|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() اضطراب الخوف من الأماكن الواسعة د. ياسر بكار السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجو أن يجيبَ عن سؤالي الدكتور/ ياسر بكار. أنا متزوِّجة منذ سبع سنوات، ولدي طفلان، زوجي سافَرَ قبل أربع سنوات وتَرَكَني عند أهلي، طبعًا تعبْتُ في هذه الفترة كثيرًا؛ بسبب غيابه، وتحمُّلي مسؤولية الأطفال وحدي، وكان يزورنا كل سنة، وقبل شهور قام بعمل زيارة لنا لمدة شهرين فقط، وكنا في هذه الفترة - وعلى حسب جو البلد الذي يعيش فيه - في هدوء شديد، وهو عكس ما كنت عليه تمامًا في بلدي؛ حيث أعيش في مكان مزدحم جدًّا. بعد عودتي مع أبنائي من الزيارة - وأنا الآن حامل في الشهر الرابع - أصبَحْتُ أُعانِي معاناةً رهيبةً جدًّا إذا ما خرجْتُ إلى الشارع لشراء أي غرض؛ حيث أشْعُر بخوفٍ غير طبيعي، وتنتابني حالة غريبة، أشعر برغْبة في الجرْي دون هدف، ورغبة في أن أمسك رأسي، لا أدري لماذا؟ وتأتيني وساوس كثيرة، لدرجة أني ربما أفْقد الوعي وأنا وحدي في الشارع، ولا يعرف أهلي طريقي. زادت الحالة بعدما أهْمَلْتها، ولَم أعرها انتباهي، حتى أصبحتْ تأتيني في البيت أيضًا، فأشعر أني شيء صغير جدًّا جدًّا، وأظل أركِّز في حجْمي بالنسبة للكون حولي، وأشعر برُعْب كبير، وأظل أبكي بشدة، وكلما خرجتُ لشراء أي غرض لي أو لأبنائي، يزيد تركيزي بشكْل مبالَغ فيه في الناس، وفي الشارع، وفي كل مَن حولي، وأشعر أن حجمي يتضاءَل لحدٍّ مرعِب، وأمسك برأسي في هلع كبير، أشعر بالضَّياع والانهيار، ولا أعلم هل يشعر أحد في العالَم بما أشعر به؟ أصبحتُ مؤخَّرًا - وعند التقلُّب في فراشي - أنسى أين أنا، ومَن أكون، لكن لمدة لا تزيد على دقيقة، مما زادني خوفًا ورعبًا. هل لتلك الحالة علاج؟ وهل لها علاقة بالحمل؟ قد تبدو المشكلة بسيطة، لكنَّها بالنسبة لي مأساة؛ حتى إنني - لولا إيماني - لتمَنَّيْت أن أمْرضَ أمراضًا جسميةً كبيرة؛ لعلها تنسيني ما أنا فيه، ويكون علاجُها على الأقل معروفًا. أنا في كرْبٍ لا يعمله إلا الله الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الأخت الكريمة، مرحبًا بك في موقع (الألوكة)، وأهلاً وسهلاً. قرأتُ رسالتكِ باهتمام، وأشعر تمامًا بمشاعرك، إن المؤلِّم هنا ألاَّ يعرف الناسُ من حولك كم تتألَّمين، وكم تعانين، تابعي معي الأمور التالية: أولاً: إن ما ذكرتِه في استشارتك هو حالة نفسية معروفة في الطب النفسي نسميها: "اضطراب الخوف من الأماكن الواسعة"، بالإضافة إلى بعض الأعراض الوسواسية، وتستلزم هذه الحالة مراجعة الطبيب النفسي، الذي سيصف لك العلاج المناسب، وهو علاج دوائي يخفِّف عنك ما تعانين منه. ثانيًا: سيَتَرَدَّد أيُّ طبيب في إعطائك علاجًا دوائيًّا ما دمْتِ حاملاً، لكن سأتْرك تقدير هذا الأمر إلى الطبيب الذي سيُحَدِّد مدى تأثير الحالة على نفسيتك، ووظيفتك، وعنايتك بجنينك، وحملك وأطفالك، وبناء عليه يُقرِّر إعطاءك الدواء، إذا وجد أن الحاجة أكبر من الضرر، وأودُّ أن أطمئنك أن تأثير الدواء ليس سيئًا على الحمل، وإن كان غير محبَّذ، خاصة في الشهور الأولى. ثالثًا: هل لهذه الحالة علاقة بالحمل؟ ربما قد يزيد الحمل من شدة هذه الحالات أحيانًا، لكن ليس له علاقة بمنشأ هذه الحالة. رابعًا: أريد منك أن تكوني مرتاحة، أنا أعرف أن هذه الحالة صعبة ومؤلِمة، لكن أريدك أن تطمئني، فالأمور عادة ما تسير على خير في مثل هذه الحالات، ولا تَتَطَوَّر أكثر من ذلك، ولعل بعد انتهاء الحمل يمكن البدء في العلاج إن لم نبدأ به الآن، وستجدين التحسُّن بمشيئة الله تعالى. ختامًا: أوصيك دائمًا بالتوكُّل على الله، واستشعار قربه، هذا بالإضافة إلى أنَّ العلاقات الاجتماعية مع الآخرين ستساعدك في تخفيف الضغط الذي تتعَرَّضين له بسبب سفر زوجك. أرجو لك حياة هانئة
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |