الثقة بالنفس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 869 - عددالزوار : 119282 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024287 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301522 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40256 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367127 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-01-2021, 09:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,245
الدولة : Egypt
افتراضي الثقة بالنفس

الثقة بالنفس


د. ياسر بكار


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إخواني في الله، بُورك فيكم، وجُزيتم الجنَّة، أريد منكم مساعَدة، وأنتم عند حسن الظنِّ: أنا شابٌّ عَلِمْتُ مُؤَخَّرًا أنَّني أَفْتَقِد الثِّقة بالنفس، وأنا الآن أريد أن أَتَخَلَّصَ منها؛ فأنا عندما أرى مُنكرًا أَسْتحيي أن أنكره وأخجل، خاصة إذا كان عربيًّا أو قريبًا؛ سواء منَ الأهل أو الجيران، وكنْتُ أودُّ أن ألقي كلمةً في المسجد ولكن دون جدوى، وعندما أريد أن أنصحَ أي واحد أُرَتِّب أفكاري، وأقول: سوف أقول له: إنك إنسان عاقل، وما يصلح أن تفعل هذه المعصية، ولكن عندما أريد أن أقول له أتراجَع، فما الحل؟ جزاكم الله خيرًا.

وكذلك عندما يَتَحَدَّثُ المُعَلِّم ويشرح لا أشارك كثيرًا؛ لأني أخْجل، وفي بعض الأحيان تكون لديَّ بعضُ المعلومات، ولكن لا أبوح بها خجَلاً من الناس، وكذلك عندما يسألني أحد أصدقائي عن رأيي في موضوع ما، أقول له: لا أدري، مع العلْم أنه لديَّ بعض النصائح، ولكن أَتَلَعْثم، ولا أستطيع أن أبوح بما في داخلي للآخرين.

وشكرًا لكم، وآسف على الإطالة.

كيف يُمكنني تدريب نفسي في البيت على الإلْقاء؟ وكيف أُقَوِّي ثقتي بنفسي؟

وشكرًا لكم.


الجواب
الأخ الكريم، السلام عليكم ورحمة الله.
مرحبًا بك في موقع الألوكة، وأهلاً وسهلاً.
موضوع الثِّقة بالنَّفْس منَ المَوْضُوعات التي تشغل بال كثيرٍ منَ الناس، خاصة في سنِّ المراهقة، وهذا جُزْء منَ السَّعْي البشَري الدائم نحو التَّحَسُّن والتطوُّر، وهو أمْرٌ إيجابي، أَوَدُّ أن أناقِش هنا بعض التقنيات الهامَّة لتطوير الثِّقة بالنفس.

أولاً:
الحديث مع النفْس:
يجب أنْ نعْلَم أننا في حالةٍ منَ التَّحَدُّث الدائم مع أنفسنا، وهذا الحديث قد يكون إيجابيًّا مُحَفِّزًا، وقد يكون عاديًّا، وقد يكون سلبيًّا مُثَبِّطًا، إنَّ حدِيثنا مع أنفسنا يُؤَثِّر بشَكْلٍ كبيرٍ على ثِقتنا بأنفسنا، فضعيفُو الثقة بالنفْس يُحَدِّثون أنفسهم بشَكْلٍ سلبي مُعظم الوقت: (انظر إلى فلان، كيف وصل وأنا ما عملتُ، انظر إلى فلان كيف يبدع في كذا وأنا لا أستطيع، فلان يقدر وأنا لا أقدر، أنا خَجُول، عاجز، ضعيف)، وهكذا؛ مما يبرمج على المزيد منَ الشعور بالقصور والضعف.

أمَّا المُمَيَّزون فيُوَجِّهون رسائل التحفيز والثناء على أنفسهم - دون أن يسمعهم أحدٌ - مما يزيد من حبِّهم لأنفسهم وثقة بها، راقبْ ما تُحَدِّث به نفسك، وحوّر هذا الحديث إلى ذِكْر نِعَم الله تعالى وفَضْله، واسترْجاع ما أنْجزته من أُمُور رائعة، مهما كانتْ صغيرةً.

ومنَ التقنيات الفَعَّالة أيضًا التَّوْكيدات، وهي عبارة عن جُمَل مُحَفِّزة وإيجابية، والتي لا تذهب هباءً، بل تدخل إلى النَّفْس وتبرمجها بشكْلٍ إيجابي، في الغد قفْ أمام المرآة في الصباح، وقل لنفسك: (أنا شخص مُمَيَّز، أنعم اللهُ عليَّ بأنواع النِّعَم، أنا فعلتُ كذا وكذا وكان أمرًا رائعًا)، قلْ ذلك في نفسك، ولا تجعل أحدًا يسمعه.

ثانيًا: قمْ بالتدَرُّج في إنجاز المهِمَّات الصعبة، كإلقاء كلمة في مسجد، أو نصيحة لشخْصٍ غريب، تجربة الإلقاء في البيت تجربة جيدة، كما يُقَرِّر بعض الخطباء، حيث يَتَخَيَّلون جُمُوع الناس أمامهم، ويَقُومُون بالخطابة كتدريب، قم بتسجيل هذه الخطبة، واستَمِعْ إليها مرَّة بعد مرة، حتى تكتشفَ نقاط القوَّة والضعْف في هذه الخطبة، ومن ذلك أيضًا تعلُّم بعض التقنيات الواردة في كُتُب تعلُّم الإلقاء، أو الالتحاق بدَوْرة تدريبيّة، أو التجربة في نطاق ضيِّق بين أصدقاء غير مستهزئين أو ناقدين بشدة، فهذا مُفيد للغاية.

كما أن النظَر إلى التجارب الأولى على أنها وسيلةٌ لتَطْوير مهاراتك الخطابية، لا حكم نهائيٌّ على قدرتك على الخطابة - سيساعدك كثيرًا.

ثالثًا: الحساسية الزائدة لما ينتقدنا به الآخرين هي منَ الأُمُور التي تُقَلِّل من ثقتنا بأنفسنا، عندما أسمع نقد شخصٍ، وأعيده بذهني مرة بعد مرة، وأشعر بالأَلَم والضِّيق لذلك، وقد يصدني ذلك عن المحاوَلة مرة أخرى، فهذا أمرٌ سلبي يحتاج إلى التغيير، تأمَّل هذه المقولة الرائعة: (لا يُمكن أن يؤذيك أحد دون رضاك)، نعم دون رضاك أنت؛ لأنك أنت الذي رضيتَ أن تحتفظَ بنَقْد الشَّخْص وتعليقه عليك في عقلك، والصحيح أن آخذ الجانب العملي من النصيحة وأقوّمها، دون أن أنْزَعج وأنتقد نفسي بسبب تلك النصيحة، بل أقوم بإِصْلاح ما يجب إصلاحه، وأَتَغاضَى عنها بعد ذلك.

تذَكَّر دائمًا أنَّ الخطأ أمرٌ طبيعي، وهو مِن طبائع الحياة وقوانينها، بل الخطأ هو السبيل الأَنْجَح لتطوير أنفسنا، لو اسْتَطَعْنا تحويل طريقة رُؤْيتنا للخطأ - كما ذكرت سابقًا - فسنمتلك قوة هائلة لتَطْوير أنفسنا، وتحسين أدائنا.

رابعًا: أريد منك أن تَتَأَمَّل في هذه الفكرة جيدًا؛ فكما خَلَقَنَا الله - عزَّ وجلَّ - متباينين في الأشكال والألوان، فقد خَلَقَنَا متباينين في السِّمات الشَّخصية والميول وما نبدع فيه، ما أُحْسن فعله أنا قد يختلف عما تحسنه أنت، وما تحسنُه أنت قد لا أحسنه أنا، ليس لأنني أكثر منك تميُّزًا، أو لأنك أكثر مني تَمَيُّزًا، بل لأن الله - عز وجل - يسَّر كلاًّ منَّا لأداء عملٍ ما، كما ورد في الحديث الصحيح.

المُمَيَّزُون من الناس يصْرفون وقتًا أكثر في الأمور التي يحسنونها، فيُطَوِّرُون أدائهم فيها، ويتجنَّبُون الانْخِراط في الأمور التي لا يحسنونها، ويُحَاولون تحقيق الحدِّ الأدنى المطلوب منها، فمَن لا يمتلك موهبة الخطابة ليس بالضرورة أن يصبحَ خطيبًا، ومَن لا يمتلك موهبة الكتابة فليس بالضرورة أن يصبح كاتبًا... وهكذا.

إذا اقتنعتَ بهذه الفكرة فسيبدأ العمل، فأنْتَ مُطالَبٌ باكتشاف الأُمُور التي تَتَمَيَّز أنت بأدائها بشكلٍ خاصٍّ، ما الأمور التي تحسنها أنت أكثر من غيرك؟ إنَّ عملية الاستكشاف هذه ليستْ سهْلةً، وتحتاج إلى الوقْت والجُهد والمراقبة الذاتية، لكنها تستحق ذلك؛ لأنَّك في الطريق الصحيح عندما تُفَكِّر بهذا الأُسْلُوب.

كيف أبدأ؟ فكِّر في الأُمُور التي تُحْسِن فِعْلها، فكِّر في الأمور التي تستمتع بِفِعْلِها، فَكِّر في الأمور التي تُحَقِّق فيها نتائج مُمَيَّزة عن الآخرين، فلوْ قلْتَ: أنا كاتب جيد، لديَّ بعضُ الكتابات الجيِّدة، فهذا سَيَسُوقك لاختيارٍ مُمَيَّزٍ للتَّخَصُّص الجامعي، ولمهنتك في المستقبل، وللنشاطات التي ستشغل وقتك وجهدك؛ وبالتالي سَتُحَقِّق نتائج مُمَيزة، كما قلتُ: الأمرُ يحتاج إلى الوقْت والجُهْد والمراقَبة، ثم الخطو إلى الأمام بشَكْلٍ صحيحٍ، وهذا سيكسبك ثقةً هائلةً بنفسك.

خامسًا: لا تَتَرَدَّد في طلَب التوفيق والسداد والنمُو منَ الله - عزَّ وجلَّ - فهذا أمْر مُهم أيضًا، ويُحَقِّق نتائج رائعة.

ختامًا: هذه أُمُور أعتقد أنها أساسيَّة للبداية بشَكْلٍ صحيحٍ، وهناك العديدُ منَ المقالات المنشورة في الشبَكة العالَمية عن الثِّقة بالنفس، والتي تحمل فائدةً كبيرة.

لك تحياتي


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.94 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.66%)]