|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() 2- }وعاشروهن بالمعروف}: استدل بها كثير من العلماء على قاعدة "العادة محكمة" التي هي إحدى القواعد الخمس الكبرى، في اعتبار العرف شرعاً بشكل عام وفي تنازل النساء عن ما لهن من حقوق بشكل خاص، ذلك أن الله تعالى أرشد الزوجين إلى أداء كل منهما للآخر حقه بالمعتاد المعروف الذي تطمئن إليه النفس ويرتضيه العقل باعتبار تغاير المجتمعات واختلاف الظروف والأحوال، يقول ابن مسعود رضي الله عنه: "ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن" [20] 3- }إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم... } : استدل بها جمع من العلماء على لزوم ترتيب المصالح أو المفاسد عند التزاحم، فتجلب أعلى المصلحتين بإسقاط أدناهما، وتدفع أعظم المفسدتين بتحمل أخفهما، لأن مبنى الشريعة على جلب ما كان غالبه المصالح ودفع ما كان غالبه المفاسد، وذلك لعدم تمحض المصالح والمفاسد في هذه الدنيا؛ إذ لا تتمحض المصلحة إلا في الجنة ولا تتمحض المفسدة إلا في النار، وعليه فإن الأصل بذل الوسع لإيجاد كل ما كانت مصلحته غالبة وتحقيقه، وإعدام كل ما غلبت مفسدته ودفعه، فإن تزاحمت المصالح فوتت الأدنى منها بتحصيل الأعلى، وإن تزاحمت المفاسد دفعت أعلاها بارتكاب أخفها وأدناها [21] ، ووجه دلالة الآية يتمثل في تفاوت الذنوب باعتبارها مفاسد متفاوتة، لمقتضى تقسيمها إلى كبائر وصغائر [22]. 4- }يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون و لا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى...فامسحوا بوجوهكم وأيديكم.. } : ففي هذه الآية تتبين سنة التدرج التي هي من السمات البارزة للإسلام، كما هو الحال هنا في تحريم الخمر، الذي كان شربه من العادات اللصيقة بأنفس الجاهليين، فاقتلعه القرآن منها بسلاسة تربوية لا يعرف لها نظير، هذا إضافة إلى أن الآية مستند مكين لإحدى القواعد الخمس الكبرى "المشقة تجلب التيسير"؛ إذ شرع الله تعالى فيها لعباده التيمم بالتراب بديلاً عن الطهارة المائية عند وجود مشقة مقتضية لذلك من انعدام الماء أو عدم القدرة على استعماله [23]، فمراعاة التيسير والتخفيف صفة لازمة لهذا الشرع الحكيم، قال تعالى: }يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا} ، ذلك بأن الله لا يريد إعنات الناس بأحكامه، وإنما يريد اليسر بهم وخيرهم. يقول الشيخ رشيد رضا: "وهذا أصل في الدين يرجع إلى غيره، ومنه أخذوا قاعدة: "المشقة تجلب التيسير" [24]. مع العلم أن الآية أيضا دليل على إحدى القواعد المتفق عليها بين الفقهاء، وهي: "الضرورات تبيح المحذورات" ضمن الأدلة الدالة على يسر الشريعة وسهولتها في أصلها وسعيها إلى التخفيف عند وجود عذر طارئ. كما أنها أيضا من أولى أدلة قاعدة "يقوم البدل مقام الأصل إذا تعذر"، فعند تعذر الطهارة المائية التي هي الأصل يقوم التيمم مقامها. 5- }وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم.....كتابا موقوتا}: وهي دليل على شقي قاعدة "إذا ضاق الأمر اتسع وإذا اتسع ضاق"، فقد دلت هذه الآيات على أن للمسلمين إذا خافوا أن يقصروا من الصلاة بل ويغيروا من كيفياتها على الوجوه التي نص عليها مراعاة للمشقة الزائدة والضيق الطارئ، فإذا زال سبب الخوف المبيح لذلك أدى المسلمون صلاتهم على الهيئة التي شرعت عليها في الأصل [25]. قصة وهدف : { ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا...} ، هكذا ذمّ الله تعالى من لم يتحاكم إلى كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم من المنافقين الذين كانوا يتظاهرون بالإسلام وإذا حصلت لهم قضية رغبوا أن يتقاضوا لدى أحبار اليهود ورؤساء الضلال، ولهذا جاء التعبير عنهم بالزعم إشارة إلى كذب دعواهم، وقد ورد في سبب نزول هذه الآيات عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً من المنافقين كانت بينه وبين يهودي خصومة فدعاه اليهودي إلى التحاكم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فرفض المنافق ودعاه بدل ذلك إلى التحاكم إلى أحد أحبار اليهود، غير أن اليهودي استمسك بالتحاكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما فكان الحق لليهودي، فلم يرض المنافق بذلك، فلما خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم أعلن المنافق رفضه للحكم وطلب من اليهودي التحاكم إلى عمر رضي الله عنه، فجاءاه فذكر له اليهودي القصة، فقال عمر للمنافق وهو يشير: أكذا هو؟ قال: نعم. قال: رويدكما حتى أخرج إليكما. فدخل وأخذ السيف ثم ضرب به المنافق حتى برد، وقال هكذا أقضي على من لم يرض بقضاء الله وقضاء رسوله. وهرب اليهودي ونزلت هذه الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: "أنت الفاروق" [26]. من أهداف القصة : - أن يعلم يقينا من خلال الآيات والقصة التي كانت سببا للنزول "أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله صلى الله عليهم وسلم، وأنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته، وأعماه عن نور الوحي مثلهم" [27]. - تبيان تمرد المنافقين على الوحي وهروبهم من الحق وصعرهم إلى الباطل، فلما أوْجَبَ الله تعالى الطَّاعَة على جميع المُكَلَّفين في قوله جلت عظمته: }يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول... } "ذكر في هذه الآيةِ أن المُنَافقين والذين في قُلُوبهم مَرَضٌ لا يُطيعُون الرَّسولَ ، ولا يَرْضُونَ بحُكْمِهِ ، وإنما يُريدُون حُكْمَ غيره" [28] - اتضاح اشتمال لفظ الطاغوت على كل ما يعبد من دون الله ويصد عن سبيله ويعترض على حكمه وشريعته، وفي ذلك السرداب وخلال تلك السبل يرتع أهل النفاق منذ أقدم العهود. - كشف كراهية المنافقين للحكم بما أنزل الله تعالى وتعصبهم ضده، ووقوفهم مع أي نظام طاغوتي بديل عنه، وبغضهم للحق وحملته، وبعدهم عن الاستماتة في سبيله، وضيقهم ذرعاً بشعائره، فيمقتون لذلك كل الطاعات من صلاة وزكاة وحج..، وإن تستروا حال خوفهم على ذلك المقت وغطوه، لكن بواطنهم تنفضح وسرائرهم تنكشف إذا أعلنت شعيرة الجهاد في سبيل الله أو رفعت راية الحكم بما أنزل الله، فعند هذين الأمرين لابد أن يتبدى الوجه الكالح للنفاق ويصدح أهله بخسيس مكنوناتهم [29]. - أظهرت الآيات بما لا مجال للشك فيه من خلال التعبير القرآني {يَزْعُمُونَ} أن الإيمان والتحاكم إلى غير شرع الله لا يجتمعان في قلب واحد، ذلك أن الإيمان لا يكون إلا بالكفر بالطاغوت {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ}، والرضا بالتحاكم إلى القوانين الوضعية يناقض الكفر بها، كما أنه ينافي الرضا بتحكيم شرع الله، فكل من حكم بغير ما جاء به النبي- صلى الله عليه وسلم-، أو حاكم إليه فقد حكم بالطاغوت وحاكم إليه، وذلك مناف للإيمان [30]. الآيات الكونية: - }أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} : كتاب بحجم القرآن يحتوي على أكثر من ستة آلا ف آية لا يوجد تعارض بين اثنتين منها مطلقا، إنه الإعجاز؟؟؟ - }ولله ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا} : فالله هو المالك وحده لا شريك له للسماوات والأرض وما فيهما، فلا منازع له، وذلك أمر يستدعي الوقوف والتدبر والتسليم لأمر من لا منازع له. الخاتمة: لقد احتوت سورة النساء تقريراً مهماً عن الأوضاع المثالية للمسلمين في الحرب والسلم موضحة وشائج الولاء والبراء ومقتضيات الجهاد بعد أن نصبت عرى المحبة في أرجاء منظومة المجتمع، وأوضحت أسس القوامة، والممنوع والمسموح داخل الأسرة، وكان من لطائفها أن أكثر آياتها ختمت بأسماء الله الحسنى. في هذه السورة الكريمة نوه الله تعالى بحقوق الأيتام}وآتوا اليتامى أموالهم.. } ، وذكر بما يجب للأقارب }وإذا حضر القسمة أولوا القربى... } ، ثم فصلت أحكام المواريث}يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين... } ، وما للرجال والنساء من حقوق وما عليهم من واجبات داخل إطار الزوجية }الرجال قوامون على النساء.... } ؛ لتكشف طرفاً من الحدود عند ارتكاب المحرمات }واللاتي يأتين الفاحشة... } ، وطفقت تطمس عادات الجاهلية في تعاملها مع النساء رفعاً للظلم الذي كن عرضة له في تلك الحقبة الزمنية، ودعوة وتجسيداً إلى معاملتهن بالحسنى ومعاشرتهن بالمعروف }وعاشروهن بالمعروف... } ، وحظرا لإيذائهن وأكل أموالهن ومهورهن }وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا... } ، ثم عقبت السورة ذلك بسرد موانع إنشاء الرابطة الزوجية بين الرجل والمرأة لقرابة أو رضاع أو مصاهرة }ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء... } ، مشيرة إلى نوع تفضيل لجنس الرجال على جنس النساء في الميراث والقوامة ومسؤولية الإنفاق والغزو، لتحذر في الوقت نفسه من تمني أي من الجنسين لما خص الله به الجنس الآخر؛ لما يفضي إليه ذلك من التنازع والتحاسد }ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض... } ، وفي هذا السياق ترشد السورة إلى جرعات علاجية للقضاء على أسباب النشوز والتباغض وإزالة ما قد تتركه من آثار }وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من... } . وبعد ترتيبها للبيت الإسلامي من الداخل تنتقل السورة إلى الحديث عن الخارجين على نظامه، وهم الذين لا يدينون بالإسلام، وألمحت إلى مآلهم في الآخرة وما ينتظرهم من أليم عذاب يتمنون معه لو سويت بهم الأرض }يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول... } ، وفي السياق نفسه كشفت السورة عوار اليهود وبينت ما هم عليه من جحود وكفر وحسد وعناد وتكذيب لآيات الله تعالى، وسردت من زيغهم وبطلان ما يعتقدونه من ضلالات؛ رتبت على عقائدهم تلك ما أعد الله تعالى لهم من النكال في دار الجحيم وما ينتظرهم فيها من العذاب المقيم }ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب... } [31] ، تحذيراً للمؤمنين من سبل الغواية التي مرد عليها أؤلائك، و إرشاداً لهم إلى منيع الهداية المبني على الإيمان والطاعة والأمانة والعدل، والجهاد في سبيل الله تعالى لإعزاز دينه وإعلاء كلمته، بإعداد العدة والتأهب الدائم لمواجهة العدو والحيطة الحازمة من كيدهم }فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا.... } ، ذلك الطريق الذي نكبه المنافقون، بتخلفهم عن الجهاد وتثبيطهم لهمم المسمين لثنيهم عن الاستماتة في سبيل الله تعالى، فحذر ت السورة من مراوغاتهم ومكرهم، وسوء طواياهم وما هم عليه من التناقض المبين }ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم... } ، وما استمرؤوه من مواقف مخزية تجاه قضايا الأمة الإسلامية }ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت.... } ، وعقبت ذلك بالتفاتة هامة إلى شناعة القتل وما يجره من ويلات إذا استشرى داخل المجتمع، مبينة أحكامه بين الخطإ والعمد، ومحرجة في قتل النفس المؤمنة ومعظمة لجرم مرتكبه، ومشددة على عظمة عقوبته }وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا... } ، ثم أردفت ذلك بمراتب المجاهدين وما لهم في الآخرة من رفعة المنازل وعلو الدرجات وجزيل الثواب }لا يستوي القاعدون من المؤمنين.... } ، مبينة في المقابل عقوبة القاعدين عن الجهاد والمستمرئين للاستكانة في بلاد الكفر الذين لم يأخذوا بعزة الإسلام }إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم... } ، موضحة من خلال ذلك وجوب الهجرة من دار الكفر إلى دار الإيمان؛ لما يترتب عليها من العزة والمنعة والأجر العظيم والرزق الواسع }ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض... }، مردفة بعض الأحكام التي لها تعلق بالجهاد كصلاة المسافر والخائف }وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من.... } . وتطبيقاً لما أكدت عليه السورة منذ بدايتها من وجوب إقامة مبدأ العدل، واعتباره مكفولاً لأي إنسان بغض النظر عن ديانته أو جنسه أو لونه ذكرت أحد أروع الأمثلة التي شهدها التاريخ البشري، حين تطرقت إلى إنصاف رجل من اليهود تآمر عليه أهل بيت من الأنصار فرموه بالسرقة، فأوضحت السورة أنه مظلوم، معلنة إدانة متهميه ومقرعة إياهم وموبخة لهم على شناعة فعلتهم }ومن يكسِبْ خطيئةً أوْ إثْمًا ثمَّ يَرْم به بريئًا فقد احْتَمَلَ بُهْتَانًا وإثْمًا مبينًا } [32]. وأتبعت السورة ذلك بتبيان ذم النجوى وأنها ما لم تكن على طاعة فهي مذمومة }لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة... } ، ثم جرمت مخالفة أوامر المصطفى صلى الله عليه وسلم والخروج على إجماع الأمة }ومن يشاقق الرسول من بعد... } ، كماحذرت من إغواء الشيطان }..وإن يدعون إلا شيطانا مريدا... } . وعوداً على بدء رجع السياق إلى تناول قضايا المرأة محذراً من مغبة انتقاص حقوقها المالية ميراثاً ومهراً، مجدداً مطالبته بالإحسان إليها، ومقدما أهم طرق الوقاية والعلاج لإبعاد مخاطر النشوز عن الأسرة، مشدداً على نجاعة الصلح والاتفاق إن أمكنا وإلا ففراق بعدل لا نزاع فيه ولا شقاق }ويستفتونك في النساء... } . وبعد تشييد السورة لأركان العدل داخل الأسرة، سعت إلى توسيع دائرة إقامته في كل أوجه الحياة ومع كل المخلوقات، وتجسيداً لذلك دعت إلى أداء الشهادة بالحق لله تعالى دون محاباة أو مجافاة أيا كانت نوعية المشهود له أو عليه قرابة وبعدا، صداقة وعداوة، غنى وفقراً...بعيدا عن مزالق اتباع الهوى }يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط... } ، ثم أكدت الدعوة إلى وجوب الإيمان بالله تعالى وجميع ملائكته وكتبه ورسله }يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله... } ، محذرة في الوقت نفسه من العذاب الأليم في دركات الجحيم المعد لجرثومة السوء ومضمري الشر من أهل النفاق }إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا... } ، موضحة أن كشف الستار لم يكن منهجاً قرآنياً إلا في حق من عظمت أضراره وزادت مخاطره كالمنافقين واليهود }لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم... } ، فقد خالف الأولون قيم الكرامة والوفاء، وتنوعت جرائم الآخرين وفحشت حتى تجرؤوا على الله تعالى وعبدوا غيره وادّعوا زوراً صلبهم للمسيح، وآذوا الرسل وافتروا عليهم واتهموهم بالعظائم ورفضوا الحق الذي جاءوا به وطفقوا يفرقون بينهم، ففضح الله مخازيهم وبين لهم أن الإيمان لا يكون إلا بالرسل جميعا }إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا... } ، وفي ذات الإطار جددت السورة دعوة النصارى إلى توحيد الله تعالى والبعد عن الغلو في المسيح واتخاذه إلها من دون الله، وزعمهم كذبا وزورا أنه ابن الله أو أنه ثالث ثلاثة، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً }يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا... } ، ثم ختمت السورة بما بدأت به من قضايا الأسرة فبينت أحكام الموروث كلالة. هكذا تناولت السورة كافة شؤون الأسرة في شتى ظروفها وأحوالها، كما بينت نماذج فريدة من الآداب الاجتماعية التي طالت الخصوم والأصدقاء والأغنياء والفقراء والذرية والكبراء...وأعطت جرعات وافية لتأسيس منهج التعامل والتعاطي مع أهل الكتاب في مختلف الظروف والأحوال؛ لتؤكد من خلال ذلك كله على ضرورة الثبات على المحجة ووجوب التزامها، إذ فيها السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة. [1] كما جاء في صحيح البخاري\كتاب فضائل القرآن\باب تأليف القرآن\ح(4993) من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده...". [2] انظر: بصائر ذوي خبرة التمييز للفيروزابادي(1\169)، ط: مطابع شركة الإعلانات الشرقية\ القاهرة 1384هـــ [3] جامع لطائف التفسير للقماش(19\293). [4] مدنية كلها على اعتبار أن المكي ما نزل قبل الهجرة والمدني ما نزل بعدها، وعلى غير ذلك يكون قوله تعالى "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل..." تكون هذه الآية مكية لأنها نزلت بمكة يوم الفتح، انظر : اللباب في علوم الكتاب لابن عادل (6\138)، وكذلك قيل عن قوله تعالى: "ويستفتونك في النساء..."، انظر: قلائد المرجان للكرمي ص: 82، وقال الإمام السيوطي : " زعم النحاس أنها مكية مستندا إلى أن قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ} الآية نزلت بمكة اتفاقا في شأن مفتاح الكعبة وذلك مستند واه لأنه لا يلزم من نزول آية أو آيات من سورة طويلة نزل معظمها بالمدينة أن تكون مكية خصوصا أن الأرجح أن ما نزل بعد الهجرة مدني ومن راجع أسباب نزول آياتها عرف الرد عليه ومما يرد عليه أيضا ما أخرجه البخاري عن عائشة قالت ما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده ودخولها عليه كان بعد الهجرة اتفاقا. وقيل: نزلت عند الهجرة"، انظر: الإتقان (1\12) ط:المكتبة الثقافية بيروت لبنان. [5] التحرير والتنوير (4|4-5) [6] أخرجه الإمام أحمد في المسند(24575) من حديث عائشة رضي الله عنها، وقال عنه شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند: "إسناده حسن". [7] أخرجه الإمام أحمد في المسند(17023)، وقال عنه شعيب الأرنؤوط في تعليقه عليه: "إسناده حسن"، وأخرجه البيهقي في الشعب(2415)، وكذلك في سننه الصغرى(978)، والطبراني في معجمه الكبير(186)، وغيرهم... [8] أخرجه الحاكم في المستدرك(3194)، وصحح إسناده، وكذلك الذهبي في التلخيص، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير(9069)، وكذلك في الكبير(8971)، والبيهقي في الشعب(2425) [9] الإتقان مرجع سابق(2\112) [10] انظر : البخاري\كتاب النكاح\باب نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة آخرا\ح(5115)، ومسلم\كتاب النكاح\باب نكاح المتعة وبيان أنه أبيح ثم نسخ، واستقر تحريمه إلى يوم القيامة|ح(1407) [11] انظر أضواء البيان (1\237) [12] ) انظر : كتاب الجذور اليهودية للشيعة (1\99) لمؤلفه أ.د محمد عبد المنعم البري [13] أخرجه الطبراني في الأوسط (477)، والصغير (51)، وأبو نعيم في الحلية (4\240) [14] انظر : نحو تفسير موضوعي لسور القرآن ص: 57 [15] الفتاوى الكبرى (4|5) [16] الفتاوى الكبرى (1|431) [17] الفتاوى الكبرى (4|90) [18] الفتاوى الكبرى(4|5) [19] الفتاوى الكبرى(4|90) [20] أخرجه الإمام أحمد (3600) والطيالسي في مسنده ص: 23، وقد صحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي، وقال الإمام السخاوي: "هو موقوف حسن"، وكذلك حسنه الألباني، وأما كونه حديثا فلا يثبت، قال الألباني: "لا أصل له مرفوعاً, إنما ورد موقوفاً على ابن مسعود رضي الله عنه"، وأضاف عن الحديث : "وقد تفرد به النخعي وهو كذاب .. ولهذا قال الحافظ ابن عبد الهادي: إسناده ساقط, والأصح وقفه على ابن مسعود رضي الله عنه"، انظر: السلسلة الضعيفة ح (533) (2/17). [21] انظر : الموافقات (2|8-12) [22] انظر : الجامع لأحكام القرآن (5|158-159) [23] ) انظر: أحكام القرآن لابن العربي (1|445-449) [24] تفسير المنار (2/164) ط، القاهرة، مطبعة المنار 1373هـ. [25] انظر : أحكام القرآن لابن العربي (1|497) [26] انظر : الكشاف (1|406)، والقرطبي (5|264) [27] أضواء البيان (3|259) [28] اللباب في علوم الكتاب (6|452) [29] انظر : نحو تفسير موضوعي لسور القرآن الكريم ص: 56-57 [30] انظر : تحكيم القوانين للشيخ محمد بن إبراهيم ص: 3 [31] انظر : صفوة التفاسير (1|272) [32] انظر: تفسير ابن كثير (3|411-413)
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |