|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() علاج الخوف من الخروج من المنزل أ. عائشة الحكمي السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا شابٌّ أبلغ من العمر 21 سَنة، كنتُ أشعر بدوخة أثناء الجلوس أو الوقوف، فصرتُ أخاف مِن الذَّهاب إلى المسجد، أو الخروج لأي مكان؛ بسبب هذه الدوخة، وبعد شهرين ذهبتْ عنِّي هذه الدوخة، فذهبتُ للمسجد، وأصبحتُ أشعُر بخفقان القلْب وخوف أثناءَ الذَّهاب لأيِّ مكان، مُدَّة هذا الخوف 5 أشهر. فما هو الحلُّ لأتخلَّصَ منه؟ الجواب أخي الفاضل، حياكَ الله. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ما تُعاني منه هو نوْعٌ من أنواع المخاوف المَرَضيَّة، يُعرف باسم "الخوف من الأماكن العامَّة"، أو "الخوف من الخروج من المنزل" Fear of Being Away from Home- Agoraphobia. وهو خوفٌ حادٌّ لا عقلاني مِن ترْك المنزل، ينطوي عليه بحثٌ لا شُعوري عن منطقة "آمنة"، هي "المنزل"؛ نتيجةَ الشعور بالخطر، وقلَّة الأمْن في الخارج، مصحوب بعِدَّة أعراض جسمانية، أبرزها: الشعور بالدوخة، وتسارُع نبضات القلْب، والتعرُّق، وصعوبة التنفُّس. ولهذا النوْع من المخاوف المرضية نتائجُ نفسيَّة مزعجة جدًّا؛ لأنَّه قد يتطوَّر إلى نوْبات من الهلَع، ولتأثيره السلبي على المِهن والعَلاقات، والمهارات الاجتماعية والعائلية، الأمر الذي قد يؤدِّي في آخِرِ الأمْر إلى العُزلة الاجتماعية والانسحابية والاعتمادية، وكذلك الإصابة بالاكتئاب. ومع كلِّ ذلك أدْعوك لعدم القَلَق؛ لأنَّ العلاج متاحٌ بمشيئة الله تعالى، إلا أنَّه قد يستغرِق بعض الوقت. علاج الخوْف من الخروج من المنزل: أولاً: يعتمد نوْعُ العلاج على سبب الخوف، فيا حبَّذَا لو قلَّبت تجارِبَك السابقة، وخبراتِك الماضية؛ لتتمكَّنَ من معرفة السبب الحقيقي وراءَ هذه المخاوف؛ فالأصْل هو الخروج والحرَكة، لا السكون والاعتصام في المنازل؛ قال - تعالى -: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15[. ثانيًا: يُمكن التغلُّب على المشكلةِ بالمواجهة تدريجيًّا، إلى أن تُصبِحَ تلك الأماكن مألوفةً لديك، ومِن الأفضل أن تقومَ باصطحاب أحدِ أصدقائك المقرَّبين جدًّا معك، أو أحدِ إخوتك المتفهِّمين ممَّن تثق بأن يكون عونًا لك، وداعمًا متى ما رغبتَ في الخُروج من المنزل. ابدأِ التدريب بالذَّهاب إلى مشوار قريب وقصير لمدَّة لا تتجاوز نصفَ ساعة يوميًّا، ولمدَّة أسبوع أو أسبوعين على الأكثر، ثم بعدَ ذلك يمكنك الذَّهاب بمفرَدك، وإطالة المدة إلى ساعةٍ، وهكذا. ثالثًا: عندما ينتابك الشُّعور بالخوْف من الخروج، فلا تلتفتْ إلى مخاوفك، ولا إلى تسارُع دقَّات قلْبك، بل امضِ إلى مشوارك، واستِعْن بالله ولا تعجِز، ولا تنسَ دعاءَ الخروج من المنزل: عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما مِن مسلِمٍ يخرج مِن بيته يُريد سفرًا أو غيره، فقال حين يخرج: بِسم الله، آمنتُ بالله، اعتصمت بالله، توكلتُ على الله، لا حولَ ولا قوَّةَ إلا بالله، إلا رُزِق خيرَ ذلك المخرج، وصُرِف عنه شرُّ ذلك المخرَج))؛ رواه أحمد. وعن أمِّ سَلَمة: أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا خرَج مِن بيته، قال: ((بسمِ الله، ربِّ أعوذ بك من أَزِل أو أُزَل، أو أَضِل أو أُضَل أو أَظْلِم أو أُظلَم، أو أَجْهل أو يُجهَل عليَّ))؛ رواه النسائي. رابعًا: ما دام الخوفُ قد بدأ منذ خمسة أشهر فقط، فهذا الأمْر يجب أن يكون دافعًا لك؛ لتتذكَّرَ تلك السنوات التي قضيتَها، وأنت تمارِس حياتَك خارجَ المنزل بصورة طبيعية، وأنَّ الخروج من المنزل لا يُحيطه في الحقيقة أيُّ شعور بالقلَق، إنَّما هي مجرَّد مخاوف مرَضيَّة غير عقلانية لا صِحَّة لها، يمكن التغلُّب عليها بالإرادة. خامسًا: يُغذِّي الخوفُ من الخروج مِن المنزل مشاعرَ القلق، فاحرصْ دائمًا على مزاولة طُرق الاسترخاء المختلفة، والتنفُّس العميق. سادسًا: لا بدَّ من مراجعة طبيب نفسي؛ لتلقِّي العلاج الدوائي المناسِب، سواء كانتِ من الأدوية المضادة للقلق، أم مِن نوع حاصرات بيتا Beta - Blocker، والتي تخفِّف كثيرًا من مظاهِر القلق الجُسمانية، كخفقان القلْب، وسرعة التنفُّس، وبقية الأعراض المصاحِبة. أسأل الله لكَ - في الختام - أن يَشفيَك شفاءً تامًّا لا يغادر سقمًا، وأن يُثيبك على حِرْصك على أداء الصلاة في المساجِد، برغم كلِّ مخاوفك وآلامك، بارك الله فيك، وأحْسن إليك، ولا بأسَ عليك. دُمتَ بألْف خير، ولا تنسنا من صالِح دُعائك.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |