر والتلفظ بألفاظ سيئة لها بسبب أهله. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جزاكم الله خيرًا على رُدودكم التي انتفعتُ بها مِن قبلُ. مشكلتي أن أهل زوجي يُسيؤون معاملتي، وأنا أتجنَّبهم، لكن الأمر يزْداد سوءًا، وكل مرة يُسيئون التعامُل معي، مع أني لا أؤذيهم بأيِّ شيء! تنهار أعصابي، ولا أستطيع أن أُسيطِرَ عليها، فيصبح كلامي فيه سُخرية على زوجي، وأنه سلبي، وغير قادر على حلِّ الأمور. منذ 7 سنوات وأنا أتحمَّل الأذى، لكن صبري نفد، وكُرهي لأهل زوجي يزيد يومًا بعد يومٍ، ولا أطيقهم، ولا أطيق النظَر إليهم مِن كثرة إهانة زوجي لي بسببهم. إذا حدَّثتُه بعصبيَّة وانفعلتُ يقارن بيني وبين أمي أو أختي ويفضلهما علي.. إذًا فما دام هذا قدري عنده، فلمَ تزوجني؟! مع أني أقف جانبه في محنته ومرضه. آخر ما حصل بيننا أنه ضرَبني وأسمعني مِن بذيء الكلام شيئًا لا يوصَف، حاول أن يعتذرَ لكن كيف أقْبَلُ عذرَ وأسفَ إنسانٍ أهانني بكلِّ أنواع الإهانات؟! يوميًّا يُسمعني كلامًا شديدًا بذيئًا، لقد كرهتُه، وكرهتُ أهله، ولا أحبُّ وجوده في البيت، لأني قدَّمتُ الكثير ولم أجدْ إلا الإهانةَ! أنا مُحَطَّمَة نفسيًّا، ولو عشتُ مئة عامٍ معه فلن أنسى أذيته وإهانته. لا أريد أن أذهبَ لأهلِه، وهو يجبرني على ذلك، ودومًا ما يُساوي بين زيارة أهلي وأهله، ويقول: إذا لم تذهبي لأهلي فلن أذهبَ لأهلك! دلوني ماذا أفعل؟ الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياكِ الله مُجدَّدًا، ومرحبًا بك في كلِّ وقت. تأمَّلْتُ كثيرًا ما ذكرتِ عن زوجكِ وأهله، وحزنتُ حقًّا لما آل إليه الحالُ بينكما، واشتدَّ ألمي لذِكْر سُوء المعاملة التي تلقينها مِن زوجكِ، لكن مِن باب الإنصاف مع النفس والغير علينا أن نتأمَّل حالنا، ولهذا أعرض عليكِ بعض الأخطاء التي وقعتِ فيها، وساعدتْ على تأزُّم الموقف واشتداد الأزمة، واتِّساع الفجوة العاطفية بينكما. • أولًا: مِن الطبيعي أن يكونَ كُرهكِ لأهل زوجكِ بسبب سوء مُعاملتهم لكِ، وليس لسُوء تصرُّف زوجكِ أو إهانتكِ أو ذكرهم بالخير؛ "ولا أطيق النظَر إليهم مِن كثرة إهانة زوجي لي بسببهم"، فحاولي تجريد مَشاعركِ مِن المُؤَثِّرات الخارجيَّة على قدر الاستطاعة، واعملي على الفصل بينهم وبين زوجكِ وأخلاقه معك؛ لتتحسن نظرتكِ إليهم، وليكون حكمكِ عليهم أكثر إنصافًا، الأمر الذي قد يُعينكِ على التحمُّل والتغاضي عن بعض زلَّاتهم. • ثانيًا: نحن دائمًا ما ننظر إلى أفعالنا بمنظار يختلف تمامًا عن الذي ننظر به إلى أفعال غيرنا؛ فأنتِ ترين أن تحمُّل زوجكِ وتقديره لأوقات غضبكِ واجبٌ عليه، ورغم اعترافكِ بأنكِ تتمادين في الخطأ وقت الغضب؛ "ولا أستطيع أن أُسيطر على أعصابي، فيصبح كلامي فيه سُخرية على زوجي وأنه سلبي"، إلا أنك ترين ضرورة تحمُّله لكلِّ ما تلفظينه مِن كلمات جارحةٍ قد تجعله يفقد أعصابه كنتيجة طبيعية، وردة فعل منطقية، وليس هذا مِن الإنصاف في شيءٍ، فكما نطالب أحبابنا بتحمُّل كلماتنا القاسية، وعباراتنا الجارحة، وسخريتنا الشديدة، علينا أن نتحملَ سُوء أخلاقهم وقت الغضب، وألا نُحاسبهم على كلماتهم القاسية، ونظل نذكرها ونتعجَّب منها، ومتى رغبنا في أن ينسوا ما بدر منَّا فعلينا أن نُبادر لننسى أو نتجاهل ما بدر منهم؛ "ولو عشتُ مئة عامٍ معه فلن أنسى أذيته وإهانته"، وقد يكون ذِكْره أفضلية أهله وخَيْرِيّتهم مجرد كلمات خرجتْ وقت الغضب، لا حقيقة لها في نفسه، ولا صدى لها في قلبه؛ إذ ليس مِن العدل أو الحكمة المقارنة بين الزوجة والأم أو الأخت! ولو سألتِه وقت صفائه وهدوء باله لما أجاب بهذا الجواب، ومِن أسوأ القرارات تلك التي نأخذها وقت غضبنا أو مُشاحناتنا، ومِن أظلم الأحكام تلك التي نمضيها وقت الثورات الكلاميَّة. عليكِ أن تكوني أكثرَ عدْلًا عند التفكير في مِثْل هذه الأمور، وإن كان على زوجكِ تحمُّل غضبكِ وإمضاء كلماتكِ القاسية بحجَّة الغضب غير المُسيطر عليه، فأقل حُقوقه عليكِ أن تتحملي منه ما تريدين أن يتحمَّله منكِ. ولْتعلمي أني لا أقف في صفِّ زوجكِ، ولا أرى أنه على صوابٍ فيما يقترف في حقِّكِ مِن مُعاملةٍ سيئةٍ، وكلماتٍ نابيةٍ، ولكن لمصلحتكِ فقط أُوَجِّهكِ للتفكير على هذا النحو العادل؛ لئلا يجرفكِ الشيطان إلى هوةٍ سحيقةٍ، وفجوة عميقةٍ، يستحيل رتقُها ولو استقام الحالُ. • ثالثًا: إن كنتِ ترين - أيتها الزوجة الفاضلة - أن وقوفكِ بجانب زوجكِ وقت المِحن يتمثَّل في رعايته وقت مرضه والاهتمام به وقت ضعفه، فلتعلمي أن هذا واجبٌ عليكِ، لا يفترض أن تنتظري منه شكره ولا الإفصاح عن شعوره بالامتنان لكِ، وليكن حالكِ وعنوان خُلقكِ: ﴿ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾ [الإنسان: 9]، هذا ولم يكن لمن خوطبوا بهذا الكلام الطيِّب فضلٌ على مَن أحسنوا إليهم، فكيف بمَن له عليكِ عظيم الحق؟! • رابعًا: لستِ مُلْزَمة بزيارة أهله، ولستِ مجبَرَة على وصْلِهم، وإن كان ذلك مِن جميل الأخلاق وكريمها، لكن يمكنكما ترْكه إن نتج عنه مفْسَدة، وأسْفَر عن مشكلات ومشاحَنات لا يمكن تحمُّلها، وقد يكون في الابتعاد عن تبادُل الزيارات أو تقليلها نوعٌ من العلاج العاطفيِّ لما تشعران به، ولا داعي لربط صلة أهله بزيارتكِ، أو صلتكِ لأهلكِ بزيارته لهم، فليكتفِ كلٌّ منكما بزيارة أهله ريثما تندمل الجروح، وتهدأ المشاعر، وبعد ذلك سيسهل التواصُل مِن جديدٍ، بعد أن ترتاحَ القلوب مِن شحنات البُغض التي تولَّدَتْ نتيجة كثرة الشِّجار. • خامسًا: ألاَ يسهل على مَن صبرتْ سبع سنوات، وتحملت الألمَ، وكابدت الهموم، وخاضت المِحَن، أن تتحمَّل عامًا جديدًا لكن بصورةٍ مختلفة؟ ليكن تحمُّلكِ حقيقيًّا، وصبركِ واقعيًّا، فليس مِن الصبر في شيءٍ أن نردَّ الكلمة بعشْر أمثالها، أو حتى بمثلِها، ولا مِن التحمُّل في شيءٍ أن نشكو إلى العالَمِ أجمع حالنا! ليكن هذا العام الأخير تحملًا حقيقيًّا، وتضحية كبيرة، في سبيل تغيير حياتكِ للأفضل. ولذلك أنت بحاجة لعدة أمور: • لا تُقارني نفسكِ بأمه أو أخته، ولا تذكريهما بشرٍّ أو بخيرٍ. • اجعلي ثقتك بنفسكِ لا تتزعزع لمجرد كلمات غير مقصودة، وذكِّري نفسكِ بنعم الله عليكِ، ولا تجعلي شكواكِ لأهلكِ؛ فلئن نسيتِ يومًا ما بينكما، فلن ينسوا شيئًا، وستبقى كلماتكِ محفورةً في قلوبهم تُبغِّض إليهم زوجكِ، وتُقبِّح صورته باستمرار، ولن يمحوها استقامة حاله، وعودة المودَّة بينكما مِن جديدٍ. • هذا العام لا بُدَّ أن يختلفَ مِن حيث النظرُ بتأمُّل في حالك، والثقة في إمكانية إحداث التغيير - بإذن الله، وأنَّ القوة لا يقهرها مثل الضعف، والغلظة لا يهزمها مثل الرقة! فتماديكِ في ردِّ الإساءة بمثلها لا يزيد النار إلا اشتعالًا، ومِن الواضح أنكِ وزوجكِ في سرعة الغضب سواء، وهذا ما قد يُصعِّب المهمة، فيبدو الإصلاح وكأنه مستحيل، إلا أن الصبر يذيب قسوتها، ويقهر شدتها، فاعزمي على ردِّ القبيح بالجميل، وتمرَّني على تملك لسانكِ عند الغضب، وتفريغ الشحنات الانفعالية بصورةٍ بعيدة عن اتجاه زوجكِ. • فكِّري في سُبلٍ تُعَوِّض الخلاف الحادث بجذب الزوج إليكِ بطرُق أخرى؛ كأن تتفنَّني في إعداد الطعام، أو أن تبرعي في إظهار جمالكِ أمامه، أو أن تشعريه بأهميتكِ بصمتٍ، ودون تَكرار ذلك باللسان، الأمر الذي يفقد العطاء معناه، ويحوِّل الموقف مِن قوة إلى ضعفٍ. • احصري مشكلات البيت على البيت وحده، ولا تخرجي منها شيئًا إلى بيت الوالد أو إلى صديقة أو جارة؛ فأسوأ ما يمكن أن يشعر به الزوج أن سِرَّه مشاع وخبره مُذاع، ولا تُقحمي الأطفال في هذه الخلافات، فما أسوأ تأثيرها عليهم! أعانكِ الله وهدى زوجكِ ووفقكِ لما يُحب ويرضى، ولا تنسي أن تُراسلينا بجديد أخباركِ، وأرجو مِن الله أن تكون مختلفة. والله الموفق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |