كبرت ومشكلاتي كثيرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 122880 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77571 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 48993 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61485 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42875 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-01-2021, 06:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي كبرت ومشكلاتي كثيرة

كبرت ومشكلاتي كثيرة


أ. أريج الطباع




السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حيَّاكم الله أهْلَ الخَيْر، أرجو أن تَكُونوا في عافية، عندي مشكلة أتمنَّى أن أجد حلاًّ لها، وإن كانت مشاكلي كثيرة، دائمًا أقول لنفسي: أنا في حدِّ ذاتي مشكلة، الحمد لله، أنا إنسانة أُحاول أن أكون مستقيمة على قَدْر استطاعتي، مشكلتي أنَّنِي أوَّلاً أُعاني من الوَحْدة والفراغ العاطفي، وأحتاج كثيرًا إلى شخص يُحبُّني، وذلك منذ الصِّغر، رُبَّما هذا نِتاجٌ عن فقر العاطفة في البيت، فوالِدَايَ - رَحِمَهما الله - وإن كانا قد اهتمَّا كثيرًا بالجانب العُرْفي، والعادات، وطبْعًا فيها الكثير من الأخلاق والقِيَم التي تبنَّيتُها في حياتي، لكنَّهما أهْمَلا كثيرًا جوانِبَ عديدة؛ منها العاطفة والإحساس بالحُبِّ، ودِفْء المشاعر، حتى إنَّ بيتَنا خالٍ تمامًا من كلمات الحُبِّ والاهتمام، هي تربية صارمة جدًّا، وكانت قاسية جدًّا، لكنِّي لست ضِدَّها أبدًا، ولا عاتبةً على والِدَيَّ في هذه النقطة، ولكنِّي تمنَّيتُ لو أنِّي لا أشعر بهذه الحاجة التي أصبحْتُ أتضايق منها كثيرًا.



والحمد لله، حين كبرتُ - ونحن كما تعلمون عن بلدنا النَّاس متحرِّرون - خُضْت جميع مراحل الحياة بقوَّة مع هذه الحاجة التي في نفسي، ولم أكن أَقْبَل أبدًا أن يقترب مني أيُّ شاب، بل وأيُّ رجل يَدَّعي ذلك، كنتُ أرفضه فورًا، وأبتعد وأُجاهد نفسي ألاَّ يدخل قلبي من ذلك شيء؛ لأنِّي كنتُ أفكر أنَّنِي إنْ تزوَّجتُ وقُلْت لزوجي: إنِّي أحببتُك فقط، سأقولها وأنا صادقة، وكنت كثيرًا ما يَتْبعني الرِّجال وأنا في الجامعة، حتى قرَّرْت تغطية وجهي، وأنا أنتظر يومًا بعد يوم أن يدقَّ بابِيَ الرَّجلُ الذي أمنحه قلبي، ويكون مُحِبًّا لي، وسُبحان الله حتى وأنا أكتب في المنتديات يُحاول البعض التعرُّف عليَّ، لكني والحمد لله أُدْرِك أنَّ هذا الأمر لا يُرْضِي الله، ولا يأتي بخير وإن كان فيه الكثير من الأشياء المُحبَّبة إلى النَّفس، لكنِّي لا أريدها إلاَّ بطريقة صحيحة تُرْضِي الله سبحانه، وأيضًا تُناسب تربيتي.



لكن للأسف الكثير يَطلبون خِطْبتِي، ثم يتمُّ الرَّفض من أهلهم؛ لأنَّ مَن يتقدَّمون إِلَيَّ كانوا يعجبون بِجَمال قرص وجهي، ووالداتُهم لا يَقْبلن؛ لأنَّهن نساء يَرَيْن أنِّي لا أملك بعضًا من الجمال الجسدي، وهذه حقيقة وكنت أعترف بها، وأنا كنت أُؤمن في تلك اللَّحظة بالنَّقص الكبير الذي أُعانيه بالمقارنة مع النِّساء العاديات من جَمالٍ جسديٍّ باهر وفاتن أيضًا، حتى أصبحْتُ أخاف أن يرفضوني، فأُرْفَض ولا أقبل.



العمر يمضي وأنا أَرْقبه، وسِنِّي الآن 29 سنَة، ونحن في هذه السِّن عندنا الفتاة في الخطر؛ لأنَّ الطلب لا يكون إلاَّ لمن سِنُّها تحت 26، ناهيك عن الْمُواصفات المطلوبة من أمور دنيويَّة كثيرة، والوَضْع متأزِّمٌ جدًّا لديَّ، خاصَّة وأنِّي زيادة على ما كنت عليه نحفْتُ كثيرًا، وأيضًا لِقَلَقِي النَّفسي - ربَّما - ظهَرْت بُثور على جسدي زادَتْنِي حُزْنًا، ويَزِيدني تعقيدًا أنَّ شقيقتي وهي متزوِّجة كانت تَشْكو لي بعضًا من استياء زوجها؛ لأنها لا تملك من المواصفات الجسديَّة كثيرًا، وهي خير مني، ولا يَأْبه لَها، ولا يهتمُّ أيضًا بِمَشاعرها، وأنا أتأثَّر بذلك كثيرًا، وأتساءل في نفسي: لو أنا مكان أختي، ماذا سيكون حالي وموقفي؟ أنا مُسْتاءة جِدًّا، وخائفة، وفي نفس الوقت مشتاقة جِدًّا أنْ يرزقني اللهُ الرَّجُلَ الذي يحبُّني.



قبل أيَّام لاحَ لي واحدٌ من بعيد، يَقولون: يريد أن يتقدَّم لي، لكنِّي بقيتُ أفكِّر وأُفكر، أخاف كثيرًا، فالرِّجال كلُّهم يُحبُّون تلك المواصفات في المرأة، ليس المرأة الفاتنة جدًّا، بل العاديَّة، لا أريد أن أَخْرج مِن عَذاب نَفْسي إلى عذاب آخَر، في الحقيقة أريد أن أرتاح من هذا الأمر، ولست أُضَخِّم نَقْصي، فنقصي كبير جدًّا واضح، إضافة إلى نَقْصي في أمور أخرى، فماذا أفعل؟ وكيف أتعامل الآن مع نَفْسي؟ ماذا أفعل لأكون راضية، حتى ولو لم تتَحَقَّق أمنيتِي؟ أرجو ألاَّ أكون قد أثقلتُ عليكم.



أختكم الحزينة جدًّا.


الجواب
وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته.

رغم كُلِّ مشاكلك إلاَّ أنَّني لم أتمالك نَفْسي من الإعجاب بكِ، ما شاء الله، فأنتِ تحرصينَ على قلبك وتصونينه من الحَرام، رغم الفِتَن التي تتعرَّضين لها، ليس بالأمر السَّهل، وهذا وَحْده كافٍ لأَنْ يورثك الرِّضا عن نفسك، أسأل الله أن يعوِّضك نتيجة صَبْرك هذا كلَّ خير، لكن لا تتوقَّعي أن الشيطانَ سيتركُك في حالِك، وأنت أغلقْتِ عليه الطُّرق، لا شكَّ سيَبْحث عن طرق أخرى لإِحْباطك وإدخال الحُزْن على قلبك، فلا تُسايِريه، وثِقي أنَّ الزَّواج رِزْق، ولو كتبه الله لك سيأتيك مَهْما كانت العوائق، والعكس: لو لم يَكْتبه لك، لن تَصِلِي له مهما سلَكْتِ من طرُق أخرى.



المشاعر والحاجة التي تتحدَّثين عنها طبيعية في سنِّك، حتى وإن لم تفتقدي العاطفة في بيتك، ومع والِدَيْك، فالعاطفة للرَّجل تختلف عن أشكال العواطف الأخرى، فلا تغطِّي عاطفةٌ مكانَ غيرها؛ لكنَّ انشغالك وعواطِفَك الأخرى قد تُخَفِّف عنكِ كثيرًا وتُعينك، لم تُخْبِرينا عن صداقاتِك وعن ظُروف حياتك الأخرى، وهل تَعْمَلين أو لا؟ كلُّ ذلك يؤثِّر أيضًا، فأنْتِ بحاجة إلى مجتمع تنشغلين به، وإلى إِنْجاز يضيف لك ويَشْغلك، كما أنَّ الرِّياضة تعينك كثيرًا.



أمَّا عمّا ذَكَرْتِه من الصِّفات التي تفتقدينها، فليس الأمر تمامًا كما تصوِّرينَه، فلا يوجد مِقْياس واحد للمرأة، وقد تَفْتَقد امرأةٌ كثيرًا من الصِّفات بجسدها لكن تعوِّضه بِرُوحها، وبالأنوثةِ التي بداخلها. حينما تتزوَّجين - بإِذْن الله - ستكونين قادرة على تعويض النَّقص الذي تَشْعرين به، وذلك إذا وثقْتِ بنفسِك، ولم تركِّزي عليه، أمَّا أَنْ ترفضي من يتقدم إليكِ لأجْل هذا السَّبب، فهَذا غير مَنْطقي، ثِقي بنفسك عزيزتي فَهِي تستحقُّ الثِّقة، وابْحَثي عن مَكامِن القُوَّة بداخلك لإخراجها، وثقي أنَّ الله لم يَظْلِمنا، وإن فقَدْنا شيئًا فقد عوَّضَنا بأشياء.



أمَّا أُخْتك فأخبِريها أن تبحث عن حلول لها، ولا تُحْبَط، من المهم جدًّا لِتَتَجاوز هذه المشكلة أن تبحث عن نقاط قُوَّتِها الأخرى وتَثِق بها.



أحيانًا كثيرة يَعْنِينا أن نُعَوِّض غيرنا عمَّا فقدناه، فأَعْطِي عاطفة لِمَن حولك، وارْبِطي نفسك بالأعمال التي تضيف لك، كأَنْ تعطي شيئًا مِن وقتك لِدُور أيتام يَحتاجون إلى عاطفة وعطاء، أو بالتَّعامل مع الأطفال، أو حتَّى بتوجيه الأهالي إلى ما يَحتاجه منهم الأبناء.



ضعي لكِ أهدافًا تَسْعَين إلى الوصول إليها في مُختلف جوانب حياتك، في تلك الجوانب التي تَمْلِكين التحكُّم بِها طبعًا، ابْدَئي بالجانب الإيماني، وركِّزي على ما يُشْعِرك بالرِّضا واليقين الذي يُريحك، فالمؤمن لا يَشعر أبدًا بخواء عاطفي، ويثق بالله؛ مما يريحه دائماً، ولا تغفلي أثر الدعاء.



نَسْأل الله لك السَّلامة والتوفيق في كلِّ أمور حياتك.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.93 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.47%)]