وصية للكُتَّاب من عبدالحميد الكاتب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سُنّة: الحمد في السراء والضراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الأنا بين الاكتشاف والتأمل .. ! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          يا هذا… المجّانية فتنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          خطبة فضل عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خطبة عن فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 3 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4957 - عددالزوار : 2061951 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4533 - عددالزوار : 1330730 )           »          ابتسامة تدوم مدى الحياة: دليلك للعناية بالأسنان في كل مرحلة عمرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          كم يحتاج الجسم من البروتين يوميًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أطعمة ممنوعة للمرضع: قللي منها لصحة طفلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-01-2021, 05:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,701
الدولة : Egypt
افتراضي وصية للكُتَّاب من عبدالحميد الكاتب

وصية للكُتَّاب من عبدالحميد الكاتب

المتوفى سنة 132هـ

محمد شريف سليم

فتنافسوا يا معشرَ الكُتَّاب في صنوف الآداب[1]، وتفهَّموا في الدين، وابدؤوا بعلم كتاب الله عز وجل، والفرائض، ثم العربية؛ فإنها نَفَاق[2] ألسنتكم، ثم أجيدوا الخطَّ؛ فإنه حلية كتبكم[3]، وارووا الأشعار، واعرفوا غريبَها ومعانيَها، وأيام العرب والعجم، وأحاديثها وسيرها؛ فإن ذلك معين لكم على ما تسمو[4] إليه هممُكم، ولا تضيعوا النظر في الحساب؛ فإنه قوام كُتَّاب الخراج[5]، وارغبوا بأنفسكم عن المطامع سَنِيِّها ودَنِيِّها، وسفساف الأمور ومحاقرها[6]؛ فإنها مُذلَّةٌ للرقاب، مفسدَةٌ للكتاب، ونزِّهوا صناعتكم عن الدناءة، واربؤوا بأنفسكم[7] عن السعاية والنميمة وما فيه أهل الجهالات، وإياكم والكبر، والسخف[8]، والعظمة؛ فإنها عداوة مجتلبة[9] من غير إحنة[10]، وتحابوا في الله عز وجل في صناعتكم، وتواصَوْا عليها بالذي هو أليقُ لأهل الفضلِ والعدلِ والنُّبْلِ من سلفكم، وإن نبا[11] الزمان برجل منكم فاعطفوا عليه وواسوه[12] حتى يرجع إليه حاله، ويثوب إليه أمره، وإن أقعد أحدًا منكم الكِبَرُ عن مكسبه ولقاء إخوانه، فزوره وعظِّموه، وشاوروه، واستظهروا بفضل تجرِبتِه وقديم معرفته[13].


ولا يقل أحد منكم: إنه أبصرُ بالأمور، وأحمل لأعباء التدبير من مرافقه في صناعته، ومصاحبه في خدمته؛ فإن أعقل الرَّجُلَيْنِ عند ذوي الألباب، من رمى بالعُجْبِ[14] وراء ظهره، ورأى أن أصحابه أعقلُ منه، وأجملُ في طريقته[15].


وعلى كل واحد من الفريقين أن يعرف فضلَ نعمِ الله - جل ثناؤه - من غير اغترار برأيه، ولا تزكية لنفسه، ولا يكاثر[16] على أخيه، أو نظيره، وصاحبه، وعشيره، وحمدُ الله واجبٌ على الجميع؛ وذلك بالتواضع لعظمته، والتذلُّلِ لعزته، والتحدث بنعمته.


وأنا أقول في كتابي هذا ما سبق به المثل: من تلزمه النصيحةُ يلزمه العمل[17].


وهو جوهر هذا الكتاب، وغُرة كلامه، بعد الذي ذُكر فيه من ذِكر الله عز وجل؛ فلذلك جعلته آخره، وتَممتُه به، تولاَّنا الله وإياكم يا معشرَ الطلبة والكَتَبةِ بما يتولى به من سبَق علمُه بإسعاده وإرشاده؛ فإن ذلك إليه، وبيده، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


وله في التوصية على إنسان:
حق موصل كتابي عليك كحقه عليَّ؛ إذ جعلك موضعًا لأمله، ورآني أهلاً لحاجته، وقد أنجزت حاجتَه، فحقِّقْ أملَه.

مصورة من كتاب: "مجموعة من النظم والنثر للحفظ والتسميع"





[1] تباروا في أنواعها.

[2] رواجها.

[3] زينتها.

[4] ترتفع.

[5] نظام أمورهم: عمادها.

[6] السفساف: الرديء الفاسد من كل شيء، ومحاقر الأمور: محقراتها وصغائرها.

[7] باعدوا بها.

[8] السُّخْفُ: ضعف العقل.

[9] مكتسبه.

[10] الإحنة: الحقد والغضب.

[11] إذا جار عليه الزمان.

[12] ابذلوا له مما تملِكون، وساعدوه بما تقدرون.

[13] استفيدوا من تجارِبه ومعلوماته.

[14] الزهو والكبر.

[15] أحسن في عمله.

[16] يغالبه.

[17] من احتاج إلى النصح وجب عليه العمل به.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.08 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]