|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل الوسواس مرض طبي أم نفسي؟ د. ياسر بكار السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرجو منكم الردَّ على استشارتي وإرسالها إلى المختصِّ بها. مشكلتي هي أني عندما تخرَّجت في الثانوية بنجاح وتفوُّق - بفضل الله - أُصِبت بمرض تركت الجامعة بسببه سنة كاملة، ومرضي كان قلقًا واكتئابًا وخوفًا من الموت وعذاب القبر، وبكاء طويلاً لساعات، وآلامًا في كلِّ مكان في جسدي، وبفضل الله زرت طبيبًا نفسيًّا صرَف لي بعض الأدوية مثل (إكسفور) و(سوليان) و(بروزاك) و(سيروكسات)، وكانت هذه الأدوية تدريجية، وتحسَّنت عليها ورجعت لدراستي، واجتزت - بفضل الله - سنة كاملة بنجاح وتفوُّق. وعندما كنت في الإجازة الصيفية كنت فقط أتناول (سيروكسات)، وفي المراحل الأخيرة من العلاج، وفي رمضان تحديدًا، كانت تأتيني أفكار ووساوس قهرية أبكي منها، وأقلق منها ولا أنام بعض الأحيان منها الليل، وحتى بعد الفجر لا أستطيع أن أنام، وبدأت معاناتي مع الوسواس؛ وساوس في ذات ربي - سبحانه - والرسول والقرآن، وخيالات شيطانية أبكي منها وأتأثَّر، وإذا قرأت القرآن زادت هذه الوساوس، فتركت القرآن لأني أرى آيات المنافقين والكفار فتزيد رعبي وهَلَعي، لدرجة أني أرتجف من الخوف، والوسواس يزداد مع هذه الآيات. أصبحت أعيش في عالمٍ آخَر، الناس من حولي يتكلَّمون وأنا أفكر فقط، حاولت أن أشغل نفسي مع والدتي في أعمال البيت فلا تذهب عنِّي هذه الأفكار، أصلي، أشرب، آكل، أتكلم، أكتب، والأفكار لا تتركني، أبكي لساعات طويلة وأحسُّ بأني مذنبة ذنبًا عظيمًا. قلت: أتوب وأبكي فلا تذهب، وأخاف أن يكون ربي غير راضٍ عنِّي، وتركت دراستي؛ فأنا لا أستطيع التركيز، وأخاف من الموت وعذاب جهنم، صرت أشكُّ في إيماني كثيرًا، وأُصِبت بالقلق والاكتئاب فلا أستطيع أن أرتاح في أيِّ مكان كان، وآلام في رأسي وصدري وبرودة في أطرافي، أخاف من عذاب الله - سبحانه وتعالى - لدرجة أني أرتعش من الخوف، وقد علمت من الطبيب أنها لا تضرُّني وأنها محض الإيمان، لكن عدم ذهابها عنِّي وعدم طمأنينة نفسي أقلقني. أفكِّر في اليوم الآخِر وأهواله، وأتناول من العلاج الآن (ففرين) و(إفكسور) و(رسبردال)، ولم أجد تحسُّنًا إلا قليلاً. أريد أن أغيِّر من حياتي؛ فأنا من رمضان حتى يومنا هذا والحياة كما ذكرت، ولكن - ولله الحمد - لا أنسى الدعاء ما بين الأذان والإقامة، فهل من نصيحة تقدِّمونها لي؟! بارك الله فيكم، وجزاكم عن المسلمين خير الجزاء الجواب مرحبًا بكِ في موقع (الألوكة)، وأهلاً وسهلاً. قرأت رسالتك، وأعلم تمامًا قدر المعاناة التي تعانينها، أسأل الله لك الشفاء العاجل. يجب أن أقرر أمرًا مهمًّا هنا؛ وهو أن ما تُعانِين منه هو مرض طبِّي بحت، مرض طبِّي يصيب 2- 3 % من الناس في العالم على اختلاف الثقافات؛ حيث إن طبيعة المرض واحدة وتختلف محتوى الأفكار. أقول: مرض طبي لأحثَّك على توجيه انتباهك إلى العلاج الدوائي والعلاج النفسي اللذين يعطيان مفعولاً هنا؛ ولذا لا بُدَّ من التأكُّد من الجرعات التي تأخذينها من الأدوية التي ذكرت أنها كافية، وفي الحد الأعلى من الجرعات، الأدوية التي تأخذينها جيدة وفعَّالة، ولكن في بعض الحالات يكون المرض معاندًا إلى درجة عدم وجود فائدة واضحة من الأدوية. إذا كنت منتظمة على العلاج الدوائي وبالجرعات العالية لها ولم تعطِ نتيجة؛ أي: إن الأعراض التي ذكرتِها موجودة - فأنا أنصح في هذه الحالة اللجوء إلى العلاج عبر الموجات (ect) وهي وسيلة فعَّالة وآمِنة - حتى أكثر من الأدوية - وهي موجودة في المستشفيات الكبرى وستخبرك طبيبتك عنها بالتفصيل، قد يتخوَّف كثير من الناس منها لكنها بالفعل وسيلة آمنة، وموجودة في العمل الطبي منذ عشرات السنوات دون أعراض جانبية خطيرة. العلاج النفسي هنا مهم أيضًا؛ لأنه يركِّز على الأفكار وتقليل أثرها على نفسيتك وحياتك، المشكلة أن المعالجين النفسيين المعتمدين قِلَّة في عالمنا العربي، وأنت بحاجة إلى معالج نفسي مدرَّب ومتخصِّص. أسأل الله العظيم لك الشفاءَ العاجل، ولا تنسي احتساب هذه المعاناة عند الله - عز وجل - والرضا بقضائه وقدره. ففي ذلك الأجر العظيم
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |