سر صديقتي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سلسلة أفقاه لا يستغني عنها الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 496 )           »          أبو القاسم بن عساكر (الحافظ الكبير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أبو فرج بن الجوزي (شيخ الواعظين) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ندبة الودّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          اجمع بين أصالتك وجمالك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          وهم الأبراج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          بداية تدوين علم التفسير ومعرفة نسخ التفسير القديمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          وسائل الديمقراطيين في إقناع المسلمين بالنظام الديمقراطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الخذلان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إدانة التدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-01-2021, 05:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,633
الدولة : Egypt
افتراضي سر صديقتي

سر صديقتي
عبير النحاس


خرجت عن صمتها أخيراً، وراحت تحدثني وهي تشهق وتنتحب، أخبرتني منار عن قرارها الحاسم والمفاجئ بالطلاق، وتحدثت عبر سماعة الهاتف طويلاً عن عزمها الأكيد هذا.
كانت خطة صديقتي معقولة، وبدت لي واقعية وهي تحكي عن رغبتها في استئجار شقة صغيرة، وأن تعيش فيها حرة مع أولادها، وقالت بأنها ستدفع ثلث راتبها إيجاراً للشقة، وستعيش بما يتبقى لها من الراتب بعد أن تضيف عليه ما يدره عليها عملها الخاص، وبدا لي الأمر معقولاً؛ لعلمي بأن أهلها لن يتركوها بعد أن تتخذ القرار نظراً لمعرفتي بتلك الصلات القوية التي تربطهم كعائلة محبة.
كانت أسبابها تبدو لي غير منطقية أحياناً، وكنت لا أرى في ما تكرهه في زوجها سبباً يدفعها لهجره بعد تلك السنوات الطويلة، ولكنها بدت متعبة جداً وحزينة ومرهقة، وهي تحكي لي عن صراخه وعصبيته التي لم تعد تحتملها، وعن عدم قدرته على مواكبة اهتماماتها، وما تحبه في الحياة وتهواه لنفسها ولأولادها.
وقد أخبرتني أن نزقه وعصبيته منعتها من ممارسة حياتها الاجتماعية بشكل طبيعي، وهي لا تضمن سلوكه أمام الناس، وأنها ترى آثار قسوته عندما يتعامل مع أولاده، فلا تحتمل وتشرع في مواجهته والاشتباك معه، وتدفع الثمن بالطبع من هدوء بالها وراحة فكرها وأعصابها.
لم تفلح محاولاتي في دعم موقف زوجها وتذكيرها بمزاياه الكثيرة كرجل ملتزم لا يرى غيرها بين نساء الكون، وبأنه محب لبيته ولأولاده، ولم نعرف منه بخلاً ولا عيباً مشينا، وإن كنا جميعاً نعرف طبعه النزق، وسرعة غضبه وحساسيتها المفرطة وهدوءها وتلك الأنفة.
لم تفارق كلماتها الحزينة مخيلتي، وبقيت جملتها تتردد في خيالي وهي تخبرني بأنها احتملت طبعه من أجل أطفالها، وأنها ستهجره من أجلهم أيضاً، وأنها باتت تخشى على نفوسهم من صراخه وغضبه الدائم وعصبيته المفرطة، وأنها تريد أن تحيا ما تبقى لها من أيام وسنوات في هذه الدنيا بعد أن ملَّت مسايرته ومغاضبته ومشاحناتهما الدائمة، ولو كانت الأسباب تافهة كما تقول.
كنت أعلم أن الحياة بجانب إنسان غضوب متعبة، وأنها تجلب الأمراض، وتمحق الأرزاق، وتنفي عن الهناء والسرور معناه ولذته، وأعترف لصديقتي بأنها صبرت واحتملت، وأنها ربت أطفالها تربية رائعة جعلت من أدبهم وتفوقهم وثقافتهم العالية مضرباً للمثل، وقدوة للكثيرين.

واعترف لها الجميع بحسن وقوفها ودعمها لزوجها في محنته، ومساعدتها له ليتجاوز تلك الأزمة التي ملأت بصداها اجتماعات المقربين والمعارف والأصدقاء جميعاً، وكدت أجزم أن هجرها له سيكون بمثابة السقوط وشماتة أعدائه الكثيرين به، ولكنها أكدت لي بأنه سيجد من تحبه وتتزوجه وتنسيه عائلته، وأنه سيعرف قيمة أولاده الهادئين وزوجته الصابرة عندما سيبتعدون عنه، وسيدرك جيداً كيف كان يؤذيهم ويتعبهم بنزقه المقيت.
ليومين.. لم تغادر منار مخيلتي، وكنت أجدني أفكر في بيتها الجميل، وفي تخليها عن زوجها وهجره بعد أن استنفذت قدرتها على إكمال حياتها بجانب زوجها وصبرها على عصبيته التي تؤذيها وتتعبها.
قاومت رغبتي في الحديث معها مرة أخرى وتركتها لأيام، واتصلت بها أخيراً لأعرف إنجازاتها وما فعلته بعد أن كانت قد أخبرتني عن زيارتها للعديد من المنازل الصغيرة في أحياء قريبة من مكان عملها، وفوجئت بطفلتها تقول لي: "أمي في المشفى مع أخي" وصمتت الطفلة قليلاً، ثم قالت بسرور: "خالتي.. خالتي.. أبي هناك أيضاً".
أسرعت نحو ملابسي أرتديها، يرافقني خوف على ابن صديقتي وفضول لأعرف بقية القصة، ووجدتها هناك بانتظاري بعد أن أخبرتها طفلتها بقدومي، وكانت مبتسمة وهادئة وأنيقة أيضاً، وابتسمت لها بعد أن اطمأننت على الصغير وابتسمت لي، ثم اقتربت مني وهي تقدم لي شراباً بارداً، وهمست قائلة: "أعطيته فرصة فقط..
ما زلت والأولاد بحاجته".



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.00 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]