|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لماذا تراجع مستواي الدراسي؟ أ. شروق الجبوري السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا طالبٌ في كليَّة الهندسة، والمُفتَرَض أنْ أكونَ الآن في السنة الثانية، لكنِّي تعرَّضتُ للفشل السنة الماضية، وقد قمتُ بتغيير تخصُّصي إلى تخصُّصٍ آخَر أقل صعوبةً في نفس الكليَّة، لكنِّي في الحقيقة الآنَ أرَى نفس ما حصَل العام الماضي يحصل؛ فها أنا لا أستَطِيع أنْ أُمسِك بالكتاب لأكثر من عشر دقائق، لا أدري! ولكن عندما أُمسِك الكتابَ أشعر باكتِئاب وحزنٍ شديدَيْن، وأشعر بالخوف واليأس من كلِّ شيءٍ، في السنة الماضية فشلت حتى في مادة اللغة العربيَّة، ليس بسبب صعوبتها؛ بل إنما بسبب أنِّي لم أُذاكِر أبدًا، منذ أنْ أستَيقِظَ حتى أنام وأنا أشعُرُ بالهمِّ والغمِّ والضِّيق والخوف من الغد. لا أدري ماذا سيحصل لي؟! لم أعد أستَمتِع بأيِّ شيءٍ كباقي أقراني، لا أدري هل أُعانِي من اكتِئابٍ مرضي أو ماذا؟ أنا حتى لا أدري كيف أَصِفُ مشكلتي، أشعُرُ بأنِّي مجرَّد شخص ضعيف، جَبان، فاشل، عالة على العالم، رغم أنِّي لا أمتَلِك ذرَّة شَجاعة لفعلها، لكنِّي حقًّا أتمنَّى أنْ تنتَهِي حياتي. لا أعتَقِد أنِّي غبي؛ فأنا في صِغَرِي قبلَ البلوغِ كنتُ أُلَقَّبُ بـ"عبقري العائلة"، والدي حاملٌ للدكتوراه، ويستَشِيرني في كثيرٍ من الأمور التقنيَّة، لكن... إمَّا أنِّي أقلُّ من المستوى المطلوب لِمُواصَلة التعليم ويجب أنْ أترك الكليَّة، أو أنِّي أُعانِي من مرضٍ ما، أو أنِّي مجرَّد شخص كسول عاجز. أعتَذِر على الإطالة، لكن حقًّا أنا أحتاج لشخصٍ كبير يُسدِي إلَيَّ النُّصح. تحيَّاتي. الجواب أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله - تعالى - وبركاته. يبدو جَلِيًّا أنَّ الإخفاقَ الدراسي الذي واجَهَك في المرحلة الأولى، حين كنتَ في كليَّة الهندسة - قد أسَّس في نفسك مَشاعِر إحباطٍ وقلقٍ شديدَيْن، وقد يَكون استِمرارُ نجاحِك وتفوُّقك طوال الفَترة التي سبَقتْ هذه الحادثة هو السبب في شدَّة إصابَتِك بهذه الأعراض، فأنت لم تلقَ الفشلَ والإخفاقَ الدراسيَّ، بل على العكس؛ فقد تميَّزت بالذكاء والتفوُّق الذي أوصَلَك للحُصُول على مِقعَدٍ دراسيٍّ في كلية الهندسة. أخي الفاضل، إنَّ اعتِقاد الفرد بأنَّ النَّجاح يكون حليفَه طوال حياته هو اعتقادٌ بعيدٌ عن الواقعيَّة، بل هو المُستَحِيل بعينه، ولو استقرَأْت الأحوالَ التي مَرَّ بها نبيُّنا الكريم محمد - صلَّى الله تعالى عليه وسلَّم وعلى سائر الأنبياء - لوجدت فيها مَواقِف القوَّة أحيانًا، ومَواقِف الاستِضعاف أحيانًا، لكنَّهم واجَهُوا تلك المواقف بالإصرار والتحدِّي المستند إلى اليَقِين بقوَّة وقدرة وحكمة الله تعالى. كما أنَّك - أخي الكريم - لو اطَّلعتَ على سِيرَة العُلَماء والمَشاهِير، لوجَدتَ أنَّهم جميعًا قد واجَهُوا مَواقِف فشَل عدَّة تجاوَزُوها بالتحدِّي والإصرار على الاستمرار. إنَّ الاطِّلاع على هذه الوَقائِع يُجدِّد فيكَ رُوح التحدِّي والرَّغبة في مُواجَهة مَوقِف الفشل، ويَدفَعك إلى تبنِّي أفكارٍ واتِّجاهات أكثر تَفاؤلاً وإيجابيَّة نحو الحاضر والمستقبل. كما أنصَحُك - أخي الكريم - بالنَّظَر بشكلٍ إيجابي إلى ما عُرِفَ عنك من ذَكاءٍ وفِطنةٍ، فلا يُعقَل أنْ يستَشِيرك والدُك في أمور عدَّة دون أنْ يكون واثِقًا من قدراتك الشخصيَّة والعقليَّة. أمَّا عن الإخفاق الدراسي الذي أصابَك في كليَّة الهندسة، فليس من العدل أنْ تعزوه إلى تَراجُع مستوى ذكائك أو عقليَّتك؛ فإنَّ هذا الأمر تكون خلفَه عوامل عديدة؛ أهمها: اختِلاف الجوِّ والمجتمع الدراسي، واختِلاف طريقة الدِّراسة والتَّحضير للموادِّ والحصول على المعلومة، وغيرها من الأمور. أخي الكريم، أتمنَّى منك التأمُّل في هذا التحليل بشكلٍ مُفصَّل؛ لأنَّ تغيير نظرتك للموقف الخارجي، وتصحيح رؤيتك نحو ذاتك وشخصيَّتك - هي أُولَى الخطوات في المَسار الصحيح. أمَّا إذا استمرَّت هذه الأعراض في شدَّتها، فأنصَحُك بمراجعة طبيبٍ مختصٍّ؛ ليَصِف لك عقارًا مُهدِّئًا يُناسِب حالتَك ويُعِينك على الاستِرخَاء في فترات الدِّراسة والامتِحانات. وأَختِم بالدُّعاء إلى الله - تعالى - بأنْ يُنوِّر قلبَك وبَصِيرتَك، ويُصلِح شأنَك كلَّه، إنَّه - تعالى - سميع مجيب.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |