مقياس الجمال في الخاطب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127207 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-01-2021, 09:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي مقياس الجمال في الخاطب

مقياس الجمال في الخاطب
أ. محمد شوقي


السؤال

ملخص السؤال:
فتاة تقدم شابٌّ للزواج منها، لكنها محتارة في القبول لأنه غير وسيم، وليست فيه الصفات الجمالية التي تتمناها.

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 25 عامًا، تقدَّم لخطبتي شابٌّ زميل لي في العمل، هو شاب متدين، ذو أخلاق عالية، لكن لم أجدْ فيه الصفات الجمالية الخارجية التي كنتُ أتمناها؛ أقصد أن يكون شابًا وسيمًا.


متردِّدة في القرار، وأخاف أن أرفضه فأندم فيما بعدُ، وأخاف أن أقبله فأندم كذلك، صليتُ صلاة الاستخارة.

وأرجو مشورتكم

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نُرَحِّب بك أختنا الفاضلة في شبكة الألوكة، سائلين الله تعالى أن يُوَفِّقنا في إعانتك، والوقوف معك في حيرتك.


اعلمي بدايةً أن شَرْعَنا المطهَّر لَم يتركْ أمرَ الزواج واختيار الزوج هباءً، بل وضَع له معايير نتتبعها إذا ما دخلت الحيرةُ قلوبنا، واختلفت الآراء أمامنا؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتاكم مَن ترضَوْن دِينه وخُلقه فزوِّجوه، إلا تفعَلُوا تكن فتنةٌ في الأرض وفساد عريض))؛ فالأساسُ المتينُ في اختيار المرأة للرجل أن يكونَ مَرْضِيَّ الدين والخُلُق، والحمدُ لله فالشابُّ المتقدِّمُ كما وصفتِه: متدين، وذو أخلاق عاليةٍ، فليس مِن إشكال في هذه الناحية.


إلا أن الراحة النفسية والقَبول بين الطرفين شرطٌ آخر من شروط نجاح الحياة الزوجية؛ إذ ستعيش المرأة في كنفِ رجل حياة كاملة، وليستْ معرفة عابرة يلتقيان اليوم ويفترقان غدًا؛ لذا كان القَبول النفسيُّ والشكليُّ شرطًا آخرَ.


وقد عبر عن هذا المعنى تعبيرًا دقيقًا الأديب الكبير الرافعي في "وحي القلم" بقوله: "إعجاب المرأة برجل من الرجال مفتاح من مفاتيح قلبها"، فإذا لم تُعْجَب المرأة بالرجل أُغْلِقَ قلبُها من ناحيته، ولم تكمل الراحة النفسية والقبول المطلوب، ومن ثَم فإن قبلت امرأة هذه الحياة وهي غير مرتاحة، وغير متقبلة له، فلربما أدى ذلك بها إلى مفاسدَ كبيرةٍ.


أختي الفاضلة، طلبُك للجمال ليس بدعة من الأمر، وليس حِكرًا على الرجل أن يختارَ الفتاة الجميلة ويترك غيرها ممن هنَّ أقل جمالاً، بل للمرأة الحق في ذلك أيضًا، لكن اعلمي حفظك الله أن الجمال شيءٌ نِسبي، فقد يكون الشابُّ وسيمًا في عين غيرك قبيحًا في عينك والعكس، وأوَدُّ منك أختي ألا تكون نظرتك ضيقةً لمفهوم الجمال، فلا يكون الجمالُ بالشعر الناعم، والعيون الزرقاء، وبياض البَشرة، والطول والعَرض، وغيرها مِن الصفات التي قلما تتوافر في إنسان (رجلاً كان أو امرأة)، لكن الجمال المناسب أن يكونَ حسن الوجه والجسد، ويكون شكله متناسِقًا، ووجهه طبيعيًّا، وليس فيه عيبٌ ظاهر يُؤَرِّقك ويُقلله في عينك؛ لأنك إذا نظرتِ ودققتِ النظر في كل خاطب متقدِّم لك فلن تعدمي عيبًا، فلا تُرغمي نفسك على الكمال، ولا تشترطي على نفسك شيئًا ليس موجودًا.


نعم مِن حقك طلَب الجمال، حتى تغضي بصرك عنِ الرجال، ولتحققي قول الله تعالى: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ﴾ [النور: 31]، لكن الوَسامة والجمال لا بد أن يكونَ في حدود وطاقة البشر، فضعي لنفسك أختنا الفاضلة مواصفات الوسامة التي تطلبينها، وانظري فيها واحدة واحدة، هل هي طبيعية أو مُبالغ فيها، ثم احذفي منها ما ترينه مبالغًا فيه.


قارني ورجِّحي بين سلبيات وإيجابيات المتقدِّم (سواء كان هذا الشاب أو غيره)، وضعي ما لا يمكنك الاستغناء عنه في أعلى قائمتك، واحرصي كل الحرص على أن تضعي الدِّين والخلق في بداية أولوياتك، ثم انتقي من الصفات التي تحبينها دون تشدُّد أو مبالغة.


ولا تنسي صلاة الاستخارة؛ فقد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا همَّ أحدُكم بالأمر فلْيَرْكعْ ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علاَّم الغيوب، اللهم إن كنتَ تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجله - فاقدره لي، ويسِّره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به، قال: ويُسَمِّي حاجته)).


ليس دوري هنا أن أُوَجِّهك لقَبول أو رفض خاطبك المتقدم، لكن دوري أن أفتحَ الطرُق أمام عينك، لعلها أغفلتْ طريقًا.


وختامًا أقول لك:
إن وجدتِ نفسَك قادرةً على الارتباط به، مرتاحة له بعد أداء الاستخارة

فتوكَّلي على الله، ولا ترديه، وإن كانت الأخرى

فأسأل الله تعالى أن يبدلك خيرًا منه

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.62 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.55%)]