|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أهلي يريدون أن أعمل في الريف أ. عزيزة الدويرج السؤال ♦ ملخص السؤال: شاب يَسْكُن في الرِّيف، وأهله مُصِرُّون على عَمَلِه في البلْدة، لكنه لا يريد ذلك، ويريد العمل في المدينة. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. بدايةً أشكر كل القائمين على هذه الشبكة الرائقة، جزاكم الله خيرًا. أنا شابٌّ ريفي في العشرين مِن عمري، حصلتُ على الثانوية العامَّة، ثم غادرتُ للدراسة في مدينةٍ مجاوِرة لبلدتي لعدم وُجود جامعات في بلدتي، والحمدُ لله تخرَّجتُ وأنهيتُ الجامعة. المشكلة الآن أني أُريد أن أعملَ في المدينة وليس في الريف، لكن والدي يرفض هذا الأمر بصورة غير جبرية، وأمي شبه مُصرَّة على عملي في الريف! أنا منذ صِغَري لا أُخالِط الناس، ولَم يكُنْ لديَّ الكثير مِنَ الأصدقاء، ولا أحبُّ الريف، فأنا بطبعي أميل للمدينة، وأستطيع أن أفعلَ أيَّ شيءٍ في المدينة رغم الزِّحام والكثافة السُّكَّانية الهائلة، هذا إضافة إلى أن لديَّ أصدقاء في المدينة. شخصيتي في المدينة تختلف كثيرًا عن شخصيتي في الريف، ففي المدينة أشعُر بالاجتماعيَّات وأخرج وأتعرف على أناس كثيرين، وفي الريف لا أخرج من البيت إلا للصلاة فقط. أنتظر ردكم ورأيكم في مشكلة إصرار أهلي، ماذا أفعل فيها؟ الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. نشكر لك ثقتك أخي الكريم في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ عند حُسن ظنك بنا، وأن نكونَ خير معين لك بعد الله في تجاوز مشكلتك. أخي الكريم، إنَّ وُجودَ الوالدين في حياة الإنسان أكبرُ نعمةٍ مِن الله سبحانه وتعالى، وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24]. وقد قرَن اللهُ سبحانه وتعالى رِضاه برِضا الوالدين، فبِرضاهم عليك تنْفَتِح لك أساريرُ الحياة، وينصبُّ عليك الرزقُ مِن أوسع أبوابه، بِرضاهم عليك يكْثُر دعاؤُهم لك، وبذلك تجد السعادة في الحياة، وتجد تيسير الأمور. لا شكَّ أخي السائل أنني أحتَرِم رغبتك في العيش بالمدينة، وما ذكرته من أسباب مقنع جدًّا لتحقيق سُبُل العيش الكريم، ولكن بما أنك في بداية الحياة العملية، ابحثْ عن عملٍ لك في الريف ولو لمدة مؤقتة؛ لتكسبَ رضا والديك، والجلوس معهم، خاصةً وأنك من سنوات وأنت بعيد عنهم، ثم خلال هذه المدة أكْثِرْ من الجلوس معهم، والحديث عن أمور الحياة والعمل، والبحث عن الرِّزق، وحاوِلْ إقناعهم بطُرُق غير مباشرة - مِن خلال حديثك لهم -أنك غير منسَجِم في عملك هنا، وأن فُرَص العيش هناك أكثر وأسرع في الحُصُول على الرزق، وأن عليك أن تضغطَ على نفسك لتكوين أسرة جديدة وهكذا. لا تستخدمْ أُسلوب الإصرار، وعندما تبدي لهم ذلك ستجد منهم الاقْتناع، ولكن بعد أن تعيشَ معهم مدة كافيةٍ. أخي الكريم تذَكَّرْ دائمًا أن الله سبحانه وتعالى يُسَيِّر الإنسان إلى أقداره، وفي أغلب الأحيان نتمسَّك بأشياءَ نرغب فيها ونُفَضِّلها، ولا نعلم أن الخيرة في ترْكِها، وقد قال في كتابه الكريم: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]. إنَّ قراءة هذه الآية كفيلةٌ بأن تضَعَ لك النقاط على الحروف، وأن تصرفَ عنك الحيرة في أمرك، وعليك الرضا والقناعة بأنَّ كل ما يأتي مِن الله خيرٌ، وفي آخرها معرفة الله بعواقب الأمور، ومعرفته سبحانه بما فيه صَلاحك في الدنيا والاخرة، ولا تعلم فقد يكون عملك في الريف مباركًا ومُتَيَسرًا. جرِّبْ لمدة بسيطة، وستتضح الأمور، واجعلْ في قرارة نفسك أن ما تعمله هو لرِضا والديك والبر بهما، وستجد من الله ما يَسُرُّك. ختامًا تمنياتي لك بتَيْسير الأمور، والتوفيق والفلاح في الدنيا والآخرة
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |