|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بعض معاني (نعم وبلى) في القرآن الكريم عند سيبويه أ. د. عبدالله أحمد جاد الكريم حسن تؤدي (نعم، وبلى) معاني كثيرة حسب المقام والسياق اللغوي، ولقد أخذ جمهور العلماء والفقهاء بما قاله سيبويه عن "نعم، وبلى" في بعض مواضعهما في القرآن الكريم، حيث يقول: "وأما "بلى" فتُوجِب به بعد النفي، وأما "نعم" فعدة وتصديق، تقول: قد كان كذا وكذا؟ فيقول: نعم... فإذا استفهمت فقلت: أتفعل؟ أجبت بنعم، فإذا قلت: ألست تفعل؟ قال: بلى"[1]. فـ"نعم وبلى" معناهما قريب، إلا أن "بلى" لا تستعمل إلا في جواب كلام يشتمل على نفي؛ كقوله سبحانه وتعالى: ﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ﴾ [الأعراف: 172]، قال سيبويه: لو قالوا: "نعم"، لكان نفيًا للربوبية! وأما "نعم" فللإثبات، فإذا قال القائل: أرأيت زيدًا؟ فليكن جوابك إذا رأيته: نعم، وقال الله تعالى: ﴿ فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ ﴾ [الأعراف: 44][2]. مسألة: في الحروف المقطعة في أول السور: اختلف المفسرون فـي الحروف المقطعة التي فـي أوائل السور؛ فمنهم من قال: هي مما استأثر الله بعلمه، فرَدُّوا علمها إلـى الله، ولم يفسروها؛ حكاه القرطبي في تفسيره[3] عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود، وقاله عامر الشعبي، وسفيان الثوري، والربيع بن خثيم، واختاره أبو حاتم بن حبان، ومنهم من فسرها، واختلف هؤلاء في معناها، فقال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم: إنما هي أسماء السور، وقال الزمخشري في تفسيره: وعليه إطباق الأكثر، ونقل عن سيبويه أنه نص عليه[4]، وقال سفيان الثوري، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، أنه قال: "ألم، وحم، وألمص، وص" فواتح افتتح الله بـها القرآن... وقيل: هي اسم من أسماء الله تعالى، فقال الشعبي: فواتح السور من أسماء الله تعالى، وكذلك قال سالم بن عبدالله، وإسماعيل بن عبدالرحمن السُّدِّيُّ الكبير، وقال شعبة، عن السدي: بلغني أن ابن عباس قال: "ألم" اسم من أسماء الله الأعظم، وحكي عن علي، وابن عباس، وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: هو قَسَم أقسم الله به، وهو من أسماء الله تعالى، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة الهَمْدَاني، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أما "ألم" فهي حروف استفتحت من حروف هجاء أسماء الله تعالى، وقال أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، في قوله تعالى: ﴿ ألم ﴾، قال: هذه الأحرف الثلاثة من التسعة والعشرين حرفًا دارت فيها الألسن كلها، ليس منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه، وليس منها حرف إلا وهو من آلائه وبلائه، وليس منها حرف إلا وهو في مدة أقوام وآجالهم[5]. وبعد، فعلى الرغم من كثرة العلماء الذين تحدثوا عن الحروف المقطعة في أول بعض سور القرآن، إلا أنـهم لم يُغفلوا ما ذكره سيبويه عنها، وإن لم يُجمعوا على رأيه. [1]) الكتاب، لسيبويه (4/ 234). [2] ينظر: البرهان في أصول الفقه (1/ 81)، وقواطع الأدلة في الأصول، للسمعاني، دراسة وتحقيق: محمد حسن محمد، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1418هـ/ 1999م (1/ 31)، وروح المعاني، للألوسي (9/ 102). [3] ينظر: تفسير القرطبي (1/ 154) و(11/ 74) وغيرها. [4] ينظر: الكتاب، لسيبويه (3/ 257، 258)، وتفسير الزمخشري (1/ 64، 65، 69). [5] تفسير ابن كثير (1/ 50) بتصرف، وينظر: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، لمحمد الشنقيطي، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، الطبعة: 1415 هـ/ 1995م (2/ 165).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |