الشعور بالقلق والضيق، والرغبة في البعد عن الناس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 136612 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5543 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8176 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-01-2021, 11:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي الشعور بالقلق والضيق، والرغبة في البعد عن الناس

الشعور بالقلق والضيق، والرغبة في البعد عن الناس
أ. عائشة الحكمي


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشعر بالقلق والعصبية طوالَ اليوم، وأحيانًا لأسباب تافهة، أريد التحدُّث عمَّا بداخلي لكن لا أستطيع، أو لا أرغب بمعنى أدقّ، أنا فتاة طموح جدًّا؛ ولكن الظروف لم تسمح لي بتحقيق ما أريد، أشعر أحيانًا بالضيق الشديد، وأريد البُعد إلى آخر مكان، أشعر أني مسؤولة عن كلِّ شيء، أشيروا عليَّ؛ أريد أن أرتاح.

الجواب
أختي العزيزة, حياكِ الله، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حياتُنا الدنيا أشبهُ ما تكون ببحرٍ لُجيٍّ متلاطم الأمواج، وأقدارُنا فيها كالرياح، وآمالنا وطموحاتنا كالسُّفن الجارية، إن يشأ الله أسكن هذه الرياحَ فتظل تلك السفن رواكدَ فوق البحر، أو شاء سخَّر هذه الرياحَ لدفْع تلك السفن إلى مقاصدها.

وسواء سكنتْ تلك الرياحُ أم جرَتْ، فمن واجبنا دائمًا وأبدًا الرضا بالقضاء والقدر، وعدم التسخط أو اليأس أو الاستسلام للخيبة والإحباط والألم؛ بل الأخْذ بالأسباب، والتوكُّل على الله حقَّ توكله.

﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

شعوركِ يا عزيزتي بـ"القلق"، و"العصبية"، و"الضيق الشديد" ليست إلا علاماتٍ ومؤشرات سلبيةً على الشعور بالإحباط Frustration؛ جراء عدم تحقيقكِ لتلك الطموحات.

التعامل مع الإحباط:
هناك طريقانِ أساسيان للتغلُّب على الإحباط بطريقة بنّاءة: إما إقصاءه إلى الخارج بطريقةٍ نافعة، أو صرف الانتباه عنه لفترةٍ معينة.

أولاً: إقصاء الإحباط إلى الخارج:
ويتم ذلك بممارسة التمارين الرياضية التي تستنْزف الطاقات السلبية؛ كالجري، والسباحة، وكرة المضرب، ونحوها من الرياضات المجهدة والمفيدة في آنٍ واحد لصحة القلب والجسد، والنفس والعقل.

كذلك يمكن التنفيسُ عن الإحباط من خلال الكتابة والتدوين، والتعبير عن المشاعر والانفعالات، سواء تمَّ ذلك بالكتابة على الورق، أو الكتابة على مستند وورد Word.

كما يمكنكِ الحديثُ إلى صديقة حميمة تثقين فيها؛ لتشارككِ وجدانيًّا كلَّ آلامكِ وخيبات أملكِ.

ثانيًا: صرف الانتباه:
اصرفي التفكير عن الأمور التي تُثير إحباطَك، من خلال عملية التحفيز البصري، عبر الاندماج في عملٍ ما يتملَّك لديكِ حاسة البصر، كما هو الحال مع ألعاب الفيديو والبلاي ستيشن.

لا بأس من قضاء بعض الوقت في اللعب الترفيهي المباح، ما دام أنه لا يلهينا عن أداء العبادات وقضاء الواجبات، وأنا هنا لا أعني اللعب بالضرورة؛ بل ضرب المثال بما يتعلَّق بموضوع التحفيز البصري.

الاسترخاء وقضاء بعض الوقت في هدوء وسكينة وتأمُّل، بعيدًا عن الضوضاء والمشكلات والارتباطات الاجتماعية، سواء تمَّ ذلك داخل البيت أو خارجه، على البحر أو في الحديقة، أو أي مكان يستثير بهْجتَك ويُسعد قلبك، وكذلك عبر الانهماك في قراءة كتاب جديد ومفيد، ونحو ذلك.

بعد التعامل مع الإحباط بطريقة بنّاءة، بعيدًا عن انفعالات الغضب والشعور بالقلق، لا بد من شحن طاقات الطموح مجددًا، والبدء بالتخطيط مرةً أخرى؛ ولكن بطريقة مناسبةٍ وواقعية هذه المرة؛ بحيث لا تصطدم مع ظروفكِ ومع الواقع الاجتماعي الذي تعايشينه.

تكمن المشكلة عادةً في رسم أهدافٍ غير واقعية، أو لا تتناسب وواقعَنا الاجتماعي ومع الناس من حولنا، أو لكونها أهدافًا تفوق مستوى القدرات الحقيقية، وبالتالي فالنتيجة التي سنحصل عليها جراء هذا الطموح الزائف أو اللاوقعي، هو الشعور بالإحباط.

وإذًا لا بد أن تكوني واقعيةً مع نفسكِ؛ لتتمكَّني من رسم حدود طموحكِ بما يحقِّق لك الشعور بالسعادة والرضا، وأن تتكيفي مع الظروف الصعبة والمستجدَّة والعقبات المثبطة بمنتهى المرونة، بعيدًا عن التعنت والتيبس؛ فـ"السنابل تنحني أمام العاصفة؛ ولكنها لا تنكسر"؛ كما تقول الحكمة، ومن ثم عدم الاستسلام للمصاعب والمثبطات والعوائق النفسية والاجتماعية، مهما بلغتْ وتجاوزتْ حدودها.

اقرئي قصص الكفاح والنجاح وشحذ الهم، وتعلَّمي منها، من تلك الكتب مثلاً:
1- كتاب "حكايات كفاح"؛ لمؤلفه الأستاذ كفاح فياض.

2- كتاب "كيف أصبحوا عظماء؟"؛ للدكتور سعد الكريباني.

3- كتاب "25 قصة نجاح، من البدايات الصعبة، والعثرات القوية، إلى النهايات الناجحة"؛ لمؤلفه الأستاذ رؤوف شبايك.

أما الانفجارات العصبية، وانفعالات الغضب والتوتر والاضطراب، فهي ردات فعلٍ لا تحقِّق طموحًا، ولا تبني بيوتًا، وقد قيل قديمًا: "أوْسَعْتُهُمْ سَبًّا وَأَوْدَوْا بالإبل"؛ من أجل ذلك سيطري على انفعالاتكِ، واضبطي نفسكِ، واستثمري طاقاتكِ الإبداعية بشكل جيد، بدلاً من هدرها فيما يضرُّ ولا ينفع.

يبدو لي من عمركِ أنكِ محبطة من عدم إيجاد وظيفة، وسواء كان ذلك هو السبب أم لم يكن، فالمهم هنا أن تعلمي علم اليقين أن الوظيفة وغيرها من الطموحات ليستْ آخرَ الطموحات، وأن عدم قبولكِ في مكانٍ ما لا يعني بالضرورة أنكِ مرفوضة من كل الأمكنة، وبدلاً من صرف الوقت في البحث عن وظيفة، استثمري وقتكِ في تطوير مهاراتكِ عبر الالتحاق بدورة تعليميَّة، فإن لم تكن ظروفكِ الاقتصادية تسمح بذلك، فالإنترنت مجال خصب لتطوير المهارات والقدرات.

أما إن لم يكن الأمر مناسبًا لكِ، فاستعيضي عن تطوير مهاراتكِ خارج المنزل بتنمية هواياتكِ كالرسم أو الشعر داخل المنزل، ولا تقفي عاجزة حائرة، إن كنتِ بحق شخصية طموحًا.

ثقي - يا غالية - أن لديكِ الكثيرَ من المنافذ والطرق البديلة، ولكنكِ لا تنظرين سوى إلى بؤرةٍ صغيرة معتمة، وتركِّزين كل الضوء فوقها، وهذا عبث وهدر للطاقات النفسيَّة والجسدية، هُديتِ للخير.

أتمنى لكِ في الختام كل التوفيق والسعادة وراحة البال، دمتِ بألف خير،، ولا تنسيني من صالح دعائكِ.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.75 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.47%)]