نيابة الفاء عن ( ثم ) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ابتسامة تدوم مدى الحياة: دليلك للعناية بالأسنان في كل مرحلة عمرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          كم يحتاج الجسم من البروتين يوميًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          أطعمة ممنوعة للمرضع: قللي منها لصحة طفلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مكملات البروبيوتيك: كل ما تحتاج معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          التخلص من التوتر: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أطعمة مفيدة لمرضى الربو: قائمة بأهمها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كيفية التعامل مع الطفل العنيد: 9 نصائح ذكية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كيف يؤثر التدخين على لياقتك البدنية وأدائك الرياضي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن لقاح السعال الديكي للأطفال والبالغين! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          لمرضى السكري: 9 فواكه ذات مؤشر جلايسيمي منخفض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-12-2020, 02:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,695
الدولة : Egypt
افتراضي نيابة الفاء عن ( ثم )

نيابة الفاء عن ( ثم )

د. حجاج أنور عبدالكريم

ذهب جماعة من النحاة - منهم ابن مالك [1] - إلى أن الفاء قد تقع موقع (ثم) فتكون للمهلة، لا الاتصال والتعقيب، واستدلوا على ذلك بعدد من الشواهد، منها قول الشاعر:
إذا مِسْمَعٌ أعطتك يوماً يمينه فعدت ضداً عادت عليك شمالها[2]


فالفاء في هذا البيت لا تفيد الاتصال والتعقيب، وإنما تدل على المهلة والتراخي بين المعطوف والمعطوف عليه.


وفي القرآن الكريم آيات عدة قد حملت فيها الفاء على أنها بمعنى (ثم) في الدلالة على المهلة والتراخي عند كثير من النحاة والمفسرين، ومن هذه الآيات قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ ﴾ [المؤمنون: 14]، فالفاءات الثلاث في (فخلقنا العلقة) وفي (فخلقنا المضغة) وفي (فكسونا) - في رأي كثير من النحاة والمفسرين[3] - بمعنى (ثم) في الدلالة على المهلة والتراخي؛ وذلك لتراخي معطوفاتها؛ والدليل على ذلك العطف بـ (ثم) في جميع مراحل خلق الإنسان في قوله تعالى: ﴿ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ﴾ [الحج: 5]، وكذلك في قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ﴾ [غافر: 67].


ومن المواضع الأخرى كذلك التي قيل فيها بمجيء الفاء بمعنى (ثم) قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحج: 63]؛ إذ يرى ابن مالك أن الفاء في (فتصبح) بمعنى (ثم) في الدلالة على المهلة[4]؛ وذلك لأن اخضرار الأرض لا يتصل مباشرة بإنزال الماء ولا يعقبه، وإنما يحتاج ذلك أو يستلزم فترة طويلة من الزمن. وقد حاول الرافضون لهذا المسلك في الفاء تأويل الآية بما لا يخرج الفاء فيها عن بابها من الدلالة على الترتيب والتعقيب، فأجابوا عنها بعدد من الوجوه: منها أن (فتصبح) معطوف على جملة محذوفة، والتقدير: أنبتنا به، فطال النبت، فتصبح. ومنها أن الفاء في الآية للسببية، وفاء السببية لا تستلزم التعقيب، أو أنها على بابها من التعقيب، بيد أن التعقيب إنما يكون في كل شيء بحسبه.


ونظير هذه الآية السابقة قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى * فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى ﴾ [الأعلى: 4 - 5]؛ حيث يرى بعض النحاة أن الفاء في (فجعله) بمعنى (ثم) ونائبة عنها[5]؛ وذلك من جهة أن جعْلَ المرعى غثاء أحوى - أي: أسود من شدة اليبس - لا يعقب الإخراج مباشرة، وإنما يستلزم ذلك مدة زمنية طويلة. وإذا كان بعضهم يحمل هذه الآية أيضاً على العطف على جملة محذوفة، تقديرها: فمضت مدة فجعله غثاء، فإن التوجيه الأول في رأيي هو الأرجح؛ بدليل قوله تعالى: - في موضع آخر -: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا ﴾ [الزمر: 21]؛ إذ جاء العطف بالفاء أولاً في (فسلكه)؛ لما كان جريان الماء في الينابيع متصلا بإنزال الماء ومعاقباً له مباشرة بلا مهلة، ثم عدل النص القرآني عن ذلك فعطف بـ(ثم) فيما تلا ذلك من مراحل خلق النبات وتطوره؛ لما كانت هذه المراحل تفصل بينها فترات زمنية متباعدة.



وقد يكون الداعي إلى استعمال الفاء بدلاً من (ثم) في الآية السابقة - كما ذكر ابن عاشور[6] - هو الإشارة إلى أن مدة نضارة الحياة للأشياء إنما تشبه المدة القصيرة، فاستعير لعطف جملة (فجعله غثاء) الحرفُ الموضوع لعطف ما يحصل فيه حكم المعطوف بعدَ زمن قريب من زمن حصول المعطوف عليه، ويكون ذلك من قبيل قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ﴾ [يونس: 24].


[1] انظر: جامع البيان في تأويل القرآن، لمحمد بن جرير الطبري، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، ط 1 - 2000م، 15/ 390 - 392، والكشاف للزمخشري 2/ 388، والجامع لأحكام القرآن 9/ 66، والبحر المحيط 5/ 243.

[2] انظر: معاني القرآن للفراء 2/ 22، والجامع لأحكام القرآن 9/ 67.

[3] انظر: شرح التسهيل 3/ 354، والجنى الداني ص 62، والمغني ص 168، والهمع 3/ 195 - 196.

[4] البيت للفرزدق، انظر: ديوانه، بشرح وضبط الأستاذ: علي فاغور، دار الكتب العلمية - بيروت، ط 1 - 1987، ص 471.

[5] انظر: شرح التسهيل 3/ 354، والمغني ص 168، والبرهان في علوم القرآن 4/ 295، وهمع الهوامع 3/ 195 - 196.

[6] انظر: شرح التسهيل 3/ 354، والجنى الداني ص 62، والبرهان في علوم القرآن 4/ 295 - 296.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.58 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]