مظاهر اجتماعية من المجتمعات الغربية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموازنة بين سؤال الخليل عليه السلام لربه وبين عطاء الله للنبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          تفسير سورة العاديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          تفسير قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          حذف الياء وإثباتها في ضوء القراءات القرآنية: دراسة لغوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 96 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 489 - عددالزوار : 200699 )           »          تفسير سورة النصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          المصادر الكلية الأساسية التي يرجع إليها المفسر ويستمد منها علم التفسير تفصيلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          تفسير سورة القارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          {ألم نجعل الأرض مهادا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          تعريف (القرآن) بين الشرع والاصطلاح: عرض وتحرير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-01-2021, 05:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,444
الدولة : Egypt
افتراضي مظاهر اجتماعية من المجتمعات الغربية

مظاهر اجتماعية من المجتمعات الغربية
عبد الرحمن بن علي إسماعيل


الحمد لله، والصلاة و السلام على رسول الله، وبعد:
للتدهور الاجتماعي الذي وصل إليه العالم في ظل الحضارة الغربية التي أهملت تعاليم الأنبياء والمرسلين، وأخذت بآراء الرجال؛ مظاهر عديدة منها:
الانتحار:
انتشار جريمة الانتحار، وإقدام الرجال والنساء على قتل أنفسهم بشكل مخيف، ونسبة كبيرة، وفي عدد من دول العالم الكبرى، بينما تكاد هذه الظاهرة أن تكون معدومة في بلاد الإسلام والمسلمين.
ويعود ذلك إلى أسباب كثيرة من أبرزها - بعد فقد الإيمان بالله عز وجل -؛ حالة القلق والضيق والخوف الذي يجده الإنسان في الغرب، والبطالة والإدمان على المسكرات، وحالة الضياع والجهل بالهدف الذي خلق من أجله، وفقدان السكينة والراحة والطمأنينة التي فقدها المجتمع الغربي بعد خروج المرأة إلى العمل، وتفكك المجتمع، وعدم وجود المرأة الصالحة، والرجل الأمين الذي يقف بجانبها لمواجهة أعباء الحياة.
ففي بريطانيا ارتفعت نسبة الانتحار بين الشباب فوق 50% خلال الأعوام العشرة الأخيرة، وتقول الدراسات إن أهم أسبابه عندهم هو الضغوط الاجتماعية، والصعوبات الاقتصادية، ولو أصابوا لقالوا خواء القلب من الإيمان بالله - عز وجل -.
وذكر التقرير أن في كل ساعتين هناك من يقتل نفسه في بريطانيا، ويعتبر هذا أشد إثارة للقلق من الرقم المعلن سنوياً أن الذين ينتحرون هو "5000"، وكذلك هناك أكثر من 200 ألف محاولة للانتحار، وتلقت الجمعية خبراً أن "2.5" مليون حالة محاولة انتحار، وما بين مكالمة، ورسالة، وزائر، ويقول التقرير: إن المنتحرين تحت 25سنة كانوا 80% من الذكور(1).
وفي أمريكا يزداد عدد الهاربين من جحيم الحضارة الغربية وويلاتها، وتفكك المجتمع، وانتشار القسوة، والمادية البحتة، فقد أجرت "مجلة المراهق الأمريكية" مسحاً بين عينة من الصبية والفتيات من سن 15-19 سنة لاستطلاع مشاعرهم حول ظاهرة الانتحار، وجاءت النتائج المفزعة تقول: "إن الثلث ممن وجهت إليهم الأسئلة حاولوا فعلاً التخلص من حياتهم بعد أن استسلموا لليأس والقنوط، وأن نسبة 73% من الشباب والمراهقين فكروا في الإقدام على الانتحار مرة أو أكثر خلال حياتهم.
ويشير الاستطلاع أن غالبية الذين حاولوا الانتحار هم من الفتيات في أخطر مراحل العمر، وهي بحاجة إلى الجو النفسي الأسري؛ بسبب عدم قدرتها على دفع تكاليف السكن والمعيشة، في الوقت الذي ينفق فيه دعاة تحرير المرأة المسلمة لإخراجها من عش الأسرة الآمنة إلى جو القلق، والتوتر، والاضطراب النفسي(2).
وفي اليابان التي تعد من أرقى بلاد العالم في التقدم الصناعي أفاد تقرير نشر عام 1987م يقول: إن "802" من الشباب الياباني قد انتحروا خلال العام الماضي، ويقول تقرير وكالة الشرطة أن "299" فتاة انتحرت خلال عام 1989م.
وفي فرنسا نشرت مجلة النبأ عن وزارة الصحة الفرنسية أن الانتحار هو ثالث أسباب الوفاة بين الأشخاص، وإنه في كل 43 دقيقة تقع حالة انتحار، وأضافت الوزارة أن 12ألف شخص يحاولون الانتحار لكنهم يفشلون، وأن الانتحار كان أهم سبب للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15-24عاماً في عام1993م(3).
وفي اسكتلندا يقول التقرير الذي نشره" إسلام أون لاين" أن معدل الانتحار بلغ ثلاثة أضعاف النسبة السابقة، وفي الصين نشرت الـ"b.b.c" أن الإحصاءات أظهرت أن 20% من عدد الوفيات بين الشباب ما بين "15-34" عاماً يموتون منتحرين، وأن عدد الانتحاريين يزيد عن عددهم بين الرجال، وفي الهند يرى كثير منهم أن الانتحار هو الحل الجذري للكثير من المشكلات التي تواجههم، وأن معظم المنتحرين هم من الشباب من سن "15-29" عاماً، وأن عدد حالات الانتحار في شتى أنحاء الهند يبلغ نحو 100 ألف حالة سنوياً(4) تلك هي نتائج ومفرزات الحضارة الغربية التي تريد أن تصدرها لبقية دول العالم، وتصليهم بجحيمها".
نصيحة أشهر ممثلة بعد انتحارها:
نشرت مجلة حضارة الإسلام "3/331" قصة انتحار مارلين، وأن المحققة في سبب انتحارها اكتشفت رسالة في صندوق الأمانات تلقي الضوء على السبب في انتحارها، ووجد على الغلاف كلمة تطلب عدم فتح الرسالة قبل وفاتها، فتحت المحققة الرسالة فإذا هي تقول: لكل فتاة ترغب بالعمل في السينما "احذري المجد ..احذري كل من يخدعك بالأضواء، إني أتعس امرأة على هذه الأرض، لم أستطع أن أكون أمّاً، إني امرأة أفضل البيت، الحياة العائلية الشريفة؛ على كل شيء، إن سعادة المرأة الحقيقية في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة، بل إن هذه الحياة العائلية لهي رمز سعادة المرأة بل الإنسانية"، وتقول في النهاية: "لقد ظلمني كل الناس، وإن العمل في السينما يجعل من المرأة سلعه رخيصة تافهة، مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة، إني أنصح الفتيات بعدم العمل في السينما، وفي التمثيل، إن نهايتهن إذا كنّ عاقلات كنهايتي"(5).
الهروب من البيت:
ونظراً لسوء العشرة التي تقتضيها طبيعة وضع المرأة في المجتمع الغربي، وميل الرجل إلى امرأة أخرى قد تعرف عليها في العمل أو غيره، وهكذا بالنسبة للمرأة؛ مما يؤدي إلى انصراف كل واحد عن الآخر، وسوء معاملته، وربما بغضه وكراهيته، فقد كان من نتائج ذلك هروب الكثير من الزوجات والأزواج من البيوت لعدم قدرتهم على تحمل تلك المعاملة، وقد نشرت مجلة حضارة الإسلام 960 المجلد الثاني تقول: أعلنت اليوم هيئة - مقرها بنيويورك، وعملها البحث عن الزوجات والأزواج الهاربين من بيوتهم - إنه قد اتضح من العمليات التي قامت بها عام "1952م" أن في الولايات المتحدة سبعين ألف زوج هارب من زوجته مقابل 15 زوجة فقط هاربات من أزواجهن(6).
وتتكرر المشكلة نفسها في بريطانيا، حيث يهرب الزوج من البيت تاركاً زوجته وأولاده دون رعاية ونفقة، ومحملين لزوجاتهم المسئولية الجديدة.
جاء في تقرير عن وضع الأسرة الإنجليزية يقول: "الأسرة الإنجليزية تعيش منذ فترة أزمة اجتماعية ونفسية خاصة، وأسباب الأزمة تعود إلى أن كثيراً من الأزواج يهجرون بيوتهم، أو يهربون منها؛ تاركين زوجاتهم وأولادهم يعيشون حالة نفسية تمتزج فيها مشاعر الأحزان، والحيرة، واليأس، ويقول أيضاً: "تصوروا كيف تكون مشاعر امرأة خرج زوجها لشراء قنينة حليب ولم يعد قط إلى بيته، كيف ستواجه المشكلة وهي لا تعرف إذا كان زوجها على قيد الحياة أو لقي مصرعه"، وتقول الكاتبة المسرحية بأنه من السهل على الأسرة مواجهة الموت من خلال الحزن على فقيدها، ولكن في حالة الهرب تترك الأسرة في حالة من الإهمال واليأس دون أن تعرف أسباب هرب الزوج، وأين هرب"(7).
وأما كثرة النساء الهاربات من البيوت فله أسباب كثيرة من أبرزها:
سوء المعاملة من قبل الأزواج التي تصل إلى حد الضرب الشديد، أو القتل، حتى اضطرت كثير من الدول الأوروبية إلى بناء مراكز للنساء الهاربات من البيوت، وكان أولها في مدينة مانشستر في إنجلترا عام 1971م، ثم عمت هذه المراكز سائر المدن البريطانية حتى بلغ عددها "150" مركزاً، وفي ألمانيا 10 مراكز، وتوسعت هذه المراكز لتشمل عدداً من الدول مثل: هولندا، ونيوزلندا، بل طرحت موضوع إنشاء مراكز مثلها في جميع العالم"(8)
وذكر مكتب الإحصاء الهولندي أن عشرين ألفاً من النساء يهربن من منازلهن سنوياً بسبب تعرضهن للضرب والتعذيب.
ونتيجة لذلك فقد بادرت الجمعيات النسائية بإقامة ملاجئ للنساء الهاربات بسبب العنف المتزايد، والذي زاد في عدد الهاربات حتى جعل 11400 امرأة لا يجدن لهن مكاناً في هذه الملاجئ سنوياً.
وعلى إثر تفشي ظاهرة العنف ضد النساء فقد قدم وزير العدل الهولندي قانوناً ينص على طرد الأزواج المعتدين على زوجاتهم من البيت لمدة تتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة أشهر(9).
انخفاض عدد السكان:
إن كثرة النسل مما تعبد الله به البشر لتحقيق العبودية، وعمارة الأرض، وإقامة دين الله - سبحانه وتعالى -، والحصول على المال، فهم مصدر رزق للأمة يقول الأستاذ المودودي: "إن تعدد السكان له أهمية سياسية جذرية، ولذا كل حضارة أو قوة عالمية قد أولت جل اهتمامها إلى زيادة أفرادها في عصرها الإنشائي والتعمير، ولذا فإن المؤرخ المعروف ويل ديورانت يعد كثرة السكان من أهم أسباب التقدم المدني"(10).
وهل استطاعت الدول الكبرى الآن السيطرة على العالم إلا من خلال زيادة سكانها، فقد قدر الدكتور "R.R.Kurzynski" سكان أوروبا عام 1600 بمئة مليون، وفي عام 1934م بـ"525" مليون، ويقول في كتابه عن تاريخ أوروبا في العصر الحديث: شهد العصر الذي سيكون موضع دراستنا في هذا المؤلف زيادة هائلة في نطاق الأحداث وسرعتها، وشدة تنوعها، ففي أقل من مائة وخمسين عاماً زاد عدد سكان أوروبا ثلاثمئة وخمسين مليوناً، وسكان الولايات المتحدة أكثر من مئة وثلاثين مليوناً، وصارت المدن أكبر، والحكومات أقوى، وزادت الجيوش والأساطيل، والميزانيات والأعمال، ودخل الحكومات والثروات الخاصة إلى مدى لم يخطر قط ببال، فقد مكّن ابتداع طرق جديدة للنقل من إرسال جيوش جرارة مئات من الأميال بعيداً عن أوطانها، وتموينها بانتظام أعواماً عدة.(11)
في تقرير لمعهد المرأة المتخصص في رصد أحوال المرأة الأوروبية ذكر فيه:
- انخفاض نسبة المواليد في أسبانيا، وأن نسبة الانخفاض في نسبة المواليد كبيرة حيث تناقص في أسبانيا عام 1992م من 1.36 إلى 1.02.
- أن 93% من الأسبانيات يستخدمن حبوب منع الحمل.
وقد أكد علماء المجتمع اليابانيون أن عدد سكان اليابان سوف يتناقص بنسبة عالية عام 2025م نتيجة إصرار النساء اليابانيات على عدم الاستجابة لرغبة الأزواج بالإنجاب المبكر بحجة التفاني في العمل، وعدم توفر الوقت المناسب لتربية الأطفال، مما يشكل خطراً قومياً يهدد مستقبل اليابان(12).
إن من النتائج السيئة لخروج المرأة للعمل، وترك البيت؛ قلة السكان، ونقص المواليد، وقلة الشباب الذين هم عماد الأمة وسندها بعد الله - سبحانه وتعالى -، وكثرة العجائز في المجتمع من الرجال والنساء، وذلك ما تحتمه المساواة، وإخراج المرأة من البيت، لأن وجود الأطفال يعيقها عن القيام بعملها، ويضيف لها أتعاباً إلى أتعابها، فتظل تعمل في الخارج من أجل لقمة العيش، وفي الداخل من أجل أطفالها، فتلجأ المرأة العاملة إلى ترك الإنجاب أو تقليله بواسطة وسائل منع الحمل المختلفة، أو بالإجهاض إن حصل حمل.
وأما الحديث عن الأزمة المالية نتيجة لكثرة السكان فهي لا ترجع إلى قلة الموارد البشرية، أو أن الموارد البشرية لا تكفي لتلك الزيادة المطردة، بل سبب ذلك يرجع إلى سوء التخطيط، وسوء الإدارة، وعدم استخدام التقنيات الحديثة، وعدم استغلال الموارد المتاحة استغلالاً جيداً، وإضاعة الأموال الضخمة في ترسانات الأسلحة، وفي أجهزة المخابرات، وفي الحروب الطاحنة، وفي الإنفاق على أجهزة الإعلام الهابطة التي ليس لها وظيفة سوى مغالطة الشعوب، والكذب عليها، وفي الإنفاق على الفنون الداعية للرذيلة، وفي إلهاء شباب تلك الشعوب بمعارك وهمية سواء كانت ميادين الكرة، أو غيرها من الميادين(13)
شعب العجائز:
مصانع لن تجد أيدي عاملة من الشباب؛ نتيجة إخراج المرأة عن وظيفتها الأساسية:
أنحى وزير المالية الياباني "ريونارو شيموتو" باللائمة على سياسية حكومة بلاده التي تحث المرأة بشكل دؤوب على مواصلة تعليمها العالي، الأمر الذي حدا بالكثيرات إلى إهمال الإنجاب، مما يجعل نسبة المواليد تنخفض في اليابان خلال السنوات الماضية، وهذا بدوره قد يجعل اليابان خلال عشرين سنة مقبلة شعباً من العجائز".
وقال الوزير أيضاً: "إن حب التعليم العالي لدى المرأة في اليابان جعلها تهمل إنجاب الأطفال، وتكوين أسرة، حتى صار 37% من اليابانيات اللاتي يتممن مرحلة الدراسة الثانوية يتوجهن إلى الجامعة، ثم الدراسات العليا، في حين كانت هذه النسبة لا تزيد عن 18% قبل 20 سنة، وتخشى الحكومة اليابانية أن يصل الأمر إلى مرحلة تفتقر فيها المصانع اليابانية إلى الأيدي العاملة من الشباب"(14).
اليهود وكثرة السكان:
في مؤتمر السكان العالمي الذي عقد في القاهرة في ربيع الأول لعام 1415هـ تقدمت جميع الدول في العالم بتقارير حول تحديد النسل في بلادها ما عدا إسرائيل حيث كانوا هم الجانب الوحيد في المؤتمر على الإطلاق الذي لم يعرض تجربته في تحديد النسل أو برامجه في تنظيم النسل لعدم وجود ذلك في قوانينهم، وأعلن أحد أعضاء الوفد الصهيوني بكل جرأة وتحد عن ذلك بصريح العبارة قائلاً: "ليس لدينا برامج لتحديد أو لتنظيم النسل، وإنما لدينا برامج لزيادة السكان، ونحن نسعى ليصبح تعدادنا مثل رمال الأرض، حتى نسود العالم"(15).
وصرح خطيب المسجد الأقصى لمجلة "المجتمع" بأن الصهاينة يرصدون جوائز مالية لمن تنجب من اليهود، وصاحبة العدد الأكبر من الأطفال تعطى دائماً جائزة الأم المثالية(16).
بل إن بعض الدول التي خرجت المرأة فيها للعمل، وبدأت تشعر بقلة سكانها، وقلة شبابها، وكثرة العجائز فيها؛ بدأت تتعرض للخطر، وبدأت تشجع كثرة النسل، فهذه فرنسا تمنح مرتباً خاصاً للعائلة مقابل كل طفل تنجبه، بل ها هي دولة المجر الشيوعية بدأت تحس بالخطر فأصبحت تمنح الأم مقابل البقاء في البيت 800 فورنيت للطفل الأول، و900 للطفل الثاني، و1000 للطفل الثالث، وتعطي إعانة على عملية "2500" فورنيت(17).
تحطيم الأسرة وضياعها، واضطراب الحياة العائلية:
في ظل المساواة والحرية المزعومة التي نالتها المرأة فقدت المرأة الراحة، والاطمئنان، والسكينة، والهدوء الذي كانت تناله في جو الحياة الأسرية والبقاء في المنزل، والقيام بشئون الأطفال، وتهيئة عش الزوجية وإصلاحه.(18)
بل انعكس الأمر حتى على الأطفال، حيث فقدوا حنان الأم، ورحمتها، وشفقتها عليهم، وأصواتها التي تحمل مشاعر الحب والعاطفة التي تغمر الطفل، وتزيد من سعادته وسروره، بل فقدت الأم عاطفة الأمومة، ولم تنم عندها تلك الغريزة بل ضعفت إن لم تكن قد ماتت أو تبدلت، بل صرح كثير منهن أنهن أصبحن كالرجال، وأنهن فقدن الأنوثة، وأما الزوج فهو الرجل المسكين المحروم من المودة والرحمة، والسكن الهادئ؛ لقد سيطر عليه الضيق والقلق، وزادت عليه الهموم، وفقد الراحة والسكينة فبدلاً من أن يعود إلى البيت ليجد العش المريح، والمرأة التي تستقبله، وتخفف آلامه، وتمسح عنه آثار التعب، وقد أعدت له ما يحتاج إليه؛ إذا به يجد زميلاً مثله يعاني مما يعاني منه، بل يجد زوجته تشكو من التعب والإرهاق أشد مما يشكو منه يقول العلامة الإنجليزي سامويل وهو من أركان النهضة الإنجليزية: "إن النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في المعامل مهما نشأ عنه من الثروة للبلاد فإن نتيجته كانت هادمة لبناء الحياة المنزلية، لأنه هاجم هيكل المنزل، وقوض أركان الأسرة، ومزق الروابط الاجتماعية"(19).
شكاوى الغربيين من ضياع الأسرة:
وقد كثرت شكاوى الغربيين، وتذمروا كثيراً من الحالة السيئة التي وصلت إليها الأسرة بعد خروج المرأة إلى ميدان العمل، وبدأ المفكرون منهم ينذرون بالأخطار الناشئة عن ذلك، ويعلنون قرب انهيار حضارتهم نتيجة لذلك يقول الفيلسوف الاقتصادي "جول سيمون" في مجلة المجلات "المجلد 17": "النساء قد صرن الآن نساجات وطباعات...الخ، وقد استخدمتهن الحكومة في معاملها، وبهذا فقد اكتسبن بضعة دريهمات، ولكنهن في مقابل ذلك قد قوضن دعائم الأسرة تقويضاً..." إلى أن قال: "ولكن هذه الوظائف قد سلختهن من أسرهن سلخاً، بل سيطر عليها الضيق، والقلق، والاضطراب، والأمراض النفسية، وعلاها الكآبة والهموم من كثرة الأعباء الملقاة على عاتقها في البيت، وخارج البيت، وهي مسكينة لا تطيق ذلك، بل لا يطيقها الرجل وهو أقوى منها".
وتقول الكاتبة الشهيرة "آني رورد" في جريدة "الاسترن ميل" عدد 10/5/1901م: "لئن يشتغل بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاءً من اشتغالهن في المعامل، حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والطهارة رداء، ولا تمس الأعراض بسوء، نعم إنه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال، فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية من القيام في البيت، وترك أعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها"(20).
لقد كثرت في الآونة الأخيرة شكوى المفكرين الغربيين من انحلال الأسرة عندهم، وكثرت أبحاثهم لحل هذه المشكلة، ويكادون يجمعون على أنه ليس هنالك من سبب لتفكك الأسرة إلا هجر المرأة بيتها لتعمل خارجه، يقول الفيلسوف برتراند رسل: "إن الأسرة انحلت باستخدام المرأة في الأعمال العامة، وأظهر الاختبار أن المرأة تتمرد على تقاليد الأخلاق المألوفة، وتأبى أن تظل أمينة لرجل واحد إذا تحررت اقتصادياً"، وتقول إحدى الفتيات الإيطاليات بعد أن سمعت عن حال المرأة في الإسلام، وفي بلاد المسلمين: "إنني أغبط المرأة المسلمة، وأتمنى أن لو كنت مولودة في بلادكم"(21).
يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 117.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 115.87 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.46%)]