|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الفراغ العاطفي والشهوة المحرمة! محمد بن عبد العزيز اللاحم السؤال: أنا أعيش في فراغ عاطفي لا أعلم سببه، بالرغم من أني - والحمد لله - أصلي وأصوم، وأستغفر وأقوم الليل، وأسبح وأحمد الله وأكبره، وأخاف على نفسي السقوط فيما سقط فيه الكثير من الشباب اليوم من مغازلات تطفئ هذا الفراغ، وأقسم بالله أني أصل إلى درجة البكاء غير المعروف السبب، وأنا متمسك بالله، وأخاف على نفسي من كل مغريات هذا الزمان، أود منكم الدعاء والتوجيه لي، علماً أني لا أستطيع الزواج بسبب ضائقة مالية تمتد لعشر سنوات مستقبلية، ولو كان باستطاعتي الزواج لفعلت وأرحت قلبي .. أفيدوني أثابكم الله. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: أرجو أن تكون بخير وعافية، ونسأل الله لك العون والصلاح، والهداية والثبات .. مشكلتك غير واضحة، وتعبيرك بالفراغ العاطفي غير دقيق، حيث عبرت أن المغازلات تطفئ الفراغ (وأخاف على نفسي السقوط فيما سقط فيه الكثير من الشباب اليوم من مغازلات تطفئ هذا الفراغ)، ولذلك أقول: أولاً: ليس الفراغ العاطفي هو الشهوة وقضاء الوطر، بحيث يمكن أن يكون بأي لون من ألوان العلاقة يكون فيها تبادل الحب كالمغازلات. ثانياً: الجانب العاطفي في الإنسان يتحقق من جوانب متعددة، فالعلاقة بالوالدين وبرهما، والصلة بالإخوة والأخوات، وحسن الصداقة بالأصدقاء؛ كل هذه أمور تملأ الفراغ العاطفي، وبالتالي ممكن أن نقول: إن كل شخص محتاج أنت إليه في أحد متطلبات جسمك النفسية والانفعالية، يلبي لديك الفراغ العاطفي. ثالثاً: إذا كان الشخص محتاجاً للجانب العاطفي - إشباع الغريزة الجنسية -، وتبادل الحب المبني على الشهوة؛ فهذا يحققه الزواج ولا يمكن بغيره، ولا يمكن أن يكون البديل في شيء محرم كالمغازلات، بل إن هذا يؤججه، ويزيد من لهيبه، فيصبح الشخص كالمسعور الذي يأكل ولا يشبع، أو كمن يشرب ماء مالحاً يمتلئ بطنه، ولا يطفئ ظمأه؛ بل يشتد عطشه. ولذا أخي الكريم إذا لم يكن باستطاعتك الزواج كما تقول - مع أني أخالفك في أمر الزواج أنه مغنياً ليس مفقراً - فقد قال - سبحانه وتعالى -: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ واسع عليم)، ورجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فشكى إليه الحاجة، فأمره بالتزويج ففعل، ثم أتاه فشكى إليه الحاجة فأمره بالتزويج، حتى أمر به ثلاث مرات، فقال أبو عبد الله: نعم، هو حق، ثم قال: الرزق مع النساء والعيال. ولكن من لم يتمكن من الزواج فإن له في عبادة الله وطاعته ما يسد هذا الفراغ كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ)) متفق عليه. رابعاً: والذي ننصحك به - أخي العزيز - أن تبتعد عن كل مثير للشهوة سواء في أصدقاء ثقافتهم الكلام فيما يثير، أو في مجالس أفلام وصور تثير الشهوة، واعلم أن الشهوة نائمة إذا لم تجد ما يوقظها، وإذا كنت كما ذكرت (بالرغم من أني والحمد لله أصلي وأصوم، وأستغفر وأقوم الليل، وأسبح وأحمد الله وأكبره) فما عليك إلا الصبر، فهذا نوع من الابتلاء، وعاقبته حميدة، وهي التثبيت من الله - عز وجل -، وربما أنت على خير كثير لم تشعر به، فأكثر من سؤال الله الصبر والتثبيت، ونحن نسأل الله لك ذلك.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |