|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ما الحل مع تصرفات صديقتي؟ أ. عائشة الحكمي السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة لها صديقة تحبها، لكن للأسف صديقتها بها صفات سيئة مثل: حب التملك والمزاجيَّة والسيطرة والغضب... إلخ، وقد تعبتْ مِن هذه الصداقة، وتريد المشورة فيما يمكنها فعله تجاهها. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إلى أ. عائشة الحكمي، وفَّقك الله يا حبيبة. تعرَّفْتُ إلى أختٍ مِن خلال موقع نسائي، وعرَفْتُ عنها الكثير، حَكَتْ لي عن جُرْحِها الغائر نتيجة فَقْدِها لصديقةٍ تركَتْها في صمتٍ، كان هدفي في البداية انتشالها مما هي فيه، ثم تَوَثَّقَت العلاقةُ بيننا، وكان مَن يعرفها عن كثْبٍ يسدي لي النصيحة ألاَّ أتعمقَ معها، لأنها مُتعِبة في التعامُل، وحكوا لي كثيرًا من المواقف التي مرتْ بهم معها. مضت الأيامُ وحملتْ في ثناياها كثيرًا من الآلام، وقليلاً من السعادة، ومع ذلك استمررتُ معها، والحمدُ لله أثرتُ عليها كثيرًا، لكن طباعها للأسف كانتْ سيئةً لا تتغير؛ كحب التملك، والمزاجيَّة، والسيطرة، والغضب، والكبرياء، والمكابرة، وألفاظ كالسياط... إلخ. كثيرًا ما كان يقَع بيننا خلافٌ فأُقَرِّر الابتعاد عنها لفترة، ثم أعود لها بعد أن تهدأ، وتعود المياه لمجاريها، لكن ما تلبث إلا وتعود الخلافات والألفاظ الموجِعة مرة أخرى، فأبتعد ثم أعود... وهكذا. أثَّرَ ذلك على حياتي الزوجيَّة رغم استقرارها بسبب نفسيتي المتعبة، وأثَّرَ على عملي، وأصبحتُ مُشَتَّتةً. أحببتُها صدقًا، وبذلتُ لها ما لَم أعطيه لنفسي في كل شيء، وأعظم لذَّة أشعُر بها حينما أدعو لها بقوةٍ وحضور قلب. لكن يا أ. عائشة لا أعلم هل تحمل لي ما أحمل لها أو لا! فأحيانًا تقسم بمحبتها لي، وأحيانًا تقول: احتياج وتعايش! لا يَخْلُو يومٌ تقريبًا مِن الاستخارة ودعاء الله بالخير في هذه العلاقة، وبعد معاناة قررتُ الرحيل وإن كان مؤلمًا، فقلبي لها مُحِبٌّ، لكن لا بُدَّ مِنَ العقلانية، والحفاظ على ما بقي من كياني! وللعلم يا أستاذتي لَم تَرَها عيني، وحاولنا فعلاً اللقاء ولَم يكتُبْه الله لنا، ولعله خير! أحتاج مشورتك في هذه العلاقة، وكيف أتصرَّف؟ الجواب بسم الله الموفِّق للصواب وهو المُستعان سلامٌ عليك، أما بعدُ: فالصداقةُ يا غالية عَلاقةٌ اختياريَّة لا اضْطِراريَّة؛ لأنَّ الإنسانَ هو المختار لأصدقائه، وليس مُضطرًّا إلى اكتسابهم وإدخالهم إلى عالَمِه الشخصي، وهو لذلك حرٌّ في إبقاء نفسه في إطار الصداقة التي بناها مثلما هو حُرٌّ في الخروج منها متى ما استحالتْ هذه الصداقةُ إلى علاقة سُمِّيةٍ مثيرة للضيق. العلاقة الصِّحِّيَّة يا عزيزتي كالطعام الصِّحِّي، يُقَوِّينا ويَبْعَث فينا الطاقة والحيوية والشُّعور بالبهجة والتوازُن والدافعيَّة للنجاح. أمَّا العلاقةُ السُّمِّيَّة فهي كالطعام المسموم؛ كالغذاء غير الصِّحِّي، يجعلنا مرضى وشاحبين وفي ضيق نفسي مستمر، مِن أجل ذلك ينبغي ألا يُشعرنا الخروج من العلاقات غير الصِّحِّيَّة بالذنب؛ لأنَّ مِن حقِّنا إبقاء أنفسنا في علاقات صِحيَّة تُسعدنا وتدفعنا للمزيد من النجاح في كلِّ شؤون حياتنا. لذلك إن قررت إخراج نفسك من هذه الصداقة فأنصحك بأمرَيْنِ: • الأول: العفو عمَّا سلَف من صديقتك، وإفراغ قلبك من كلِّ شُعورٍ سلبيٍّ تُجاهها مهما بلغتْ إساءتُها لك. • والثاني: تبريد العلاقة مِن خلال إخماد الطاقة التي كنتِ مِن خلالها تقومين بتقوية وتسخين العلاقة بينكما لتستمرَّ وتبقى دافئة، وخفض وتقليل كل ما كنت تقدمينه لصديقتك لتبقَى صديقةً مُقَرَّبةً لك. على سبيل المثال: لو كنتِ تَرُدين على اتصالاتها أو محادثاتها عبر (الواتساب) في حينها، فمن شأن هذا التصرف أن يقوي العلاقة بينكما، ولكي تبرد العلاقة فلا بد من تأجيل الرد والإجابة ليومين أو ثلاثة، دون الحاجة للتبرير عن تأخُّرك بالرد، وهكذا في كلِّ أمورك معها. تبريد العلاقة ينهيها بسلاسة وهدوءٍ وبرضًا واقتناع مِن الطرفين، والتبريد لا يعني قطع العلاقة بالكلية، بل إعادتها إلى وضعها الطبيعي، مع بقية العلاقات الإنسانية التي لا يضرُّك أن تستمرَّ أو أن تنتهي، فإن انتهتْ تمامًا فقد ذهبتْ إلى موقعها الحقيقيِّ. أُلْهِمْتِ الحكمة ووُفِّقْتِ للصواب ومرحبًا بك وأهلاً صديقةً للألوكة والله سبحانه وتعالى أعلمُ بالصواب
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |