|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ما الحل مع الخجل؟ أ. عائشة الحكمي السؤال مشكلتي مع الخجل الذي ينتابني عندما أواجه ضيوفًا بالمنزل، أو عندما أذهبُ إلى مناسبات عامَّة؛ حيث إذا سَأَلَنِي أحدٌ عن شيء أَرْتَبِكُ، وتَحْمَرُّ أذناي ووجهي، وأحس بأَلَمٍ في يدي، وأحس بخفقان سريع في القلب، فإذا وَجَّهَ أحدٌ سؤالاً لي، احْمَرَّ وجهي وأذني، حتى إذا لم يقصد الإساءة، فليس لديَّ الجرأة أن أواجه الناس. ما الحل؟ وما العلاج المناسب لحالتي؛ سواء بالأعشاب أم بالأدوية؛ حيث إنَّ هذا الشعور معي منذ فتره طويلة؟ جزاكم الله ألف خير. الجواب عزيزتي، حَيَّاكِ الله، الأعراض التي ذكرتِها؛ كالارتباك، واحمرار الأذنين والوجه، وأَلَم اليدين، وزيادة سرعة دَقَّات القلب عند مُواجهة الناس - تَتَجَاوَز مسألة الخجل والحياء الفطري لدى المرأة، إلى ما يعرف في كُتُب الطب النفسي تحت مسمَّى: "الرهاب أو الخوف الاجتماعي Social Phobia". وإذا أردتِ الحصول على نتيجةٍ علاجيَّةٍ سريعة - بإذن الله - فلا تتردَّدِي أبدًا في الذهاب إلى طبيبة نفسيَّة؛ لتعطيكِ الدواء الذي يناسبك، ولا يتعارض مع ما تتناولينه من أدوية، فطريقة تعاطي الأدوية النفسية تختلف عن بقيَّة الأدوية العلاجية الأخرى، ويحتاج إلى متابَعة مستمِرَّة مع الطبيب المعالِج. لا أستطيع من موقعي، ولا مِن شرف مهنتي أن أعطيكِ أسماء أدوية؛ لكن إن كنتِ تتناولين دواءً مُعَيَّنًا، فيُمكنني مساعدتكِ في التَّعَرُّف على تركيبته الكيميائية، ومميزاته، وآثاره الجانبيَّة، وتعارضاته الدوائيَّة، واستعمالاته السريرية... إلخ. كلُّ ما أستطيع تقديمه لكِ الآن هو شرح مُيَسَّر لتصنيف الأدوية، التي قد تعطَى للمصابين بالرهاب الاجتماعي - تذكري: تصنيفًا، وليس أسماء تجارية - والتي يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام: 1- مضادات الاكتئاب Antidepressant: وهي أدوية معالِجة فعَّالة، تقضي على الرهاب بصورةٍ نهائيَّة، بعد شفاء الله - تعالى - لكن لا بُدَّ منَ الاستمرار عليها لمدة يُحَدِّدها الطبيبُ؛ للتخلُّص من الرهاب الاجتماعي، ولها بعض الأضرار الجانبيَّة. 2- مغلقات مستقبلات بيتا الأدرينالية Beta- Blocker: وهي مضادات للأدرينالين، تعمل عن طريق منْع الأدرينالين منَ العمل على مستقبلات بيتا، وبالتالي التمكُّن من ضبط سرعة ضربات القلب، واحمرار الوجه، وبقية الأعراض الأخرى، ويصفها الطبيب للأشخاص الذين يخشون من مُواجهة الناس في مواقف اجتماعيَّة معينة؛ كحضور زواج، أو تدريب ميداني، أو إمامة الصلاة... إلخ. 3- مضادات القلق Anti- Anxiety: وتعرَف أيضًا باسم "الأدوية المطمئنة"؛ لكونها تُبْدِي تأثيرات مهدِّئة مركزيَّة مضادة للقلق، ومحدِثة للشعور بالركون والسعادة والاطمئنان، يظهر مفعولها بعد عدة دقائق مِن استعمالها؛ لهذا يُنصَح باستعمالها قبل التعرُّض للمواقف الاجتماعية بدقائق معدودة. بالنسبة للعلاج بالأعشاب، فإنَّه لا يُجدي نفعًا، ولو كنتُ أثِقُ بعشبة معيَّنة تعالج الرُّهاب الاجتماعي، لما تردَّدتُ لحظةً واحدة في إفادتكِ عنها - ثقي بذلك. بقيتْ لديَّ بعضُ الحلول التي أتمنَّى أن تدعمكِ نفسيًّا - إن شاء الله - بعيدًا عنِ العلاج الفموي، بصورَتَيه: الدوائية والعُشبية، من ذلك: 1- الاستعانة بالله والتوكُّل عليه: فقد نجح موسى - عليه السلام - في التخلُّص مِن مخاوِفه، بعد أنِ استعان بالله - تعالى - على مُواجَهة فرعون، بعد فراره من مصر إلى مَدْيَن هربًا منه؛ قال - تعالى -: {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ * وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ * وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ * قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} [الشعراء: 12 - 15]، فتوكّلي على الله، ولا تنسي الدُّعاء، عليكِ دائمًا بأدعية الكَرْب خلال المواقف الاجتماعيَّة التي تثير تأزُّمكِ. 2- الاسترخاء: فالجهاز العصبي لديكِ في حالة استثارة وتحفيز مستمرينِ، وللاسترخاء عدة تقنيات وطرق وأساليب، أختار لكِ منها ما يلي: أ- التنفُّس الاسترخائي: اتَّخِذي وضعًا مريحًا؛ إما راقدة أو جالسة، وابدئي في التنفُّس مِن فتحتي الأنف: - ضعي إصبعيكِ السبابة والوسطى على قصبة أنفكِ، وبينما تسدِّينَ فتحة أنفك بإبهامكِ، خُذي هواء الشهيق، مع العد حتى 4. - استمرِّي في التمرين بأن ترخي إبهامك، وتغطي فتحة أنفك الأخرى بإصبعك البنصر، خذي الشهيق وأطلقي الزفير 4 مرات، ويُمكن تَكرار هذا التمرين 10 مرات في كل ناحية، ومع استمراركِ في التمرين يمكن أن تزيدي الفترة الزَّمنيَّة بشَكْلٍ متزايدٍ. ملاحظة: هذه الطريقة في التنفُّس لا تجدي نفعًا إن كان لديكِ مشكلة "انحراف حاجز الأنف الغضروفي"؛ كما أنها قد تسبِّب أحيانًا بعض الدوار، فإن حَدَثَ ذلك، فقَلِّلي من مدَّة تَكرارها، وخفِّفي من شدتها. ب- التدليك الاسترخائي: أضيفي بضع قطرات مِن زيت البابونج العطري، أو زيت الخزامى في زجاجة صغيرةٍ، إلى زيت اللوز الحلو، واستعملي المزيج لعمل تدليك مرخٍ للظهر والبطن. جـ- حمام الاسترخاء: أضيفي بضع قطرات من زيت البابونج، أو زيت الخزامى إلى ماء الحمام الدافئ (في البانيو)، وانقعي جسمكِ في هذا الماء المعطر 20 دقيقة. د- العلاج بالتخيُّل: لن تتخَيَّلي مدى قوة تأثير التخيُّل في علاج المخاوف، لو داومتِ على ذلك، استرخي واستحضري في خيالكِ موقفًا اجتماعيًّا محدَّدًا؛ كالزيارات العائليَّة مثلاً، تخيَّلي نفسك كما تتمنينَ أن تكوني عليه: هادئة وواثقة مِن نفسك، وتمشين بخطًى ثابتةٍ، تخيلي نفسكِ وأنت تصافحينَ صديقاتكِ أو جاراتكِ بكل ثقةٍ وسعادةٍ، ركِّزي على التخيُّل الإيجابي دائمًا، وعيشي الموقف بكل حواسّكِ، كرِّري مثل هذه التمرينات الخيالية يوميًّا، وبإذن الله تُبَشِّرينني قريبًا بتقدُّم صحتكِ النفسية. أختي الحبيبة: هذه الأعراض تعطِّل سير حياتكِ، وتَحُول بينك وبين العديد منَ الفُرَص المميزة في الحياة، والعلاج الدوائي في متناول اليد، ويعمل بفعاليَّة عالية، كما أنَّ طُرُق الاسترخاء والتخيُّل ستدعمكِ بقوة، وثقتك بالله واستعانتكِ به كفيلة بتغيير حياتكِ، فلا تحرمي نفسكِ منَ الراحة والاستمتاع بالحياة، والحلول بين يديك، شفاكِ الله وعافاكِ. أمنياتي القلبية لكِ بالثبات والرِّضا، وأن يمتِّعكِ الله بعمركِ وصحتكِ، ويحببكِ في الناس، ويحبب الناس فيكِ. دمتِ بخيرٍ، ولا تنسيني من صالح دعائكِ.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |