قوله تعالى: وأما من أوتي كتابه وراء ظهره - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1329 - عددالزوار : 138072 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42209 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5462 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-01-2021, 04:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة : Egypt
افتراضي قوله تعالى: وأما من أوتي كتابه وراء ظهره

قوله تعالى: وأما من أوتي كتابه وراء ظهره
محمد طاهر عبدالظاهر الأفغاني




هذا المشهد المهيب من المشاهد الهائلة التي يواجهها الذين كفروا وأشركوا بربِّهم، والذين طغَوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، فيومئذ تُؤتَى كتبهم من وارء ظهورهم؛ ذلك بما عصوا وكانوا يكفرون بآيات الله ويكذِّبونها ويحاربون أولياءه ولا يستحيون من المعاصي والآثام منه تعالى، وفي ذلك اليوم يقابلون مشهدًا ما شاهَدوه مِن قبل، وهولاء الكفَرة الفَجرة يستلمون الكتبَ مِن وراء ظهورهم؛ حيث قال الله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴾ [الانشقاق: 10] [1].

قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴾ [الانشقاق: 10] "يَمُدُّ يَدَهُ الْيُمْنَى لِيَأْخُذَ كِتَابَهُ فَيَجْذِبُهُ مَلَكٌ، فَيَخْلَعُ يَمِينَهُ، فَيَأْخُذُ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ"[2].

وقال قتادة ومقاتل رحمهما الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴾ [الانشقاق: 10] "يُفَكُّ أَلْوَاحَ صَدْرِهِ وَعِظَامِهِ ثُمَّ تُدْخَلُ يَدُهُ وَتُخْرَجُ مِنْ ظَهْرِهِ، فَيَأْخُذُ كِتَابَهُ كذلك"[3].

وعن مجاهد رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴾ [الانشقاق: 10] "يجعل يده من وراء ظهره"[4].

وقال الطبري رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴾ [الانشقاق: 10] وفي الجمع بين قوله تعالى أحيانًا بشماله وأحيانًا وارء ظهره: "وأمَّا من أُعطي كتابه منكم أيها الناس يومئذ وراء ظهره؛ وذلك أن جعل يده اليمنى إلى عنقه وجعل الشمال من يديه وراء ظهره، فيتناول كتابه بشماله من وراء ظهره؛ ولذلك وصفهم جلَّ ثناؤه أحيانًا أنَّهم يؤتون كتبَهم بشمائلهم، وأحيانًا أنهم يؤتونها من وراء ظهورهم"[5].

وعندما يقرؤون كتُبَهم يدعون ثبورًا وويلًا وهلاكًا على أنفسهم بسبب ما قدَّموا من الأعمال الشنيعة والأفعالِ الخبيثة، قال الله تعالى: ﴿ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا ﴾ [الانشقاق: 11] [6].

قال الضحاك رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا ﴾ [الانشقاق: 11] "يدعو بالهلاك"[7].

وقال أبو اللَّيث السمرقندي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا ﴾ [الانشقاق: 11] "بالويل والثبور على نفسه"[8].

وقال البغوي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا ﴾ [الانشقاق: 11] "يُنَادِي بِالْوَيْلِ وَالْهَلَاكِ إِذَا قَرَأَ كِتَابَهُ يَقُولُ: يَا وَيْلَاهُ يَا ثُبُورَاهُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ﴾ [الفرقان: 13][9]"[10].

وبعدئذ يدخلون النارَ ويصلون الجحيمَ بسبب ما سلف من الأعمال السيئة التي خالَفتْ شرعَ الله تعالى ورسوله المجتبى، قال الله تعالى:
﴿ وَيَصْلَى سَعِيرًا ﴾ [الانشقاق: 12][11].
وقال أبو الليث السمرقندي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَيَصْلَى سَعِيرًا ﴾ [الانشقاق: 12] "يدخل في الآخرة نارًا وقودًا"[12].

لأنهم كانوا في أهلهم في الدنيا مسرورين وفَرحين بما يفعلون من المعاصي والفساد ومخالفة أمره تعالى، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴾ [الانشقاق: 13] [13].

قال مجاهد رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴾ [الانشقاق: 13] "أي في الدنيا"[14].
وقال الطَّبري رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴾ [الانشقاق: 13] "إنه كان في أهله في الدنيا مسرورًا لِما فيه من خلافه أمرَ الله، وركوبه معاصيه"[15].

ويظنون أنَّهم لا يحورون ولا يُبعثون يوم القيامة، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ ﴾ [الانشقاق: 14] [16].
وقال ابن عباس رَضي الله تعالى عنهما في تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ ﴾ [الانشقاق: 14] "يُبعث"[17].
وقال قتادة رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ ﴾ [الانشقاق: 14] "أن لا مَعَادَ له ولا رجعة"[18].

بلى إن ربهم كان بهم بصيرًا، فيبعثهم ويحييهم مرَّةً ثانية ليشاهدوا سوءَ أعمالهم ويجازوا عليهم، قال الله تعالى: ﴿ بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا ﴾ [الانشقاق: 15] [19].

قال ابن زيد رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا ﴾ [الانشقاق: 15] "بلى لَيَحُورَنَّ وَلَيَرْجِعَنَّ إلى ربِّه حيًّا كما كان قبل مماته"[20].

وقال الطَّبريُّ رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا ﴾ [الانشقاق: 15] "إن ربَّ هذا الذي ظنَّ أن لن يحور، كان به بصيرًا؛ إذ هو في الدنيا بما كان يعمل فيها من المعاصي، وما إليه يصير أمره في الآخرة، عالم بذلك كلِّه"[21].

وصوَّرتْ هذا المشهد الآيةُ الكريمة، قال الله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ﴾ [الحاقة: 25 - 29][22].


[1] سورة الانشقاق: (10).

[2] أورده القرطبي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن"، (19/ 272)، ونسبه إلى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.

[3] أورده القرطبي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن"، الجامع لأحكام القرآن، (19/ 272) ونسبه إلى قتادة ومقاتل رحمهما الله تعالى.

[4] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (24/ 315)، و"الكشف والبيان عن تفسير القرآن"؛ للثعلبي، (10/ 159)، و"معالم التنزيل في تفسير القرآن"؛ للبغوي، (5/ 229)، و"الدر المنثور"؛ للسيوطي، (8/ 457).

[5] المصدر السابق.

[6] سورة الانشقاق: (11).

[7] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (24/ 315).

[8] "بحر العلوم"؛ لأبي الليث سمرقندي، (3/ 561).

[9] سورة الفرقان: (13).

[10] "معالم التنزيل في تفسير القرآن"؛ للبغوي، (5/ 229).

[11] سورة الانشقاق: (12).

[12] "بحر العلوم"؛ لأبي الليث سمرقندي، (3/ 561).

[13] سورة الانشقاق: (13).

[14] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (24/ 316).

[15] المصدر نفسه.

[16] سورة الانشقاق: (14).

[17] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (24/ 317).

[18] المصدر نفسه.

[19] سورة الانشقاق: (15).

[20] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (24/ 317).

[21] المصدر نفسه.

[22] سورة الحاقة: (25 29).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.35 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.26%)]