|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي لديه اضطرابات ذهنية، فكيف أعينه؟ د. ياسر بكار السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا متزوِّجة منذ ستَّة أشهر، وزوجي لديه اضطرابات ذهنية، (والحمد لله على كلِّ حال)، يُراجع عند عيادة نفسيَّة، ويستخدم أدوية، وطلَب منه الطبيب أن يتوقَّف عنها، والآن فقط يستخدم جرعات (إِبَر) كلَّ شهر أقلَّ مفعولاً. لديَّ استفسارات أودُّ منكم تكرُّمًا بالتفضُّل بالإجابة عنها: • في بعض الأحيان يتردَّد في الإجابة، واتِّخاذ القرار، فكيف أُساعده على اتِّخاذ القرار دون تردُّد؟ • في بعض الأحيان لديه تلَعْثُم وتَرْداد الأحرف، فهل لذلك علاج بالعقاقير؟ • كيف أساعده في الثقة بنفسه؟ • هو مُندفعٌ مع أهله، لكن يستحي، فكيف أساعده أن يكون جريئًا؟ • إذا خاطب أحدًا بالهاتف وهو في بداية حديثه يضحك، حتى إنَّ الذي يخاطبه لا يَفْهم منه شيئًا حتى يتوقَّف عن الضحك، فكيف أساعده على ألاَّ يضحك؟ • في بعض الأحيان يَنْشغل تفكيره بشيء، ولا يُصارحني به إلاَّ إذا ضغطْتُ عليه لكي أساعده، فما الطريقة التي يتعوَّد أن يُصارحني بشكل لا يشغله؟ • أرجو أن توضِّحوا لي تفصيليًّا كيفيَّة التَّعامل مع زوجي المضطرب ذهنيًّا؛ لكي أكون زوجة مُعينة له، وما هي الطريقة التي أسير عليها ليكون إنسانًا سويًّا، ليس مضطربًا؟ • هل هذا المرض وراثي؟ وهل يُنْقَل إذا رزقَنا الله - بإِذْنه – ذُرِّية؟ وهل هذا المرض يولَدُ وهو فيه أم من صَدْمة؟ • ذَكَر لي أنَّه في بعض الأحيان تأتيه أحاديثُ نَفْس، ما الأسباب؟ وما العلاج؟ بارك الله فيك، وزادك الله علمًا وأعتذر على الإطالة الجواب الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مرحبًا بك وأهلاً وسهلاً في شبكة (الألوكة). بداية أودُّ أن أُعبِّر عن تقديري وإعجابي بِصَبرك ورِضاك واحتسابك.. هذا أمرٌ عظيم يكافِئُ اللهُ - عزَّ وجلَّ - عليه بالأجر العظيم، فاحْمَدي الله واستعيني به، واحتَسِبي ذلك عنده - سبحانه وتعالى. الرُّكْن الأساس في علاج المريض الذِّهاني هو العلاج الدَّوائي؛ إنَّ الالتزام به والمداومة على أَخْذِه يُعَدُّ الخطوة الأكثر أهمِّية في العمليَّة العلاجية، والخُطْوة الأخرى هي مساعدة المريض على استعادة ما أفْقَدَه المرض من مهارات وقدرات، ومنها ما طرَحْتِه في سؤالك من قدرة على اتِّخاذ القرار، والتقليل من التردُّد. هناك نقاط مهمَّة في هذا الاتِّجاه: أولاً: بناءُ جوٍّ من الدَّعم والأُلْفة داخل المَنْزِل، وفي طبيعة العلاقة معه، وأسلوب التَّعامُل معه - له أثَرٌ كبير في تطوير قدراته ومهاراته، هذا مهمٌّ لنا جميعًا، لكن بالنسبة له تكون الأهمِّية مضاعفة، قد تَجِدين الرَّغبة في نَفْسِك لانْتِقاده أو عتابه على فِعْلٍ غير مُناسب، فَيَجب أن تَكْبَحي جِمَاح نَفْسِك وتستبدلي بِذَلك الدَّعمَ والمُساندة، مع التَّوضيح له، وإظهار الحرص للقيام بما هو مُناسب بأسلوب مقبول وداعم. ثانيًا: تقديم التَّشجيع له عند القيام بِعَمل جيِّد، وعدم الانتقاد المتكرِّر واللاَّذع هو الطريق إلى تخليصه من اللَّعْثَمة، وإكسابه الثِّقة بنفسه، من جهة أخرى، إذا كانت هذه اللعثمة أو التردُّد (مع شعور بالقلق والرَّهبة) يأتي في المواقف الاجتماعية أو عند مُلاقاة الناس، فهذا قد يدلُّ على وجود (رهاب اجتماعي)، وهنا العلاج الدَّوائي سيكون مفيدًا، أرجو أن تقومي بإخبار طبيبه بذلك؛ حتى يقوم بالتَّقْييم الصحيح، وإعطائه العلاج المناسب، أما إذا كانت اللَّعثمة والتردُّد موجودَيْن في كلِّ الأوقات، غير مصاحبة بشعور بالقلق، فلا أعتقد أنَّ العلاج الدوائي سيفيده كثيرًا. ثالثًا: من الوسائل المُساعدة أيضًا أن نقوم بتحفيزه عَبْرَ استخدام الأشياء التي يحبُّها، فعندما يقوم بسلوك مُحَبَّب (عدم الضحك في بداية المكالمة، الجَرْأة،..) نُسْرِع فورًا بِمَنْحِه شيئًا يحبُّه، أو نقوم بتجميع الأفعال الحسَنة، ومَنْحِه شيئًا محفِّزًا، هذه طريقة يسيرة، لكنها تُعْطي مفعولاً في تغيير السُّلوك. رابعًا: من ناحية أخرى، الضَّغط على المريض؛ لكي يصبح أفضل وبشكل مستمرٍّ، قد يكون سلبيًّا وليس إيجابيًّا، أعلم أنك حريصة على تحَسُّنِه؛ لكنك قد تضُرِّينه بكثرة النَّصائح والإرشادات، ما يَلْزَم فِعْلُه هو أن تقومي بِخُطوة واحدة كلَّ مُدَّة، لا أكثر من خُطْوة في وقت واحد. خامسًا: خفِّفي الضغط عن نفسك، رعاية زوجك والحِرْص والسَّعي المستمرُّ لتطويره قد يسبِّب لك ضغطًا نفسيًّا، وهذا خطير للغاية، نريدك أن تكوني مرتاحة، وأن تلتَفِتِي لجوانِبَ أخرى من حياتك لتطويرها والعناية بنفسك أنت.. هذا مهمٌّ؛ حتى تستطيعي مواصلة المَسِيرة، وحتى لا تَظْلِمي نفسك. سادسًا: في التَّواصُل معه، دَرِّبِي نفسك على استخدام العبارات السَّهلة والواضحة، والصَّوت العاديِّ، وبأسلوب إيجابي ودون عصبية. سابعًا: عندما تَقُومين بحلِّ مشكلة، قومي بِحَلِّها خطوة بخطوة، بهدوء وتُؤَدة دون استعجال. ثامنًا: قد يكون من المُرِيح أن تَشْرَحِي لمن لا يَعْرفه بعض اللَّمحات عن مرَضِه، فهذا يُعِينُك على عدم الحاجة إلى شرح سلوكيَّاته غير المألوفة أو تبريرها لهم. تاسعًا: سنُساعد المريض بشكل كبير عندما نَقْبل بعض أساليبه في التَّواصل مع الناس، أو التعامُل مع الأشياء، أو عدم الجرأة، أو غير ذلك، تذكَّري أنَّ هذه هي طريقته الخاصَّة.. صحيحٌ أنَّنا يجب أن نسعى بجِدٍّ لِدَعْمِه وتدريبه، لكن هذا يجب أن يتمَّ إلى قدْرٍ ما، ثم نَقْبل الأمور التي يصعب تغييرها، نَقْبلُها كما هي. عاشرًا: المحافظة على نظام ثابت للنَّوم واليقظة والأكل، مفيدٌ في ترتيب حياة المريض، واستقرار الحالة، على كلِّ حال هذا مفيدٌ للمرضى والأصحَّاء! حادي عشر: لكلٍّ منَّا حاجة إلى التَّرفيه والترويح عن النَّفْس.. اهتَمِّي بهذا الجانب لك ولزوجك، فهو مفيد للصِّحَّة النفسية لكما. ثاني عشر: حافظي على الأمل حيًّا؛ فهو حقيقي وموجود، والخير قادم بمشيئة الله تعالى. ثالث عشر: بالنسبة لِمَسألة الوراثة، فالعلماء أثبَتُوا أنَّ المرَض وراثي في جزء منه، وهذا يَعْنِي أنَّ هناك خطورةً في إصابة الأطفال بالمرض الذِّهاني، لكنَّه ليس حتميًّا أبدًا، وكم رأَيْنا من آباء ذهانيِّين لديهم أُسْرة صحيحة ومميزة. ختامًا: أوَدُّ منك مراجعةَ موقع أنشَأْتُه حول مرض الفصام (وهو مرض ذهاني) وفيه الكثير من المعلومات المفيدة. أسال الله لكِ العون والمَثُوبة
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |