|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف أتعامل معه (أرجو إفادتي) د. ياسر بكار السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أسعدني كثيرًا تصفُّحي لموقع (الألوكة)، واستأنستُ بما قرأتُ في قسم الاستشارات النفسية؛ لذا فإنِّي أثِق في استشارتكم في أمر في غاية الأهميَّة بالنسبة لي، وأرجو أن يكون ردُّكم عاجلاً. لي أخ معلِّم، عمره 35 سنة، كان في بداية عملِه في منطقة نجران لمدَّة 5 سنوات، انتقل بعدَها إلى منطقة أخرى، وهنا بدأتِ المشكلة، فقدِ اتَّهم عددًا من زملائه بشُرْب المُسْكِر، وقدَّم شكوى بذلك إلى إدارة التعليم، وتَمَّ استدعاؤه، وبسؤاله أفاد: أنَّه يعلم أنهم لا يشربون المُسكِر، لكنَّهم يتظاهرون أمامَه بذلك، وقال: أنا أريد أن أعرفَ سِرَّ تظاهرهم بذلك أمامي، فأخذوا أقوالَه، وأحالوه بعدَ ذلك إلى الصِّحَّة النفسيَّة، وذهبتُ معه إلى الصِّحَّة النفسيَّة. وفي الطريق تحدَّثْنا، فكان يربط لي الأحداثَ بطريقة غريبة، ويقصُّ لي مشكلاتِه مع أحد زملائه في منطقة نجران، وأنهم يحاولون إيذاءه وتشويهَ سمعته أينما ذهبَ. يقول: أنا أريد أن أعرفَ قضيتي، فهناك قضيةٌ مرفوعة ضدي، وأنا أعرف أنهم لن يتركونني، وإدارة التعليم على عِلم بهذه القضية، والزملاء في المدرسة متفقون معهم، وهكذا. تم تنويمه في الصحَّة النفسيَّة، وأعْطَوْه دواءً اسمه "زبركسا وادباكين"، وقالوا: إنه عنده اضطراب زوراني. وهو ما زال على حالته منذ سنتين، يتحسَّن قليلاً، ثم يعود لنفس حالته، رغمَ انتقاله إلى مدرسه أخرى. مشكلته: أنه لا يعي مرضَه، وأنَّه متيقِّن من وجود مؤامرة ضدَّه، وكلَّما حاولت معه في المناقشة العقلية، يستجيب أحيانًا، ثم يعود. أفيدوني - بارك الله فيكم - هل هذه الحالة - فعلاً - اضطراب زوراني، أو برانويا؟ وما هو علاجها؟ وكيف أُقنعه باستخدام الدواء؛ لأنَّ زوجته تقول: إنَّه لا يلتزم بالجُرْعة المحدَّدة من الطبيب؟ فهل هناك علاج معرفي؟ وكيف أتعامل مع المرض؟ أخشى ألاَّ يستمرَّ في عمله بسبب شكوكه، فكلُّ حَدَث غريب يُفسِّره بأنَّه متعمد ضدَّه. أرشدوني، فأنا في حيرة من أمري. الجواب الأخ الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله. مرحبًا بك، وأهلاً وسهلاً في شبكة (الألوكة). ما ذكرتَه عن أخيك الفاضل هو بالفِعل اضطراب ضلالات زورانية، وهو عبارةٌ عن مَرَض عقلي يَظهر على شكل فِكرة، أو أفكار خاطئة، لا تَمتُّ للحقيقة بصِلة، لها علاقة بمؤامرة الناس ضدَّه بأشكال مختلفة، ويقتنع بها المريضُ قناعةً تامَّةً، وبشكل قويٍّ لا يقبل الإقناعَ أبدًا. وكما ذكرتَ، قد يقتنع لفترة، لكنَّه سرعانَ ما يعود إلى هذه الأفكار والقناعات، التي تقوده إلى الخِلافات الدائمة مع الناس. المرض نادرُ الحدوث، وعلاجُه صَعْب بسبب عدم قناعةِ المريض بأخْذ العِلاج، ذلك أنَّه لا يرى فيه الخَللَ أبدًا، بل قد يعتقد أنَّ العلاج جزءٌ من المؤامرة التي تُحاك ضدَّه. لا يُجدي النِّقاشُ العقلي مع المريض؛ لأنَّ الأفكار ناجمةٌ عن خَلَل دماغي، وليستْ بيده. إنَّ الحلَّ الوحيد الذي يمكن أن يَحُلَّ هذه المعضلة هو تلقِّي المريض للحُقن مضادَّة الذهان، طويلة الأمد، وهي حُقن علاجيَّة يتلقَّاها المريض كلَّ أسبوعين، أو كلَّ شهر، حيث تَبْقَى في الدم لهذه المدة، ولا حاجةَ هنا لأخْذ العلاج بالفم كلَّ يوم؛ لأنَّ الحُقن تكفي، ويَبْقى العبءُ في إقناعه بأخْذ الحقنة كلَّ شهر، وهو أقلُّ صعوبةً من أخْذه كلَّ يوم، بهذه الطريقة نضمن التزامَه بالعلاج، الذي سيقوم بإبعاد هذه الأفكار عنه. ختامًا: يجب أن أُقرِّر أمرًا مهمًّا، وهو أنَّ إهمالَ المرض، وإهمال علاجه قد يقود إلى كارثة، فقد يَعْتدي المريض على مَن يعتقد أنَّهم أعداؤه مِمَّن حولَه؛ ولذا فإنَّ التأكُّد من أخْذه للعلاج بالطريقة التي ذكرتُها سابقًا ستكون الضمانة الوحيدة - بمشيئة الله - لعدم حدوث هذا. أسأل الله العظيمَ لأخيك الشِّفاءَ العاجل، وأسأله ألاَّ يحرمَكم أجْر العناية به. لك تحياتي
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |