أخذ الكتاب باليمين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تأملات في سورة الكهف .. !! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          بين الدنيا والآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الغنيمة والربح في العشاء والصبح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الذوق العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          سر في مسارين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          هل الكتب تغيِّر الحياة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          لا تستسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          استشراف المستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الإنصاف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-01-2021, 08:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,707
الدولة : Egypt
افتراضي أخذ الكتاب باليمين

أخذ الكتاب باليمين
محمد طاهر عبدالظاهر الأفغاني






هذا مشهد من مشاهد الآخرة، وهو مشهد النَّجاح والفلاح للذين آمنوا بربهم وعبدوه سرًّا وعلانية بلا رياء وسُمعة، وتوكَّلوا عليه ولم يتَّكلوا على غيره طَرفةَ عين؛ وذلك فوز عظيم لهم؛ لأنهم في ذلك اليوم يكونون مستبشرين بنِعَم الله عز وجل، فرِحين بما آتاهم الله، ويتسلَّمون كتبهم بأيمانهم، قال الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ﴾[1].

وبعد ذلك يحاسبون حسابًا يسيرًا، قال الله تعالى: ﴿ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴾[2].

وعن عائشة رضي الله عنها في تفسير قوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴾ قَالَتْ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ إِلَّا هَلَكَ))، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسول الله، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴾ قال: ((ذَاك العَرْضُ يُعْرَضُونَ، وَمَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ هَلَكَ))[3].

وأيضًا قالت عَائِشَة رضي الله عنها في تفسير قوله تعالى ﴿ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴾، سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يَقُولُ في بَعْضِ صَلَاتِهِ: ((اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا))، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْحِسَابُ الْيَسِيرُ؟ قال: ((أَنْ يَنْظُرَ فِي كِتَابِهِ فَيَتَجَاوَزَ لَهُ عَنْهُ، إِنَّهُ مَنْ نُوِقش الحسابَ يَا عائشةُ يَوْمَئِذٍ هَلَكَ))[4].

وينقلبون إلى أهلهم مسرورين، قال الله تعالى: ﴿ وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴾[5].
وقال قتادة رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴾ "إلى أهْلٍ أعدَّ الله لهم الجنة"[6].

وقال البغوي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴾ "وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ، يَعْنِي: فِي الْجَنَّةِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَالْآدَمِيَّاتِ، مَسْرُورًا بِمَا أُوتِيَ مِنَ الْخَيْرِ وَالْكَرَامَةِ"[7].

وقال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴾ "أَزْوَاجِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، مَسْرُورًا؛ أَيْ: مُغْتَبِطًا قَرِيرَ الْعَيْنِ"[8].

وذكر القرطبي رحمه الله تعالى قولًا آخر بصيغة التمريض (قيل) في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴾ "وَقِيلَ: إِلَى أَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا لَهُ فِي الدُّنْيَا، لِيُخْبِرَهُمْ بِخَلَاصِهِ وَسَلَامَتِهِ"[9].

وصوَّرتْ هذا المشهد الآياتُ الكريمة، قال الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾[10].


[1] سورة الانشقاق: (7).

[2] سورة الانشقاق: (8).

[3] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب تفسير القرآن، بَابُ ﴿ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴾ [الانشقاق: 8]، رقم الحديث: (4939)، (6/ 167).

[4] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (24/ 313)، و"تفسير القرآن العظيم"؛ لابن كثير، (8/ 357) وقال ابن كثير رحمه الله: "صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ".

[5] سورة الانشقاق: (9).

[6] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (24/ 315)، و"الجامع لأحكام القرآن"؛ للقرطبي، (19/ 272).

[7] "معالم التنزيل في تفسير القرآن"؛ للبغوي، (5/ 229).

[8] "الجامع لأحكام القرآن"؛ للقرطبي، (19/ 272).

[9] المصدر نفسه.

[10] سورة الحاقة: (19 - 24).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.45 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.63%)]