|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() القلق من الآخرين أ. شروق الجبوري السؤال السلام عليكم. لا أدْري مِن أين أبْدأ؟ تعبتُ كثيرًا مِن نفْسي، أجدُني لا أتحمَّل. أبدأ عندَما يجب عليَّ أن أواجه الآخرين، ويجب عليَّ التصدِّي لهم، فأبدأ بالبُكاء، أتألَّم كثيرًا عندما أشعُر أني سأؤذي أحدًا بسببي أشعر بالخوف، خاصَّةً إذا كان أكبر منِّي، وذا شأنٍ في حياتي. الجواب أختي الفاضِلة، السلام عليكم ورحمةُ الله تعالى وبركاته. نُحيي انضمامَك إلى شبكة (الألوكة)، ونودُّ أن نشكرَك على بحثك عن حلِّ مشكلتك من خلالها، سائلين المولَى القدير أن يوفِّقنا لذلك، ويجعلنا سببًا له، إنَّه تعالى سميع مجيب. أختي الفاضلة، كنت أتمنَّى أن تتضمَّن رسالتُكِ المقتضبة وصفًا أكثرَ تفصيلاً يساعد في تكوين صورةٍ أكثرَ وضوحًا لحقيقة ما تعانينه، لكني سأحاول استثمارَ ما قلتِه، ودلالات بعض الكلمات للوصول إلى ذلك - بإذن الله تعالى. حيث يبدو مِن وصفك لنفْسك أنك تتَّسمين بشخصية حسَّاسة جدًّا، وباندفاع عاطفي يُبعدك عن التوازن في خطِّه، فإنَّكِ تُعطين للأحداث والمواقف التي تعترضك كمًّا عاطفيًّا أكثرَ ممَّا تستحقُّه، وهذا (البذخ) العاطفي هو السببُ في تحفيز دموعك على الانسياب في المواقِف التي عليك مواجهة الآخرين فيها. فبحسب ما جاءَ في رِسالتك، فإنَّك لا تتحمَّلين (أبدًا) - كما وصفتِ - مواجهة الآخَرين بردٍّ أو مجابهة موقِف أو رأي لهم. كما أنَّ حالةَ البَذخ العاطفي هي أيضًا السببُ في شعورك بالألَم الذي وصفتِه بالكبير، إذا ما شعرت ولم تتأكَّدي أنَّ أحدًا ما سيُصيبه أذًى بسببك، فهذه المبالَغة في المشاعر يبدو أنَّها قد تسببتْ لكِ في عرض آخر، وهو (القَلق من الآخرين)، وكيفية تعامُلك وتواصلك معهم، وأنَّ توقعكِ السَّلْبي لنتيجة هذا التواصُل ولَّدَ لديك خوفًا من التعامُل مع الأفراد الذين لديهم شأن ومكانة في نفْسك، حيث تتبنَّى نفسك توقعًا قويًّا بأنَّ محاكاتكِ معهم سينتج عنها مواقفُ سلبية لا تتحمَّلين وقعَها عليك. لذا أختي الكريمة، أنصحُك بتغيير أسلوبِ فِكرك تُجاه الآخرين ورؤيتك لهم، والاستفادة مِن التحليل السابِق في معرفتك لأسباب الضغوط النفسيَّة ممَّا يساعدك على تصحيح مكامِن الخطأ. فمثلاً، تبنَّي في نفسك فكرةً مفادها أنَّ كلَّ شخص لا يَنال إلا قدرَه، وأنَّ ما أصابه لم يكن ليُخطِئه. وعليه؛ فلا مبرِّر لشعورك بالألَم الشديد إذا ما تعرَّض أحد ما لأذًى معيَّن، طالما أنَّك لم تعمدي إلى ظلمه، فهناك مِن الفتيات مَن تشعر مثلاً بأنَّها ظالمة، وتُعرِّض نفسها لمشاعِر اللوم الشديد عندما ترفُض شابًّا أحبها وتقدَّم لخِطبتها ولم تجدْه مناسبًا، وقياسًا على هذا الأمْر، أنصحُك بأن تُعطي لكلِّ موقف وحالة خصوصيتها، فإنْ لم تقْصدي الأذَى لشخصٍ ما بشكل مباشِر، يجب حينها ألاَّ تقعي ضحيةَ مشاعر اللوم النفْسي. كما أنصحُك عزيزتي، بالتفكُّر مليًّا في أسباب التوقعات السلبيَّة التي تحول دون مواجهتك الآخرين، والتي سبَّبتْ لكِ الخوفَ من بعض فئاتهم، حيث بإمكانك التوصُّل إليها مِن خلال تدبُّرك فيما تتوقَّعينه في الغالِب، فقد يتضمَّن تحرزًا من كلامٍ جارح منهم، أو ربَّما خشية مِن خسارتهم؛ لأنَّكِ تجدين مثلاً أنكِ لا تَملكين مهارةَ التواصل معهم، أو غير ذلك ممَّا عليك مراجعته؛ لأنَّك بمعرفتكِ دافِعَ هذا القلق، تقتربين من حلِّ مشكلتك مع الاختصاصي، وربما بدونه في بعضِ الأحيان. ولا يفوتني أن أُذكِّرك بضرورة تقرُّبِك من الله تعالى بالطاعات، ومواظبتك على قِراءة ورْدٍ يسير مِن القرآن الكريم، وحبَّذا لو كان قبل نومِك مباشرة؛ فإنَّ ذلك يساعدك في التخفيف مِن مشاعر التوتُّر والقلق، فتخلدي حينها إلى نوم مريحٍ يعطيك قوَّةً واندفاعًا لاستقبال اليوم التالي - بإذن الله تعالى. وأختم بالدُّعاءِ إلى الله تعالى أن يشرَح صدرَك، ويمنَّ عليك بقوَّة مِن عنده، ويَنْفع بك، إنَّه تعالى سميع مجيب.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |