مشكلة الخوف الزائد والكوابيس ودقات القلب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حكم المؤثرات الصوتية في الأناشـــــــــــيد الدينية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من فطّر صائما كان له مثل أجره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          صيام الواتسيين...! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ادعية مأثورة فى رمضان. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          شعبان... شهر ترفع فيه الأعمال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من منا وضع خطة لرمضان ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حديث قدسي مكذوب يصف حال الجنين في رحم أمه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تفسير قوله -تعالى-: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من غلبه النوم واستيقظ بعد الشروق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          باختصار .. عاشوا بسلام ورحلوا في سلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-01-2021, 06:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,316
الدولة : Egypt
افتراضي مشكلة الخوف الزائد والكوابيس ودقات القلب

مشكلة الخوف الزائد والكوابيس ودقات القلب
د. ياسر بكار


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،,
أنا طالبة جامعية وأسكن في السَّكن الجامعي للطالبات منذ 3 سنوات، بدأت أشكو من ظهور بعض الأعراض منذ أسبوعين وأراها غريبة ومُخيفة، وهي أنني أستيقظ فجأَة دون سابق إنذار أو مُنبه، وأقف وأجد قلبي يرجف داخلي وينبض بسرعة، وحدَث هذا 4 مرات خلال أسبوعين، وهذا الإحساس يستمرُّ معي على الأقل نصف ساعة.

استمرَّ أوَّل موقف لي قرابة الساعة إلى أن أدْركْتُ أنَّ هناك شيئًا غريبًا؛ لأنني قد توضَّأت وصلَّيت، وتواصَلت مع صديقاتي دون أن يذهب هذا الشعور، بدأت أحسب سرعة دقات قلبي، ولكن في المرتين الأُخْرَيين عَمَدتُ إلى تهدئة قلبي بطريقة طبيَّة تعلَّمتها، أول مرة كانت 130 في الدقيقة، والمرة الثانية 110 في الدقيقة، لاحظت أنَّ هذه الحالة لا تأتي إلاَّ إذا كنتُ في سكن الطالبات، ليست هذه المشكلة الوحيدة التي أواجهها، فأنا أعاني من الخوف من كلِّ شيء وأيِّ شيء، فانقطاع الكهرباء قد يجعلني أبكي إنْ لَم أجد شخصًا بقُربي أعرفه! أعاني من الكوابيس المزعجة منذ أن كان عُمري 6 سنوات تقريبًا، وقد ازْدَادت الكوابيس رُعبًا بعد ذهابي للجامعة، لا أعلم إن كان حُلمًا أم حقيقة بعد استيقاظي، وقد تنتابني حالات بكاءٍ بعدها إنْ لَم أجد شخصًا يطمئنني، ولا أعلم إن كان لهذا علاقة بالموضوع، ولكنني تعرَّضت للتحرُّش عندما كنت صغيرة، وتعرَّضت للتعذيب من قِبَل الخادمات.

بدأت تنتابني حالات الصداع النِّصفي في العاشرة، ودخلت في حالة كآبة في مرحلة المراهقة، وجميع محاولاتي للانتحار باءَت بالفشل، كل ذلك دون علم الأهل؛ لذلك لَم أذهب لأيِّ طبيبٍ نفسي، وصحَّتي جيدة جدًّا ولله الحمد.

أريد أن أعرف حالتي النفسية الحاليَّة، وهل هناك علاقة بين مشكلة الخوف الزائد والكوابيس ودقات قلبي؟ وأريد أن أعرف هل ستتطوَّر الحالة لَدَيّ؟ أم أنها مؤقَّتة؟ أم أنها مرتبطة بشخصيَّتي؟ وهل للضغوطات النفسيَّة علاقة بحالتي؟ أم هناك أسباب أخرى؟ جُزِيتم خيرًا.

الجواب
الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله، مرحبًا بك في شبكة (الألوكة)، وأهلاً وسهلاً.
قرأت رسالتك، وأسأل الله لك الشفاء العاجل.

هناك عدد من القضايا التي أودُّ أن أناقشها هنا:
أولاً: هل ما ينتابك هو خَفقان وازدياد في ضربات القلب فقط؟ أم تترافق معه أعراض أخرى؟ إذا كان الخيار الأول، فلا بد من مراجعة طبيب القلب؛ للتأكُّد من خُلُوكِ من أيِّ مرض طبي - لا سمح الله - أمَّا إذا كان الخيار الثاني صحيحًا، فقد يكون ما تُعانين منه في الأسبوعين السابقين يُشبه اضطرابًا نفسيًّا مشهورًا نُسميه "هجمات الهلع"، وهي حالة نفسية تأتي على شكل هجمات - قد توقِظ من النوم - من الخَفقان والرجفة، والشعور بالدوخة، وتمثِّل مزيجًا من الشعور بالخوف والقلق، واقتراب الموت، وكثيرًا ما تُسَبِّب هذه الحالة الهلَع لدى المريض؛ لخوفه من إصابته بمرض طبي؛ ولذا يترقَّب عودة هذه الهجمات، ويَخشى من ذلك.

الأمر المهم هنا في كلتا الحالتين هو ضرورة أن تقومي بالفحص الطبي؛ للتأكُّد من عدم وجود أيِّ مرض طبي يُسَبِّب هذه الهجمات، مثل: مشكلة في القلب، أو الغدد - لا سمح الله.

هذه هي الخُطوة الأولى، فإذا تَمَّ التأكُّد من عدم وجود أيِّ مشكلة طبيَّة، فالتفسير الصحيح هو ما تحدَّثت عنه سابقًا.

في الواقع لا نعرف بالضبط ما سبَبُ هذه الحالة، لكنها مرتبطة باضطراب في مواد كيميائيَّة في الدماغ تُسبب هذه الهجمات؛ ولذا فإن العلاج يتركَّز على إصلاح هذا الخَلل؛ حتى تتوقف هذه الهجمات، ولتلقِّي العلاج أنصحُ بزيارة الطبيب النفسي في أقرب فرصة؛ للتأكُّد من التشخيص، ووضْع الخطة العلاجيَّة المناسبة.

هذه الحالة لا تتطوَّر في العادة، لكن نَخشى من تأخُّر العلاج؛ لأنها تُسَبِّب إعاقة كبيرة في وظائفنا في الحياة، فنجد الطالب قد يتخلَّى عن الدراسة مثلاً - لا سمح الله - بسببها، وهذا ما نخشاه.

أما الطريقة الطبية التي تحدَّثت عنها، فإن كنتِ تقصدين طريقة الاسترخاء، فهي فعَّالة وجيدة إذا تَمَّت بالشكل الصحيح، وتدرَّبْنا على أدائها.

ثانيًا: من الواضح أن هناك أعراضًا نفسية أخرى، وإنْ كانت أقلَّ حِدَّة كالخوف والقلق، ومثل هذه الأعراض تتحسَّن على ذات العلاج الذي يُعطى للهجمات سابقة الذِّكر، لكنَّ هناك جزءًا مُهمًّا وأساسيًّا من العلاج يجب ألاَّ يغيب عنَّا، وهو العلاج النفسي وتطوير الذات.

من المهم أنْ نراجع مع أنفسنا مدى ثقتنا بأنفسنا، مدى توجيهنا لحياتنا بالشكل الصحيح، مدى وجود أهداف حقيقيَّة لحياتنا تُعطيها معنًى يجعلنا نستمتع في كلِّ يوم؛ للوصول إلى هدف نحلم به.

هذه ليستْ كلمات للموعظة والتحميس، بل هي خُطوط أساسية تدفع بحياتك إلى الأمام، وتحقِّق لك الهناءَ النفسي، وتزيد من مقاومتك لمثل هذه الأعراض المزعجة.

ثالثًا: العلاقة مع الله - عز وجل - هي أداة أخرى مهمَّة جدًّا تمنح فينا الرضا والهدوء والسكينة.

العلاقة مع الله - عز وجل - هي علاقة مع القوي الحي الكريم، يحبُّنا أكثر مما يحبُّنا آباؤنا وأُمَّهاتنا، ويريحنا ويَهدينا، ويُسَدِّد خُطانا، ويمنحنا الطمأنينة.

العلاقة مع الله كَنزٌ يفقده كثيرٌ من الناس، ومرة أخرى هذه عبارات ليستْ للموعظة، بل هي خُطوات عمليَّة حقيقيَّة يجب أن نخطوَ باتجاهها يومًا بعد يوم.

رابعًا: الماضي وذِكرياته موضوع مُهِمٌّ يجب أن نقفَ عنده.

لا أدري كم تتوارَد على ذهنك ذكريات الماضي وخواطره، وكم تتأثَّرين به، لكن لا بدَّ أن أؤكِّد هنا على ضرورة التعامل مع تلك الذكريات المؤلِمة، وليس الحل في نسيانها، بل الحل في التعامل معها، بمعنى أن أصل إلى الهدوء النفسي رغم اعترافي بوجودها، فأقول لنفسي طوال الوقت: "لقد حدَث ما حدث، ولَم يكن ذنبي ولن أجعلَه يؤثِّر على حياتي"، "هناك شخص آذاني، لكن لن أؤذِي نفسي مرَّتين"، "سأبقى أحترم نفسي رغم ما حدَث، فذلك لَم يكن باختياري".

هذه الأفكار والعبارات مهمة للغاية لتسوية هذا الأمر مع الذات، أقول هذا وأنا أتذكَّر أشخاصًا مرُّوا بمثل ما مررتِ به، لكنَّهم كانوا حبيسين لتلك الذكريات، ويُلقون اللوم عليها طوال الوقت، وتمنعهم من التقدُّم بحرية في حياتهم، والحقيقة أنَّ ذلك الماضي مات وانتَهى، لكنَّهم هم الذين يبقون عليه حيًّا بالتذكُّر والاسترجاع، لا أدري كيف تسير الأمور معك؟ لكن على كلِّ حال هي قضيَّة أساسية يجب أن أُشير إليها.

خامسًا: التعامل مع الضغوط النفسية أمرٌ مهم للغاية، ويرتبط بشكل وثيق بما تمرِّين به.

نحن نعلم أنَّ فترة الجامعة مليئة بالضغوط النفسية والتحدِّيات التي تحتاج إلى إدارة وحُسن تصرُّف، واستشارة المختصين ومدِّ العلاقات الصحية مع الآخرين، وإيجاد الصديقة الصدوقة التي تُعينك وتُخفف عنك، كل هذه أمور أساسية تنتظر منك المبادرة، والتقدُّم فيها لا يحدث فجأة، بل خُطوة خطوة، هذا هي طبيعة نمو مثل هذه المهارات لدينا، وفي المقابل يتعامل بعض الناس مع الضغوط بشكل مُشَوَّه، فيلجؤون إلى مدِّ العلاقات غير الصحية، وقضاء الوقت بشكل غير مركز، وإيذاء الذات، وكثرة اللوم والحسرة، وغير ذلك مما لا يُجدي نفعًا، ولا يعطي نتيجة، بل يزيد الأمر سوءًا.

ختامًا: لا أريد أن أجعلَ الأمر يبدو صعبًا، لكن المطلوب منَّا جميعًا العمل على السعي الدائم؛ لدفع حياتنا إلى الأمام، عبر بذْل الجُهد الذاتي لتحقيق ذلك.

وفَّقك الله لكلِّ خيرٍ، وأهلاً وسهلاً بكِ.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.26 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]