دور الحلم في نظم الشعر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         منزلة الأخلاق في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4946 - عددالزوار : 2046691 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4522 - عددالزوار : 1315592 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 142990 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-01-2021, 02:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,205
الدولة : Egypt
افتراضي دور الحلم في نظم الشعر

دور الحلم في نظم الشعر


أ. عائشة الحكمي





السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سأبدأ باستشارتي مباشرةً:

يحدثُ لي حالة غريبة - بالنسبة لي - وأتمنى أن أجد لها تفسيرًا ولو يسيرًا،
في بعض الأحيان أشعر كأنَّني أقول شعرًا "هكذا أشعر" - بيتًا أو بيتين - أثناء نومي, لكن يكون نومًا خفيفًا؛ أي: أحسُّ وأشعر بما أقول، وأحاولُ ترديدَ ما أقوله؛ حتى لا أنساه، وأكتبه حينما أستيقظ، لكن للأسف أستيقظُ وقد نسيتُ كُلَّ شيء، لكن في آخر مرة حدثت لي هذه الحالة - وبعونٍ من الله - فتحتُ هاتفي المحمول، وكتبتُ فيه ما أقوله، مع العلم أنَّني لستُ مُستيقظةً 100%، وعندما استيقظتُ وجدتني قد كتبت: (إن العروب إذا اجتمعت في عدة الإخوان تفرقا).




كلامٌ غريب وغير منسق؛ لذلك وجدتها فرصة أنْ أستفسر عن هذه الحالة، وللعلم أنَّني لستُ شاعرة, ولا أكتبُ حتى خواطر ولا مقالات... مع أنني أطمحُ لذلك.


ملحوظة:


إنْ كانت الاستشارة ستفيد القرَّاء، فلا بأس بنشرها, وإن كانت مدعاةً للضحك فأرجو عدم نشرها.



وشكرًا جزيلاً لكم.


الجواب
أختي العزيزة، حياكِ الله، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

لقد اعتنى النُّقاد في مُختلف العصور بموضوع تلقِّي الشِّعر، ومصادر الإلهام الشِّعري، والإبداع الأدبي؛ حيث اعتقد اليونانيون قديمًا أنَّ "جبل البرناس" الشهير باليونان، الذي تقطنه آلهةُ الشِّعر كما يزعمون هو مصدر الإلهام لدى الشُّعراء.



أمَّا الجاهليُّون العرب، فقد جرى اعتقادهم أنَّ "وادي عبقر"، الذي يسكنُه شعراء الجن هو مصدر الإلهام الشعري، وأنَّ لكل شاعرٍ شيطانًا يوحي إليه، بل واستمر الاعتقاد في ذلك، حتى بعد الفتح الإسلامي.



ففي قصيدة مالك بن الريب الشهيرة التي رَثَى بها نفسَه، أوردت جمهرةُ أشعار العرب بعضَ الأبيات في مَتْنِ قصيدته، لكنَّهم اختلفوا في نسبتِها إليه، فمنهم من نسبها إلى شعرِ الجن، ومنهم مَن قال: إنَّها مما أضافه الرُّواة، والأبيات المضافة إلى القصيدة هي في قوله:





إِذَا الْقَوْمُ حَلُّوهَا جَمِيعًا وَأَنْزَلُوا

لَهَا بَقَرًا حُمَّ الْعُيُونِ سَوَاجِيَا



وَعِينٍ وَقَدْ كَانَ الظَّلاَمُ يَجُنُّهَا

يَسُفْنَ الْخُزَامَى نُورَهَا وَالْأَقَاحِيَا



وَهَلْ تَرَكَ الْعِيسُ الْمَرَاقِيلُ بِالضُّحَى

تَعَالِيَهَا تَعْلُو الْمُتُونَ الْقَيَاقِيَا



إِذَا عَصَبَ الرُّكْبَانُ بَيْنَ عُنَيْزَةٍ

وَبُولاَنَ عَاجُوا الْمُنْقِيَاتِ الْمَهَارِيَا






أمَّا في العصر الحديث، فقد أصبحتِ "الأحلامُ" واحدةً من أهمِّ مصادر الإلهام، وتلقي الشِّعر لدى الشعراء؛ حيثُ اعتمدَتِ المدرسةُ السريالية - وهي إحدى المدارس الأدبية العالمية - على الأحلام والأخيلة في كتابة الأعمال الأدبية اعتمادًا كليًّا، مُتأثرة بآراء فرويد حول الأحلام واللاشعور.



وقد ذكر الشاعر الإنجليزي جون ماسفيلد أنَّ قصيدتَه "المرآة تتكلم" قد ظَهَرت له في الحلم منقوشةً بحروف بارزة على صفحة مُستطيلة من المعدن، وما كان عليه إلاَّ أنْ نسخها.



لاحظي أنَّها كانت قصيدةً كاملة، وليست بيتًا أو بيتين.



ولا يقتصر دورُ الأحلام في الإلهام على الشعر والأدب، بل نجد أثرَها في كل الفنون والعلوم، يقول الطبيب ابن سينا: "وكلما كنت أتحير في مسألة، أو لم أظفرْ بالحد الأوسط في قياس، تردَّدْت إلى الجامع، وصليت وابتهلتُ إلى مبدع الكل، حتى فتح لي المنغلق منه، وتيسَّر المتعسر، وكنت أرجعُ بالليل إلى داري، وأشتغلُ بالكتابة والقراءة، فمهما غلبني النومُ أو شعرت بضعف، عدلت إلى شربِ قدح من الشراب رَيْثَما تعود إلَيَّ قوتي, ثم أرجع إلى القراءة, ومهما غلبني أدنى نوم، أحلم بتلك المسائل بأعيانها, حتى إنَّ كثيرًا من المسائل اتضح لي وجوهها في المنام".



بعض الأحلام - يا عزيزتي - ليست سوى ترجمة لما يدور في العقل والشُّعور واللاشعور من أفكار وانطباعات مختلفة، لا تلبث أنْ تظهرَ في الحلم على ذلك النحو الذي وجدتِه في أبياتك الشعرية، وعلى الرَّغْم من تأكيداتِك أنَّك لست شاعرةً، وليست لديك أية محاولات نثرية، إلاَّ أنه من الواضح أنك تقرئين الشعرَ، أو على الأقل لديك قراءات مُتفرقة في مضمونها الشعر، فالبيتُ الشعري الذي أوردتِه من حُلمك: (إن العروب إذا اجتمعت في عدة الإخوان تفرقا) لا بُدَّ أنك قد قرأتِه قبلاً، ثم ترسخ لديكِ في اللاشعور، وعلى الأرجح أنَّكِ قرأتِ هذين البيتين في مكانٍ ما:





كُونُوا جَمِيعًا يَا بَنِيَّ إِذَا اعْتَرَى

خَطْبٌ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا آحَادَا



تَأْبَى الرِّمَاحُ إِذَا اجْتَمَعْنَ تَكَسُّرًا

وَإِذَا افْتَرَقْنَ تَكَسَّرَتْ أَفْرَادَا






هذا هو تفسيري، والله - تعالى - أعلى وأعلم.



ختامًا:

يقول الشاعر دعبل الخزاعي:





يَمُوتُ رَدِيُّ الشِّعْرِ مِنْ قَبْلِ أَهْلِهِ

وَجَيِّدُهُ يَحْيَا وَإِنْ مَاتَ قَائِلُهْ






دمتِ بألف خير، ولا تنسيني من صالح دعائكِ.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.97 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]