قناديل التربية القرآنية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121097 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيف ننشئ أولادنا على حب كتاب الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          قصة سيدنا موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-01-2021, 01:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي قناديل التربية القرآنية

{ وكان ذلك عند الله فوزاً عظيماً }
. فايز بن سعيد الزهراني



نزل القرآن الكريم على هذه البشرية ليكون لهم منهج هداية وسعادة وفلاح، بعد أنْ تاهت في ظلمات الغي والجهالة والإسفاف. وصنع من أولئك الثلة التي آمنت به واستهدت بآياته أمةً قوية ذات حضارة إنسانية. ولقد كان المسلمون في صدر الإسلام يستهدون بكتاب الله في كل شؤون حياتهم، الخاصة والعامة، فمنه تنسكوا، ومنه جاهدوا، ومنه أداروا، ومنه ربّوا.. يتملك وجدانَهم قولُ الله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } [البقرة: ٢] ويدركون عُمق الآية الكريمة: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إلَّا جِئْنَاكَ بِالْـحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: ٣٣].


وقناديل التربية القرآنية زاوية تربوية، نستضيء فيها بالتوجيه الرباني من كتاب الله العزيز، ونلتمس شيئًا من نور الوحي المعصوم، ونستخرج كنوز القرآن الوافرة، ومن الله نستمد الصواب. في الطريق إلى البيت الحرام:


في السنة السادسة من الهجرة دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى المسير نحو البيت الحرام لأداء العمرة، أهل المدينة والأعراب على سواء، وسار المسلمون بقيادته صلى الله عليه وسلم نحو مكة في أربعمائة وألف تقريبًا، ومعهم الهدي يسوقونه، ومعهم أسلحتهم كذلك؛ لوجود احتمال أن تتعرض لهم قريش أو حلفاؤها بسوء، وأحرموا من ذي الحليفة، وتخلَّف عنه الأعراب.


ولما بلغوا عسفان جاء الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومفاده أنَّ قريشًا عازمة على صده عن الدخول إلى مكة، وأنها جمعت له الجموع، وأنها قدَّمت طليعةً من الفرسان بقيادة خالد بن الوليد إلى كراع الغميم لصدِّه عن الدخول إلى البيت الحرام، فسلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه طريقًا وعرة عبر ثنية المرار غربًا، تجنبًا للقاء طليعة الفرسان، وحرصًا منه على عدم القتال؛ فإنَّ الهدف الذي خرجوا لأجله هو أداء العمرة وليس قتال قريش.


لما علم خالد بن الوليد بتغيير الرسول صلى الله عليه وسلم طريقه إلى مكة هرع إلى قريش فأخبرهم بذلك، فخرج جيش قريش ونزل شمال مكة الغربي. وحين وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية غرب مكة بركت ناقته، فقال الناس: خلأت القصواء! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلُق، ولكن حبسها حابس الفيل. والذي نفسي بيده! لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها»[1]، وتوقف صلى الله عليه وسلم عن محاولة المسير إلى مكة، فعسكر بالحديبية.


أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عددًا من الرسل إلى قريش يفاوضونهم بغرض إقناعهم بدخوله إلى مكة معتمرًا دون قتال؛ فإنما جاؤوا لأداء العمرة، فرفضت قريش هذا الأمر، وكاد أحد هؤلاء الرسل أن يُقتَل. وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عثمانَ بن عفان رضي الله عنه يفاوضهم على ذلك، فذهب إليهم ثم أُشيع بين الناس أن عثمان قد قُتل، عندها لم يكن بدٌّ من المواجهة المسلحة مع قريش، فاستنفر النبي صلى الله عليه وسلم الذين معه للقتال وأمرهم بمبايعته على الموت وعدم الفرار، فيما عرف ببيعة الرضوان، فبايعوه إلا المنافق الجد بن قيس.


شعرت قريش بالخطر! فقامت بإرسال الرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم تفاوضه على الرجوع، وكان آخرهم سهيل بن عمرو، الذي عقد مع النبي صلى الله عليه وسلم صلحًا اتفق عليه الطرفان.


تضمنت بنود الصلح رجوع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بلا عمرة على أن يقضوها في العام التالي، كما تضمنت كفَّ الحرب بين الطرفين لمدة عشر سنوات.


وتضمنت البنود عدم قبول النبي صلى الله عليه وسلم لأي مسلم مكي يهاجر إليه، وجواز قبول قريش لأي شخص ممن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجع إليها، وجواز دخول القبائل الأخرى في حلف مع أي من الطرفين.


قبل انتهاء الصلح جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو، يرسف في قيوده، وألقى بنفسه مهاجرًا بين المسلمين، فقال سهيل بن عمرو: هذا يا محمد أول من أقاضيك عليه أنْ ترده إلي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنا لم نقضِ الكتاب بعد»، فقال سهيل: والله إذنْ لم أصالحك على شيء أبدًا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فأجِزه لي» قال: ما أنا بمجيزه لك. قال: «بلى فافعل» قال: ما أنا بفاعل[2]. كما كانت ثمة محاولات لاستفزاز المسلمين وجرهم إلى الحرب، لكنها لم تفلح، وتم الصلح وبدأ سريان مفعوله.


كان هذا الصلح يمثِّل صاعقة على المسلمين، وهزَّة نفسية عميقة «حتى كادوا يهلكون»[3]، ومما يدل عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما أمرهم بحلق رؤوسهم ونحر بُدنهم امتنعوا، حتى إذا رأوه عليه الصلاة والسلام فعل ذلك بنفسه - بمشورة من زوجه أم سلمة - قاموا فحلقوا رؤوسهم ونحروا بُدنهم. قال الراوي: «فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضًا حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غمًا»[4]. وتحلل الناس من عمرتهم، وبقوا في الحديبية عشرين يومًا، ثم تأهبوا للعودة إلى المدينة النبوية.


وفي طريق عودة المسلمين إلى المدينة وهم كسيرو الأنفس نزلت سورة الفتح: {إنَّافَتَحْنَال َكَفَتْحًامُّبِ ينًا 1 لِيَغْفِرَلَكَا للَّهُمَاتَقَدّ َمَمِنذَنْبِكَو َمَاتَأَخَّرَوَ يُتِمَّنِعْمَتَ هُعَلَيْكَوَيَه ْدِيَكَصِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا 2 وَيَنصُرَكَاللّ َهُنَصْرًاعَزِي زًا} [الفتح: ١ - ٣]، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أُنزلتْ عليَّ الليلة سورة لهي أحبُّ إلي مما طلعتْ عليه الشمس»[5]، فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم له: هنيئًا مريئًا، فما لنا؟ فأنزل الله تعالى: {هُوَالَّذِيأَنز َلَالسَّكِينَةَ فِيقُلُوبِ الْـمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُواإي مَانًامَّعَ إيمَانِهِمْوَلِ لَّهِجُنُودُالس َّمَوَاتِ وَالأَرْضِوَكَا نَاللَّهُعَلِيم ًاحَكِيمًا 4 لِيُدْخِلَالْـم ُؤْمِنِينَوَالْ ـمُؤْمِنَاتِجَن َّاتٍتَجْرِيمِن تَحْتِهَاالأَنْ هَارُخَالِدِينَ فِيهَاوَيُكَفِّ رَعَنْهُمْسَيِّ ئَاتِهِمْ وَكَانَذَلِكَعِ ندَاللَّهِفَوْز ًاعَظِيمًا} [الفتح: ٤،٥][6].


المكاسبالمترتبة علىمسيرالمسلمين إلى مكة:


لماذا أصابت المسلمين كآبة حين أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالتحلل من الإحرام ولمَّا يعتمروا بعد؟


وما هي أهداف النبي صلى الله عليه وسلم من المسير نحو مكة لأداء مناسك العمرة في وقتٍ لا تزال قريش تنصب العداء فيه لمحمد صلى الله عليه وسلم وجماعته المؤمنة؟


بعد عام واحد من غزوة الخندق التي أعلن فيها النبي صلى الله عليه وسلم تغيُّر مسار الصراع بينه وبين قريش حيث قال: «الآن نغزوهم ولا يغزوننا»[7]، بعد عام واحد سار النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه وبجيشه إلى مكة لأول مرة، لكنه هذه المرَّة لم يكن مسيره لأجل القتال، بل لأجل العمرة وزيارة البيت الحرام الذي طُردوا منه قبل سنين، لقد كان الحنين يحدوهم إليه ويحفزهم للمضي قدمًا نحو مكة.


كما أنَّ مسير المسلمين بهذا العدد نحو مكة تحت مرأى ومسمع من قبائل الجزيرة العربية يوحي بأنَّ ثمة دولة فتية لها كيان ولها وجود، وهي تعيش حياتها كأي دولة. ولا شكَّ أن حديث محمد في تلك الفترة يتصدر أحاديث مجالس القبائل العربية المحيطة بمكة والمدينة.


لقد كانت تلك الجموع وهي تحث المسير نحو مكة تعلن بصمتٍ أن البيت الحرام ليس مِلكًا لقريش وحدها، وأن زعامة قريش على الكعبة زعامة واهية. وهذا أحد أسرار هذه الغزوة.


أدركت قريش أن الانتصارات التي يريد تحقيقها رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المرة ليست انتصارات مسلحة، وإنما هي انتصارات إعلامية ونفسية!


«الخسائر»المترت بةعلىصلحالحديبي ة:


في بادئ الأمر كان صلح الحديبية يُعدُّ انكسارًا حادًّا في الأهداف، وتلاشيـًا في الطموح؛ فلا البيت الحرام - الذي طالما حنَّت إليه نفوس المهاجرين - سيزورونه؛ وهم حينها بالقرب منه، وقد أحرموا وساقوا الهدي معهم. وستتسامع العرب - بنشوة - أنَّ محمدًا وأصحابه سيعودون خائبين من حيث أتوا، وستفرض قريش سمعتها الزعامية على العرب مرة أخرى بصدها للمسلمين عن البيت الحرام.


ولقد شعر المسلمون بشيء من العسف في بنود الصلح لا يحتمل، وكلنا نعرف موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه حين قال: «فلمَ نعطي الدنيَّة في ديننا؟»، أما حين رُدَّ أبو جندل إلى المشركين يسومونه سوء العذاب فكانت لحظة زمنية رهيبة تُزِلزل القلوب وتهمر الدموع، وكأن سائلًا يتساءل حينها: أكلُّ هذا من أجل عمرة آمنة، ثم هي مؤجلَّة؟! لم تكن المعادلة متكافئة فيما يبدو للوهلة الأولى.


لله قلوب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم! كيف ثبتت عند هذا الموقف؟! كيف استطاعت أن تسيطر على المارد الهائج في نفوسها والذي تشكَّل في هذا الموقف؟! والله لم أزل متعجبًا من هول الموقف وضخامة الثبات في صلح الحديبية. فاللهم ارزقنا ثباتًا كثباتهم.


من الطبيعي أن يكون نجاح قريش في صد المسلمين عن البيت الحرام عاملًا مهمًا في تقزيم قوة الجيش الإسلامي، سواء كان ذلك على المستوى الداخلي للدولة الفتية أو على المستوى الخارجي بين هاتيك القبائل التي مر عليها النبي صلى الله عليه وسلم أثناء مسيره إلى مكة، والقبائل التي تتسامع أخباره. وهذا في بادئ الأمر انتصار إعلامي ونفسي لصالح قريش.


حتى الأعراب من حول المدينة كانوا على أملٍ كبير في هزيمة تنال المسلمين وتكبت طموح محمد صلى الله عليه وسلم: {بَلْظَنَنتُمْأَ نلَّنيَنقَلِبَا لرَّسُولُ وَالْـمُؤْمِنُو نَإلَىأَهْلِيهِ مْأَبَدًاوَزُيِ ّنَذَلِكَفِيقُل ُوبِكُمْوَظَنَن تُمْظَنَّ السَّوْءِوَكُنت ُمْقَوْمًابُورً ا} [الفتح: 1]،لقد تنامى إلى مسامعهم أنَّ ذلًا طال جيش المسلمين وأنَّ الهوان لحقهم بإبرامهم عقد الصلح في الحديبية.


هذه الخسائر هي التي جعلت أكثر الصحابة رضي الله عنهم يتألمون لصلح الحديبية، فهم الكُماة الذين قدَّموا أرواحهم رخيصة في سبيل نصر الإسلام والدفاع عنه، ولأنْ يقطَّع أحدهم قطعة قطعة أحب إليه من أن يرى الإسلام تنكَّس راياته أو يأفل نجمه.
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 92.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 91.07 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.85%)]