ما الإسلام؟ وما خصاله؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أثر العربية في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 21716 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 69 - عددالزوار : 50754 )           »          الجمع بين حاجيات الروح ومتطلبات الجسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          لولا بنو إسرائيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حديث: طلقت خالتي، فأرادت أن تجد نخلها، فزجرها رجل أن تخرج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الحديث الثاني والعشرون: وجوب الابتعاد عن الغضب؛ لما فيه من الأضرار الجسمية والنفسية و (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تخريج حديث: كان إذا خرج من الخلاء قال: غفرانك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الحديث الثالث والعشرون: " من ستر مسلمًا ستره الله " (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          عمل تفضل به غيرك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ماذا يسرق منك الإدمان؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-01-2021, 03:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,555
الدولة : Egypt
افتراضي ما الإسلام؟ وما خصاله؟

ما الإسلام؟ وما خصاله؟
محمد حباش





عن سفيان بن عبدالله الثقفي قال: قلتُ: يا رسول الله، قُلْ لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا بعدك، قال: ((قل: آمنتُ بالله، ثم استقِمْ))؛ صحيح مسلم.

فهذا الحديث مِن جوامع كلمِه صلى الله عليه وسلم، جامعٌ لأوصاف الإسلام، وهو أن يقول العبد: آمنت بالله، ثم يستقِيم على العمل بطاعة الله؛ فالإسلام حقيقةٌ مُركَّبة من قول وعمل:
والقول قسمان:
قول القلب، وهو اعتقاده وتصديقه.
وقول اللسان، وهو التكلم بكلمة الإسلام.

والعمل قسمان:
عمل القلب، وهو نيته وإخلاصه.
وعمل اللسان والجوارح.

وعلى هذا، فالإسلام يشملُ فعلَ الطاعات كلِّها الظاهرة والباطنة، وترك المنهيات كلها، الظاهرة والباطنة، فصارت هذه الوصية جامعةً لخصال الدين كلها؛ وهي:
1- قول لا إله إلا الله: أصل الإسلام وقاعدته، شهادة أن لا إله إلا الله، وهي أفضل شُعَب الإيمان، وهي الكلمة التي لا يُقبَل مِن أحد عملٌ إلا إذا جاء بها، فهي مبدأُ الدخول في الإسلام، وهي آخرُ ما يخرج به المسلم من الدنيا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن كان آخر كلامه لا إله إلا الله، دخل الجنة))، وهي مِفتاح الجنة، ومِفتاح السعادة، فمَن تكلم بهذه الكلمة عارفًا لمعناها، عاملًا بمقتضاها باطنًا وظاهرًا، كما دلَّ عليه قوله تعالى: ﴿ إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [الزخرف: 86] - نفعَتْه يومًا مِن دهره يُصيبه قبل ذلك ما يُصيبه، أما النطق بها مِن غير معرفة لمعناها ولا عملٍ بمقتضاها، فإن ذلك غيرُ نافع، فالمنافقون يقولونها بألسنتهم وهم في الدَّرْك الأسفل من النار، والخوارج يقولونها مع اجتهادهم في العبادة، وهم كلاب النار!

2- العلم بالله تعالى: لا يكون الإنسانُ على حقيقةٍ مِن دينه إلا بعد العلم بالله سبحانه وتعالى، فمَن أراد العلمَ بالله تعالى وبأسمائه وصفاته وأفعاله، فلينظر وليتدبَّر في آيات الله الشرعية مِن القرآن والسُّنة الصحيحة، ولينظر وليتدبَّر في آيات الله الكونية الدالَّة على قدرته وحكمته وعظمته، وهذه المعرفة به سبحانه تستلزم حبَّه وشكره وإخلاص العمل له، ورجاءه والخوف منه، والتوكل عليه.

3- حبُّه تعالى: أن يكون الله تعالى أحبَّ إلينا من كل شيء، وألَّا نُقدِّم على مرضاته مالًا ولا ولدًا؛ قال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 165]، وقال رسولُه صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَد حلاوةَ الإيمان: أن يكون الله ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يُحِبَّ المرءَ لا يُحبه إلا لله، وأن يكرَه أن يعود في الكفر كما يكرَه أن يُقذف في النار))؛ صحيح البخاري.

4- الحب فيه والبُغْض فيه: مِن تمام محبة الله تعالى أن نُحِب ما يحبه الله تعالى من الملائكة والأنبياء والصالحين، والأعمال والأزمنة والأمكنة، وأن نُبغِض ما يُبغِضه الله، فمَن أحبَّ شيئًا يكرَهه الله تعالى، أو كرِه شيئًا يحبه الله تعالى - لم يكمُلْ توحيدُه وصدقه في قوله: "لا إله إلا الله"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله؛ فقد استكمل الإيمان))؛ صحيح أبي داود، وهذا الحب فيه والبغض فيه يدعوان إلى موالاة مَن والاه ومعاداة من عاداه.

5- شكرُه تعالى: على ما أعطانا مِن نِعَم وخير وبركة، وأنَّ ذلك مِن عنده وحدَه، أما المخلوقات، فهم أسبابٌ جعلهم الله سببًا لإيصال نِعَمه إلينا، ويكون شكره سبحانه بالقلب واللسان والجوارح؛ قال تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152].

6- الإخلاص له تعالى: وهو أن نقصد بأقوالنا وأعمالنا ونيَّاتنا وجهَ الله تعالى دون سواه، لا نفعله رياءً ولا سُمعةً، ومِن غير أن ننظر إلى مَغْنَم أو جاهٍ أو لَقَب، أو أي غرض مِن أغراض الدنيا؛ قال سبحانه: ﴿ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [غافر: 14].

7- رجاؤه تعالى: أن نرجوَ رحمةَ الله ونطمَعَ فيما عنده؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ﴾ [فاطر: 29].

8- الخوف منه سبحانه: فالخوف منه سبحانه يدعو إلى فعلِ ما يُحبه الله وتركِ ما يكرهه؛ قال سبحانه: ﴿ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175]، ومَن التمَس رضا الله بسَخَط الناس رضِي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومَن التمس رضا الناس بسَخَط الله; سخِط الله عليه وأسخَط عليه الناس.

9- التوكل عليه سبحانه: أن نعتمد عليه سبحانه اعتمادًا صادقًا في مصالح ديننا ودنيانا، مع فعل الأسباب المأذونِ فيها؛ قال تعالى: ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة: 23]؛ فالتوكل: اعتقاد واعتماد وعمل، اعتقاد بأن الأمر كله لله، فما شاء الله كان وما لم يشَأْ لم يكن، واعتمادٌ بأن نثِق بالله غايةَ الوثوق، ثم عملٌ بفعل الأسباب المأذون فيها شرعًا.

10- تعظيمه سبحانه: فهو جل وعلا عظيمٌ في أسمائه وفي صفاته وفي أفعاله، عظيم في وَحْيه وشرعه وتنزيله، ولا يستحقُّ أحدٌ التعظيم والإجلال والتمجيد غيرُه؛ قال سبحانه: ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح: 13]، فنُعظِّمه بقلوبنا وألسنتِا وأعمالنا، ونُعظِّم شرعه، ونعظم حُرُماته؛ كما قال سبحانه: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ [الحج: 30]، وهذا التعظيم يستلزمُ الخشوع له، وهو الخضوع له والانقياد لأمره، وترك التكبُّر؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ﴾ [آل عمران: 199]، كما يستلزم تعظيمُه مراقبتَه والحياء منه، وألا نَجعله أهونَ الناظرين إلينا؛ قال رجلٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أوصِني، قال: ((أُوصيك أن تستحيي مِن الله كما تستحيي مِن الرجل الصالح من قومك))؛ صحيح الجامع.

11- الإيمان برسله: اختار الله تعالى للبشر رُسلًا مِن جنسهم، ولو أرسل للملائكةِ رسلًا لكانوا من جنسِهم كذلك؛ قال سبحانه: ﴿ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا * قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا ﴾ [الأنعام: 94 - 95]، فالله تعالى فطر هؤلاء الرسلَ على الفضائل، وعصَمهم من الرذائل، فهم العُدول الأُمَناء الصادقون، هيَّأهم ليتلقوا وَحْيَه، ويُبلِّغوه ويُبينوه لعباده، ويكونوا قدوةً لهم في تنفيذه والعمل به، أوَّلهم آدمُ صلى الله عليه وسلم، وآخرهم محمدٌ صلى الله عليه وسلم.

12- الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم واتباع ما جاء به: لا يتمُّ الإيمان بالله بدون الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم، لهذا كان رُكنَا الإسلام: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسولُه"، ولا تتم محبة الله تعالى إلا باتِّباعه صلى الله عليه وسلم؛ قال سبحانه: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]، لهذا كان مِن شروط صحةِ قَبول العمل، متابعةُ شرع الله على وَفْق ما جاء به رسولُه صلى الله عليه وسلم الذي قال: ((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ))؛ متفق عليه.

13- محبته وتعظيمه صلى الله عليه وسلم: تعظيم النبيِّ صلى الله عليه وسلم هو ما يقتضيه مقام النبوَّة والرسالة؛ من كمال الأدب وتمام التوقير، وهو مِن أعظم مظاهر حبه، ومِن آكد حقوقِه صلى الله عليه وسلم على أمَّته، ومِن أهم واجبات الدين؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يُؤمِن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين))؛ متفق عليه.

وتعظيمُه صلى الله عليه وسلم يكون بالقلب واللسان والجوارح؛ فالتعظيم بالقلبِ هو ما يستلزم اعتقادَ كونِه رسولًا اصطفاه الله برسالتِه، أما التعظيم باللسان فيكون بالثناء عليه بما هو أهله، مِن غير غلوٍّ ولا تقصير، ويدخل في ذلك الصلاةُ والسلام عليه، وأما التعظيم بالجوارح، فيشمل العمل بطاعته ومتابعته، وموافقته في حب ما يحبه وبُغض ما يُبغضه، والسعي في إظهار دينه، ونصرة شريعته، والذب عنه وصَون حرمته.

ومع هذا التعظيم فلا نَغْلُو فيه، ولا نرفعه فوق مرتبته التي وضعه الله عليها؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تُطْروني كما أطْرت النصارى ابنَ مريم، إنما أنا عبدٌ، فقولوا: عبدُ الله ورسولُه))؛ صحيح البخاري.

فالنصارى نسَبَت الألوهية لابنِ مريم عليه السلام؛ لأنه جاء بآياتٍ مِن عند الله، وقد أتى بها رسلٌ مثله، فإن الذي أبرَأ الأكمَهَ والأبرَص، وأحيا الموتى على يدِه، هو الذي أحيا عصا موسى التي لم يكن فيها رُوح مِن قبلُ، وجعلها حيَّةً تسعى، وهو الذي فلَق البحر على يده، وهو الذي أخرج الناقةَ لصالحٍ مِن صخرة صمَّاء، والذي خلق المسيح عليه السلام مِن غير ذكر هو الذي خلق حوَّاء من غير أنثى، وهو الذي خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى، فكما لم يكن إتيانُهم بالآيات دالًّا على ألوهيتهم، فكذلك عيسى صلى الله عليه وسلم.

14- الإيمان بالملائكة: الملائكة خُلِقوا من نور، لا يُوصَفون بذكورة ولا بأنوثة، مُيسَّرون للطاعات، مُسخَّرون بإذن الله تعالى في شؤون الخلق، وحفظ العباد، وكتابة أعمالهم، وقبض أرواحهم، أُمَناء على الوحي في حفظه وتبليغه.

15- الإيمان بكتب الله المنزَّلة: نُؤمِن بجميع كتبِ الله المنزَّلة على رسله عليهم الصلاة والسلام، فمنها الصحفُ التي أنزلها الله على إبراهيم، والتوراة التي أنزلها على موسى، والزَّبُور الذي أنزله على داود، والإنجيل الذي أنزله على عيسى، والقرآن الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها غيرُها مما لم نعلَمْه على سبيل التفصيل، فكلُّها مِن عند الله.

16- الإيمان باليوم الآخر: نُؤمِن بانتهاء وجودِ هذا العالَم الدنيوي، فينحل نظام هذا الكون، ليكون وجود العالم الأخروي في عالَم ونظام آخر؛ إذ الذي قدَر على خلقه ونظامه قادرٌ على إعدامه وإبطال نظامه، وعلى خلقِ مثله ونظامه.

ويدخل في الإيمان باليوم الآخر:
الإيمان بفتنة القبر: نؤمنُ أن كل إنسان يُسأَل بعد موته عن ربِّه ودينه ونبيِّه صلى الله عليه وسلم، والرُّوح إذا فارقَتِ الدنيا لا تَلِجُ الآخرة، بل هي في بَرْزَخ بينهما إلى قيامِ الساعة، فأرواح المؤمنين في برزخ واسعٍ فيه الرَّوح والريحان والنعيم، وأرواح الكفار في برزخ ضيِّق فيه الغمُّ والعذاب؛ قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99 - 100].

الإيمان بالبعث: نؤمنُ بأن الله تعالى يُحْيِينا بعد الموت، ويُعيدنا أرواحًا وأجسادًا، فيبعثنا من قبورنا، ومن حيث كنا إلى الموقف العظيم للمحاسبة على الأعمال والجزاء عليها.

الإيمان بالحساب: نؤمن بأن الله تعالى يُوقِف عباده بين يديه، ويُعرِّفهم بأعمالهم التي عمِلوها، وأقوالهم التي قالوها، وما كانوا عليه في حياتهم الدنيا من إيمانٍ وكفر، واستقامة وانحراف، وطاعة وعصيان، وما يستحقُّونه على ما قدَّموه من إثابة وعقوبة، فالحساب منه العسير ومنه اليسير، ومنه التكريم ومنه التوبيخ والتبكيت، ومنه الفضل والصفح.

الإيمان بالميزان: نؤمنُ بأن الله تعالى ينصِبُ الميزان يوم القيامة، فتُوزَن أعمال العباد ليُجازَوا عليها، ويقتَصُّ بعضهم من بعض، فمَن رجَحت حسناته نجا، ومَن رجحت سيئاته عُذِّب؛ إذ ذاك واجب في عدلِ الله تعالى.

الإيمان بالحوض: نُؤمِن أن لرسولِنا صلى الله عليه وسلم حوضًا في عَرَصات القيامة تَرِدُ عليه أمَّتُه، عرضُه مِثْل طوله مسيرة شهر.

الإيمان بالشفاعة: نؤمن بأنَّ الشفاعة تكون لأهل الإخلاص بإذن الله، ولا تكون لمن أشرك بالله تعالى؛ قال سبحانه: ﴿ لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ﴾ [مريم: 87]، فالله سبحانه هو الذي يتفضَّل على أهل الإخلاص، فيغفر لهم بواسطة دعاء مَن أذِن له أن يشفع.

الإيمان بالصراط: نُؤمِن بأن الله ينصِبُ الصراط على ظهرِ جهنَّم فيمر عليه الناس أجمعون، سرعتُهم بحسب مسارعتهم في الخيرات في الدنيا، فينتهي أهل الجنة إلى الجنة، ويسقُطُ أهل النار في النار؛ قال سبحانه: ﴿ وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ ﴾ [المؤمنون: 74].

الإيمان بالنار: نؤمن بأن الله خلق النارَ دارَ عذابٍ وخلود لمَن كفر، ودار عذاب إلى أجلٍ لمَن رجَحت سيئاتهم على حسناتهم، فاستحقوا العذاب، وأن العذاب فيها للأرواح والأجساد.

الإيمان بالجنة: نؤمن بأن الله خلق الجنة، وأنها مائة درجة، وأنها دار نعيم وخلود للمؤمنين، وأن النعيم فيها للأرواح والأجساد.

17- الإيمان بالقدر: نؤمن بأنَّ ما أصابنا لم يكُنْ ليخطِئَنا، وما أخطأنا لم يكن ليصيبَنا؛ قال سبحانه: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن عبدٌ حتى يؤمنَ بالقدر خيرِه وشرِّه، حتى يعلم أنَّ ما أصابه لم يكن ليُخطئَه، وما أخطأه لم يكن ليصيبَه))؛ صحيح الترمذي.

فنحن نؤمن بالقدر، ولكن لا نحتجُّ به على ترك العمل، كما لا نحتج به على مخالفتنا للشرع، وإنما نحتجُّ بالقدر على المصائب دون المعايب.

18- الطهارة: تكون بالغسل أو الوضوءِ، أو بالتيمم عند فِقدان الماء، وهي شرطٌ في صحة الصلاة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يقبَلُ الله صلاةً إلا بطهور))؛ صحيح ابن ماجه.

19- إقامة الصلاة: بأداء خمسِ صلوات مفروضةٍ في اليوم والليلة بأركانها وواجباتها وسُنَنها، والمداومة عليها؛ كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾ [المعارج: 23]، والمحافظة على أدائها في أوقاتها؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾ [المؤمنون: 9]، والخشوع فيها؛ كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 2]، ويُستَحبُّ الزيادة على الفريضة بصلاة النافلة، والاعتكاف بالإقامة في المسجد بنيَّة العبادة.
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 150.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 148.57 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.14%)]