عدم الثقة في نفسي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4932 - عددالزوار : 2014475 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4505 - عددالزوار : 1294212 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 579 - عددالزوار : 113932 )           »          تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 780 - عددالزوار : 147347 )           »          نصيحة حول قضاء الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          إمامة من يقضي ما فات من الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          سترة المصلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          تحريم الاستغاثة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى جمع له في الوحي مراتب عديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-01-2021, 09:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,797
الدولة : Egypt
افتراضي عدم الثقة في نفسي

عدم الثقة في نفسي


أ. شريفة السديري





السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم


بعدَ التحية، أرجو مِن سيادتكم التكرُّم عليَّ بالردِّ - إن شاء الله.

أنا آنسة عمري 31 سنة، وعندي دائمًا ضِيقٌ في صدري، ونوعٌ من المَلَل، ولا أعرف ما بي، مع أني عندي هوايةُ (الكروشيه)، وأنا أصنع (بلوزات)، وأشياء من (الكروشيهولكنْ عندي شعورٌ بأني وحيدةٌ في هذه الدنيا، مع أني عندي أخوات بنات أصغر مني، ولكنهنَّ متزوِّجات، وأخٌ في الكلية، وأبي مسافر، وأمي في المنزل، وأخت وأخ في الدِّارسة الابتدائية والإعدادية، ولكنْ عندي شعورٌ بالوحدة رهيبٌ، وعندي إحساسٌ بأن لا أحدَ يهتمُّ بي.

مع أنِّي كنتُ مخطوبةً منذُ ثلاث سنوات، واكتشفتُ أنَّ خطيبي كان طامعًا في أبي، وتمَّ فسْخُ الخطوبة منذُ ثلاث سنوات، وحتى الآن لم تتم خِطبتي، وأنا أشعر بأني ليس مرغوبًا فيَّ من أحد، وأنا حاصلة على معهد دراسات تكميليَّة بعدَ دبلوم تجاري، ومتوسِّطة الجمال.


وأرجو الردَّ، ضروري، وشكرًا، ولكم جزيل الشُّكر مني


الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


عزيزتي، رسالتُك آلمتني فِعلاً، فواضحٌ من كتابتك أنَّك تُعانين من اكتئاب Depression يمنعُك من الاستمتاع بحياتك، ورؤية الأمور الجميلة فيها، وهذا أحدُ أعراض الاكتئاب التي يسمُّونها Anhedonia، وتعني: فُقدانَ الاستمتاع بالأنشطة السارَّة.

أختي، اكتئابُك يبدو من النَّوْع التفاعلي Reactive Depression، وهو عبارة عن ردِّ فِعْل لحلول كوارثَ أو مصائب أو مشكلات في حياتنا، وهو قصيرُ المدى.

بالتأكيد أنَّك الآن تتساءلين عن الحلِّ، وحتى نعرفَ الحلَّ، علينا أن نعرفَ الأسبابَ التي أوصلتْكِ للاكتئاب، الذي عادةً ما يكون له سببٌ رئيسٌ، وأسباب مساعدة، ومِن كلامك يظهر السببُ الرئيس في فسخك لخِطبتك، وعدم خطبتك مرَّة أخرى، وهذا ربَّما ساعَدَ في ظُهور بقية الأسباب المساعدة، والتي تظهر في قولك بأنَّك وحيدة، ولا أحدَ يهتمُّ بك، وبأن لا أحدَ يرغبُ فيك، أو في التقدُّم إليك، وقولك عن نفسك: أنَّك متوسطة الجمال.

اعلمي عزيزتي، أنَّ كلَّ ما يحصل لنا في هذه الحياة لا يخرج عن نِطاق أمرين، الأول: أن تكون أمورًا نتحكَّم فيها نحن ونصنعها، والثاني: أمور بِيَدِ الله لا نَملِك تغييرَها أو التحكُّم فيها.

فمع الثاني علينا أن نرضَى ونُسلِّم، ونصبر ونحمد الله على ما كتبه لنا، ونُسلِّم بما قاله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((واعلمْ أنَّ ما أخطأك لم يكن ليصيبَك، وما أصابك لم يكن ليُخطِئَك))، ومع الأول نُفكِّر بِرَويَّة وحِكمة، فإنْ أصبنا فبتوفيق الله، وإن أخطأنا فلا نيأس أو نسخط، بل نراجع مكمنَ الخطأ ونُعدِّله، ونحاول مرَّة أخرى، ونجعل منه خِبرةً نستفيد منها في المستقبل، تمامًا كما قال إديسون حين حاول اختراع المصباح الكهربائي: "لقدِ اكتشفت 99 طريقة خاطئة لصُنع المصباح الكهربائي".

لكن ما حَدَث معك هو العكس، ففسخُكِ للخطبة جعلك تَفقدين ثقتَكِ بنفسك، بدلاً مِن تقويتها، فأصبحتِ تظُنِّين أن لا أحدَ يرغب فيك، أو يهتمُّ بك، وأنكِ لستِ جميلة، صحيح أنَّ الإنسان حين يمرُّ بمشكلة ما تتأثَّر نفسيتُه، وتتعب رُوحُه، ولكن علينا ألاَّ نجعل تلك نهايةَ العالَم، وعلينا أن ننهضَ مِن أَزْمتِنا وقد صِرْنا أكثرَ قوةً وصَلابة، فالتجارِب والخبرات والأزمات التي يمرُّ بها الإنسان تُصقِل رُوحَه وشخصيتَه، وتجعله أكثرَ حِكمةً ورشدًا.

عزيزتي، أنتِ التي وضعتِ نفسَك في تلك الدائرة السوداء، وأنت الوحيدة القادرةُ على إخراج نفسِك منها، ابدئي من اليوم بتقوية رُوحِك وإيمانك، قوِّي صلتَك بالله، وتَعلَّقي به وحدَه – سبحانه - فهو الذي بيده مقاديرُ السموات والأرض، وهو القادرُ على كلِّ شيء، وإليه تُرجع الأمور، ذلك سيمنحُك طُمأنينةً وسكينة، واستسلامًا تامًّا لقضاءِ الله في جميع حياتك.

وتذكَّري قوله - تعالى - في الحديث القدسي: ((أنا عِندَ ظَنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذَكَرني، فإنْ ذَكَرني في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٍ منهم، وإن تقرَّب إليَّ شبرًا تقربتُ إليه ذراعًا، وإن تقرَّب إليَّ ذراعًا تقربتُ إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيتُه هرولةً‏))؛ رواه البخاري ومسلم.

توقَّفي عن محادثة نفسِك بطريقة سلبية، كقولك بأنَّك متوسطة الجمال، وبأن لا أحدَ يرغب فيك، فالجمال هو هِبةٌ من عند الله، وقد كنت أسمع دائمًا خبراء الجمال يقولون: لا توجد امرأةٌ غير جميلة، كلُّ النساء جميلات إذا عرفْنَ كيف يُظهرن جمالهن، وهذا ما عليكِ فِعلُه حتى تشعري بجمالك، اهتمِّي بنعومة بشرتك وصفائها، وبحيوية شعرك وجماله، وبرشاقةِ جَسدِك وصحته، وإن بحثتِ في شبكة (الإنترنت)، فستجدين الكثير من الوصفات والطرق لكلِّ تلك الأمور، ولكن تذكَّري أنَّ جمال الجسد لن يَظهرَ إلاَّ إذا كانت الرُّوح جميلةً صافية نقيَّة، فكما تهتمِّين بجمالك الجسديِّ، حافظي على جمالك الرُّوحي وزِيديه، وإذا نظرتِ لنفسك في المرْآة، ابتسمي وانظري لانعكاس صورتِك بحبٍّ وامتنان لله - سبحانه - بأن أنعمَ عليك بهذا الجمال الداخلي والخارجي.

عزيزتي، حُزننا أحيانًا يُصوِّر لنا أمورًا غير موجودة في الواقع، وشعورك بالوحدة قد يكون ردَّ فِعْل لحزنك على تأخُّر زواجك حتى الآن، كل أُنثى في هذه الحياة تُريد رجلاً تستندُ إليه، وتشعر معه بالأمان والاستقرار، ولكن إذا لم تجده، فماذا تفعل؟

إمَّا أن تحزن وتغرق في الحُزن، أو ترضى بقضاء الله وتؤمن بقوله – تعالى -: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس: 107] وتستمر في حياتها وتحقِّق أهدافَها، وتبني نفسَها ومجتمعها وأمَّتها، حتى يرزقَها الله بالزَّوْج الصالح، أو يُعوِّضَها عن صبرها خيرًا ممَّا فقدتْ في الدنيا والآخرة.

وأنت عزيزتي، ما زالتِ الفرصة مفتوحةً أمامك، فعُمرُك ليس بالعمر المتأخِّر جدًّا للزواج، فالعصر الذي نعيشه الآن أسهمَ في تأخُّر سِنِّ الزواج للشباب والفتيات، فبعدما كانوا يتزوجون بمجرَّد بلوغهم، صاروا يتأخَّرون حتى أواخر العشرين وأوائل الثلاثين، وهذا ممَّا فرضتْه الحياة العصريَّة ومتطلباتها الكثيرة، فلا تيأسي أو تحزني، وتأكَّدِي أنَّ الله يدَّخر لك من الخير الكثيرَ، ولكن لكلِّ أجلٍ كتاب.

عزيزتي، قلت: إنَّ لديك موهبةً في (الكروشيه)، وكما أعرف أنَّ (الكروشيه) من الأعمال التي تحتاج موهبةً ودِقَّة ومهارة، وأنت - ما شاء الله تبارك الله، من كلامِك - أبدعتِ فيها، وتَحملين شهادة دبلوم تجاري، فما رأيك أن تجمعي بينهما وتبدئي في مشروع بَيْع لأعمال (الكروشيه) التي تصنعينها؟ اقرئي في كتب الإدارة والتجارة والتسويق، وادعي الله أن يُوفِّقَكِ، وييسِّر لك مشروعك، وبذلك تستفيدين وتحققين رِبحًا ماديًّا ومعنويًّا، وتشعرين بأنك حقَّقتِ ذاتك، وصرتِ مسؤولةً عن عمل تجاري.

أخيرًا عزيزتي، في حياتنا علينا أن نُبادِرَ إلى ما نُريد، بدلاً من انتظارِه حتى يأتيَ إلينا، وأنت حزينةٌ لأنَّ أهلك لا يهتمُّون بك، فما رأيُك أن تبدئي أنت بالاهتمام بهم، وتقوية عَلاقتِك معهم؟ ابدئي بوالديك، فهما بابانِ للجنَّة، اكسبِي رضاهما وبِرَّهما، تسعدي في دنياك وآخرتك، اهتمِّي بأخواتك الصِّغار، وأشعريهم بحبِّك وحنانك وعطفك عليهم، ساعديهم وأسعديهم، وكل ما تفعلينه لهم سترينه ينعكِسُ في عيونهم حبًّا ومودة لك، أمَّا أخوك الذي يَدرُس في الكلية، فاجعلي عَلاقتَك معه خاصَّة، ممتعةً ومَرِحة، كوني له صديقةً وأُختًا ومرشدة، فالشابُّ في هذه السِّنِّ يحتاج إلى مرجع يثق به، ويلجأ إليه في مشكلاته، ولا بدَّ أنَّ سَفَرَ والدك وغيابَه عنكم، وانشغال أمِّك بمسؤولياتكم وحدَها - جعله ربَّما يشعر بأنَّه لا يوجد مَن يلجأ إليه، فكوني أنتَ له ذاك الملجأ الآمن، الذي يشعر فيه بالاطمئنانِ والثِّقة والأمان، وصَدِّقيني: كما تكونين لأخيك سيكون هو لك، حين تبدئين في الاقتراب منهم، والاهتمام بهم، ستجدين الاهتمامَ صار متبادلاً، والدِّفْء شاع في منزلكم، ويَكفي أنَّكم أصبحتم أكثرَ ترابُطًا وتقاربًا مِن بعضكم البعض.



يسَّر الله أمورَك عزيزتي، وأسعدَك، ورزقك خيري الدنيا والآخرة

وأنتظر سماعَ أخبار سعيدة عنك




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.34 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.45%)]