|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() علاج الأرق أ. عائشة الحكمي السؤال السلام عليكم ورحمةٌ من الله وبركاته. تحيَّة طيبةً مباركةً لهذا الموقع العظيم، وبعد: منذ زمنٍ طويلٍ جدًّا، أعاني قلقًا أثناء النوم؛ حيثُ أن جُل نومي مليء بالكوابيس، وأحاديث النفس خاصةً، فعلى سبيلِ المثال لا الحصر: حينما أقابلُ شخصًا ما وأتسامرُ معهُ، أجدُ أن أحلامي تعودُ إلى ذلك الموقف، وهاتيك المسامرة، فأتحاورُ وأتحدثُ معه، كما لو كنت مستيقظًا في أحاديث جديدة. وهكذا فأنا أتنقل في نَومي بين كثيرٍ من الشخصيات التي رأيتها في يومي، فأستيقظ وأنا مُتضجر قلق، ولربَّما وجدتُ رأسي في بعض الأحيان مُصدعًا، وفي كثير من الأحيان أكونُ في حُلمٍ ما، فيأتي أحدهم لإيقاظي من أجل الصلاة، فأستيقظ وأنا في منتصف الحلم، فأشعرُ أن نومي كلَّه أحلامٌ في أحلام وكوابيس في كوابيس، فلا راحةَ ولا اطمئنان. ولا تَظُنَّ أني مقصرٌ في قراءة الأوراد، بل أقرأ الورد كاملاً، وأردد آية الكرسي كثيرًا قبل نومي، وأسبحُ الله وأستغفرهُ كثيرًا، غيرَ أنهُ رغمَ ذلك أجدُ أحاديث النفس لا محالة آتيةٌ في نومي، وأصبحتُ مؤخرًا أتَحامل على نفسي، وأتوضأ قبل النوم، ثم أصلي الوتر وأنام وأنا على طهارة، بيد أنَّ الأمرَ هُوَ هوَ لم يتغيّر. فما الحلُّ رعاكم الله؟ وما الدواء؟ وشكرًا الجواب أخي الفاضل، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. هناك عدة أسباب لتعرض المرء لأضغاث الأحلام والكوابيس المزعجة، من ذلك: • انخفاض سكر الدم خلال النوم. • تغيير درجة حرارة الجسم. • أحد الأعراض الجانبية لتناول بعض العقاقير كالسيروكسات مثلاً، أو أدوية القلب أو المضادات الحيوية، أو مضادات الهيستامين. • نتيجة للتوقُّف المفاجئ عن تناوُل أحد العقاقير كأقراص النوم مثلاً. • شرب الخمر. • أحد الأعراض الانسحابية للتوقف عن شرب الخمر والمخدِّرات. • التعرُّض المستمر للضغوط النفسية والمشكلات العائلية والعاطفية. • التفكير السلبي قبل النوم. • قد يكون شكلاً من أشكال الأرق الذي يصيب مرضى الاكتئاب. • تناول الوجبات الدسمة قبل النوم مباشرةً. • تناول الكافيين قبل النوم، ويتواجد الكافيين في الشاي والقهوة والكولا والشوكولاتة. • وضعية النوم الخاطئة؛ كالنوم على الظهر، أو النوم على البطن، أو النوم على الجانب الأيسر. • التفسير النبوي للأحلام المزعجة والكوابيس أنَّها من الشيطان لتحزين المؤمنين؛ روى البخاري: "حدثنا خالد بن مَخْلَد: حدثنا سليمان، عن يَحيى بن سعيد قال: سمعت أبا سلمة قال: سمعت أبا قتادة يقول: سمعت النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((الرُّؤيا من الله، والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدُكم شيئًا يكرهه، فلينفث حين يستيقظ ثلاثَ مرات، ويتعوَّذ من شرِّها، فإنَّها لا تضره))، وقال أبو سلمة: وإن كنت لأرى الرُّؤيا أثقل عليَّ من الجبل، فما هو إلاَّ أن سمعت هذا الحديث فما أباليها". هل تعرف تحت أيِّ كتاب وضع البُخاري هذا الحديث؟ لقد وضعه في "كتاب الطب"، فتأمَّل عبقرية البخاري. العلاج: أولاً: للاطمئنان على عدم وجود أيِّ سبب عضوي، أنصحكَ بعمل الفحوصات الطبية الآتية: • فحص الدم. • فحص وظائف الكبد. • فحص الغدة الدرقية. ثانيًا: العلاج النبوي: • كراهية النوم قبل صلاة العشاء: عن أبي برزة: "أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يكره النوم قبل العشاء، والحديث بعدها"؛ رواه البخاري. • الوضوء والنوم على الشق الأيمن والدُّعاء: عن سعد بن عبيدة حدثني البَراء بن عازب: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إذا أخذتَ مَضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: "اللهم، إنِّي أسلمت وجهي إليك، وفَوَّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك؛ رغبةً ورهبة إليك، لا مَلْجَأ ولا مَنْجَى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت"، واجعلهن من آخر كلامك، فإنْ متَّ من ليلتك، مت وأنت على الفطرة))؛ قال: فرددتهن لأستذكرهن فقلت: "آمنت برسولك الذي أرسلت"، قال: ((قل: "آمنت بنبيك الذي أرسلت"))؛ رواه مسلم. وعن عبدالله بن عمر: أنَّه أمر رجلاً إذا أخذ مَضجعه قال: ((اللهم، خلقت نفسي وأنت توفَّاها، لك مَماتها ومَحياها، إنْ أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها، اللهم، إني أسألك العافية))، فقال له رجل: أسمعت هذا من عمر؟ فقال: من خير من عمر، من رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم"؛ رواه مسلم. وعن سهيل قال: "كان أبو صالح يأمرنا، إذا أراد أحدُنا أنْ ينامَ، أن يضطجع على شقه الأيمن، ثم يقول: ((اللهم رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربَّنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ عنا الدين وأغننا من الفقر))، وكان يَروي ذلك عن أبي هريرة، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم"؛ رواه مسلم. • التعوُّذ عند النوم: "عن عائشةَ: أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا أوى إلى فراشه كلَّ ليلة، جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]، و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ [الفلق: 1]، و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ [الناس: 1]، ثم يَمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاثَ مرات"؛ رواه البخاري. • وضع اليد اليُمنى تحت الخد الأيمن: عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا أخذ مَضجعه من الليل، وضع يده تحت خده، ثم يقول: ((اللهم باسمك أموت وأحيا))، وإذا استيقظ قال: ((الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور))؛ رواه البخاري. • نفض الفراش قبل النَّوم عليه، عن أبي هريرة قال: قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا أوى أحدُكم إلى فراشه، فلينفض فراشه بِدَاخِلَةِ إزاره، فإنَّه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظُ به عبادك الصالحين))؛ رواه البخاري. • التسبيح والتكبير عند النوم: عن علي: أنَّ فاطمة - عليهما السلام - شكت ما تلقى في يدها من الرَّحى، فأتت النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - تسأله خادمًا، فلم تجدْه، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته، قال: فجاءنا وقد أخذنا مضاجِعَنا، فذهبت أقوم، فقال: ((مكانك))، فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال: ((ألا أدُلُّكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما، أو أخذتما مضاجعكما، فكَبِّرا ثلاثًا وثلاثين، وسبِّحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم))؛ رواه البخاري، وعن شُعبة، عن خالد، عن ابن سيرين قال: التسبيح أربع وثلاثون. • دعاء الفزع من النَّوم: "عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه: أنَّ رسول اللَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يعلِّمهم من الفزع كلمات: ((أعوذ بكلمات اللَّه التامَّة من غضبه وشرِّ عباده، ومن همزات الشياطين وأنْ يَحضرون))، وكان عبداللَّه بن عمرو يعلِّمهن مَن عَقَلَ من بَنِيه، ومن لم يَعْقِل كتبه فأعلقه عليه"؛ رواه أبو داود. • آداب رُؤية الكوابيس: عن جابر عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((إذا رأى أحدُكم الرُّؤيا يكرهها، فليبصق عن يساره ثلاثًا، وليستعذْ بالله من الشيطان ثلاثًا، وليتحوَّل عن جنبه الذي كان عليه))؛ رواه مسلم. ثالثًا: قطع الكافيين قبل النوم بست ساعات على الأقل. رابعًا: تناول مشروبات مهدئة جالبة للنوم كالحليب الدَّافئ، أو منقوع اليانسون، أو منقوع الخزامي (اللافندر). خامسًا: المشي لمدة 20 دقيقة قبل النوم، ثم القيام بأحد تَمارين الاسترخاء. سادسًا: خذ حمامًا دافئًا، وتَجَنَّب الاغتسال بماء بارد إلاَّ في الصباح الباكر؛ لأنَّ المياه الباردة منشِّطة، بينما المياه الدافئة مرخية ومهدِّئة، أقول: (دافئة)، وليست (ساخنة)، كمياه الجاكوزي مثلاً، فمثل هذه الحمامات الساخنة خطيرة جدًّا على صحة الرجل؛ لكونها أسرع طريقة لقتل الحيوانات المنوية وإضعاف الخصوبة. سابعًا: تجنب مشاهدة الأفلام المرعبة، أو أخبار آخر اللَّيل، أو قراءة روايات، أو كتب ذات تأثير عاطفي. ثامنًا: اعلم أن الأحلام عبارة عن تنفيس لمكبوتات داخليَّة لم يتم تفريغها في اليقظة، فاعمل على أن "تفضفض" عن نفسكَ دائمًا من خلال الكلام مع صديقٍ مُقرب أو عبر الكتابة على الورق، ثم يمكنكَ بعد ذلك مسحها إن خشيت أنْ يقرأها أحد، المهم أن تعبر قليلاً؛ كي لا تنفجر مشاعرك - يا أخي - في صورة حلم أو كابوس. تاسعًا: تفقد غرفة نومك، ربَّما كان السرير غير مريح، أو الوسادة بحاجة إلى تغيير، أو كانت الإضاءة مزعجة أو حرارة الغرفة غير جيدة. هذه تقريبًا أهمُّ النَّصائح لتجنب اضطرابات النوم، لكن لا بُدَّ من الوقوف على السبب الرئيس لتسريع العلاج، فإذا عثرتَ يا أخي الكريم على السبب الذي أدَّى إلى ظهور هذه الأحلام المزعجة من بين كل ما ذكرته لك، فاعمل فورًا على التخلص منه، أمَّا إذا كنتَ بحاجة إلى مزيد من الشَّرح والدعم والمساندة، فاكتب لنا من جديد وعلى الرحب والسعة، متمنية لكَ وللجميع أحلامًا سعيدة. ختامًا: كان الرجل إذا سأل ابن سيرين عن الرُّؤيا، قال له: ((اتقِ الله في اليقظة، لا يضركَ ما رأيتَ في المنام)). دمتَ بألف خير، ولا تنسنا من صالح دعائك
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |