|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أريد العودة د. ياسر بكار السؤال أنا طالب في إحْدى الكلّيَّات العمليَّة في مصر، ملتحٍ وحافظ للقُرآن، وطلبتُ لفترةٍ العلمَ ثمَّ حدثتْ لي مشكلة أثَّرتْ نفسيَّا فيَّ. أكثر من سنة ونصف أُعاني منها إلى الآن، أعاني من الاكتِئاب، ليس لي رغبة في أي شيء، تركْتُ مراجعة القرآن وتركْتُ التعلُّم، حتَّى الكلّيَّة أهْملتُها وأنا على وشك الرُّسوب، لا أفعل أيَّ شيءٍ في حياتي مفيد سوى أنَّني أصلي، فقدتُ الرَّغبة في الطَّعام والشَّراب. والمُصيبة الكبرى أنني أثناء وجودي على شبكة الإنترنت، دخلت على منتدى الكلّيَّة وتعرَّفت على فتاة، وأصبحت أحدِّثها يوميًّا ولا أستطيع ترْك التحدُّث معها، مع أني لم أرها، ولكنَّها معي في الكلّية في نفْس القسم، وأشكُّ أنني ابتُليت بِحبِّها، فهي تَقول لي كلامًا حلوًا. أريد العودة إلى سابِق حالي، فأنا أصبحتُ انطِوائيًّا بشكْل مُخيف، لا أقابل أحدًا ولا أتَّصل بأحد، ولا أحد يعلم عني شيئًا من الإخوة. دلّوني ماذا أفعل؟ الجواب الأخ الفاضل، السَّلام عليْكم ورحْمة الله. مرحبًا بك في موقع (الألوكة) وأهلاً وسهلاً بك. قرأتُ رسالتَك وأشْعُر بِمشاعرك، فأنا أعلم أنَّ الحُزْن والضِّيق من أشدِّ ما يُبْتلى به الإنسان، هناك أمور أوَدُّ الإشارة إليْها: أوَّلاً: إذا سلِم المرْء من قرارات خاطِئة كبيرة، فلديْه - بِمشيئة الله وعوْنِه - القُدرة على العوْدة إلى ما كان عليْه، واستِئْناف حياتِه والتقدُّم فيها، حتَّى هذه العلاقة الجديدة يُمكن إصلاح أمرها. إنَّ امتلاكَنا للتفاؤُل بأنَّ القادم من الأيَّام أحلى أمرٌ أساسي وفي غاية الأهمّيَّة، ومن ييئسْ ويقنط يزِد من تعقُّد مشكلاته. ثانيًا: لعلاج الاكتِئاب نستخدِم أكثر من طريقة: الطريقة الأولى: هي العلاج النَّفسي، وهو علاج فعَّال إذا تمَّ على يد خبير، ويناقِش فيه المعالج الأفْكار الَّتي تدور في خَلَد الفرْد، وعلاقتها بمشاعرِه وسلوكه، هذا النوع من الاكتِئاب يَحتاج إلى الوقْت والمتابعة. الطَّريقة الثانية: هي العلاج الدَّوائي، حيثُ وصل العلم الحديث في السَّنوات الأخيرة إلى مَجموعةٍ من الأدْوية الَّتي تعالج الاكتِئاب خلال فترةٍ قصيرة، وتُعْطي نتائج فعَّالة دون أن تسبِّب أعراضًا جانبيَّة أو تعوُّدًا أوْ إدمانًا. يَختلف النَّاس في موافقتِهم على أخْذ العلاج الدَّوائي، وأنا من أنصاره؛ للفائِدة الكبيرة التي أجِدُها لدى مرضاي دون مشاكِلَ تُذْكَر. ثالثًا: السلوك من الأمور التي تعزِّز الاكتئاب، ومنها الانعِزال وعدم الاتِّصال بالأصدقاء ومشاركتهم نشاطاتِهم، أنا أعلم أنَّه لا توجد لديْك الرَّغبة والدَّافعية؛ لكن أُريدُك أن تضْغَطَ على نفسِك قليلاً، وتفصل بين مشاعرِك ويبن سلوكِك، وتعود إلى السُّلوكيَّات القديمة، حتى دون وجود رغبة؛ لأنَّ قيامك بهذه السلوكيَّات سيعود عليك بالنَّفع بمشيئة الله. رابعًا: في حالة الاكتِئاب ننصح مرْضانا ألاَّ يقوموا باتِّخاذ أيِّ قرار له أهميَّة، كالتَّحويل من كلّيَّة إلى كليَّة، أو غير ذلك، أيُّ قرارٍ في مثْل هذه الحالة سيتأثَّر بلا شكٍّ بالحالة الشعوريَّة التي تمرُّ بها. خامسًا: هل تلوم نفسَك على هذه العلاقة الجديدة التي نشأتْ عبر الإنترنت؟ هل أنت سيئ لقيامك بمثل هذا العمل؟ لن نَختلِف على أنَّه عمل غير صحيح، لكن - كما ذكرتُ - في الحالة الشُّعوريَّة غير الطبيعيَّة قد نتَّخذ قراراتٍ غير صحيحة، وسيظْهر ذلك عندما يتحسَّن مزاجُنا، حاول التخلُّص من هذه العلاقة قبل أن تقودَك إلى حيثُ لا رجْعة، أو إلى المزيد من الاعتِماد والانعِزال والحاجة إلى الآخرين. ختامًا: ما منَّا إلاَّ ويمرُّ بمرحلةٍ من الجمود والضَّعف، ولكنَّها سرعان ما تتغيَّر الأمور وننهض لنعود إلى مستوى حماسِنا وأكثر، إذا بذلْنا الجهد الكافيَ لذلك. أتمنَّى لك عودةً سريعةً، والتَّوفيق في الدُّنيا والآخرة
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |