يقظة الفكر والخروج من الغفلة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4898 - عددالزوار : 1921719 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4468 - عددالزوار : 1240181 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13797 - عددالزوار : 742545 )           »          القواعد العشر في تربية الأبناء : دليل الدكتور بكار للتنشئة الناجحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          لا يزال الذكاء الاصطناعي دولة مجهولة .. والمراهقون هم روادها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مستقبل الصحافة الرقمية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          كتاب “الغرب نقيضًا للحضارة” .. رحلة جريئة لكشف زيف الحضارة الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أهمية السيرة النبوية في حياة المراهق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ثمرات الاستقامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          حتما.. إنه الرحيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-01-2021, 01:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,988
الدولة : Egypt
افتراضي يقظة الفكر والخروج من الغفلة

يقظة الفكر والخروج من الغفلة






د. حسن الشريف








من أهم مقاييس النجاح في الحياة الاسلامية أن نقاوم الشر في نفوسنا، وأن نقاومه خارجها، وهنا يأتي السؤال الهام: ما هو أهم شر يجب أن نقاومه في نفوسنا، وأهم شر يجب أن نقاومه فيمن حولنا؟؛ وإن أهم شر يجب أن نقاومه في نفوسنا وفي نفوس من حولنا هو غفلة الفكر.


والغفله تعني عدم التفكير في شؤننا وشئون من حولنا، وأن نترك الفوضى والسلبية تنتشر في حياتنا ونحن لا ندري، وأن لايعرف المرء الخير من الشر، ولا الصواب من الخطأ، ولا الحق من الباطل، ولا الصديق من العدو، فيقول لكل أحد أنه معه دون أن يدري لماذا هو معه؟، وهذا هو "الإمعة"، وهو خلق ذميم حذر منه الرسول بقوله: "لا يكن أحدكم إمعة، يقول: إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا ألا تظلموا".


والغفلة تعطل الإدراكات الحسية والسمعية والبصرية والعقلية، قال تعالى: "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُون" [سورة الاعراف- 179]، فالغفله عن الواقع تفقد المسلم خاصية استشعار الخطر.


كما أن الغفلة هي تسليم النفس لإرادة الآخر، كما يفعل الغثاء مع السيل، وهو ما تنبأ به الرسول بقوله: "يُوشِكُ الأمم أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ الأمم، كَمَا تَدَاعَى اَلأََكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا فَقَالَ قَائِلٌ: مِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ اَلسَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اَللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ اَلْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اَللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ اَلْوَهْنَ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ، وَمَا اَلْوَهْنُ؟ قَالَ: حُبُّ اَلدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ اَلْمَوْتِ" (البخاري).


والغافل هو من تموت مشاعره ووجدانه فلا يتفاعل مع الواقع؛ فلا يفرح للحسن، ولا يغضب للقبيح، ولا يبتهج لانتصار الحق وانكسار الباطل، ولا يتألم من انتشار الرذيلة وانحسار الفضيلة، وهذا هو "ميت الأحياء" الذي حدثنا عنه حذيفة بن اليمان بقوله: "أتدرون من ميت الأحياء؟، من لا يعرف قلبه معروفًا، ولا ينكر قلبه منكرًا"، فالغفلة هي التقليد الأعمى للآخر.


والغفلة هي ترك المشورة، حيث يقود الغرور والإعجاب بالرأي إلى الاستبداد فلا شورى ولا حوار، وهو ما يقود إلى الهلاك، وبينه الرسول بقوله: "ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبَع، وإعجاب كل ذي رأي برأيه".


فالغافل لا يسفيد برأي خصمه فيه، ولا يستمع لنصيحة الآخرين؛ لأنه يظن دائمًا في نفسه الصواب، فلا يراجعها ولا يحاسبها، أما العقلاء – أهل اليقظة والوعي-، فإنهم يحاسبون أنفسهم، ويعلمون أن: "الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله"، فقد يكون لدى الأنسان يقظة فكر تمكنه من الحرص على تنفيذ العمل، ولكنه يغفل عن تجويده وتحسينه.


إن الغافلين يريدون نجاحًا بلا ثمن؛ فيريدون حياتهم كلها راحة بلا تعب، ورفاهية بلا مشقة، أما العقلاء فيعلمون أن العبور إلى النجاح لا يتم إلا بالمرور فوق جسر من التعب والألم؛ لأن تحقيق الأهداف والآمال يحتاج إلى إرادة قوية، لا يتطرق إليها ضعف، مع التضحية بالراحة والرفاهية؛ فما ألذ الراحة بعد التعب، والأكل بعد الجوع، والرفاهية بعد المشقة.


فيجب علينا العمل على إيقاظ أنفسنا، وإيقاظ من حولنا من الغفلة؛ لنعمل معًا على إعادة مجد الإسلام، ونشر مشروعه الحضاري، وإنقاذ العالم من سيطرة وهيمنة قوى الظلم والظلام العالمية.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.31 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]